موقف القبيلة من الجار في الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


تميز أهل المشرق القدامى عن سواهم من الأمم بمجموعة من الثوابت الأخلاقية الحسنة التي ذكرها الجاهلي في أدبه بجميع أشكاله ومن أهمها حماية الجار وما يتعلق به من حقوق وواجبات تجاه مضيفه.

موقف القبيلة من الجار وحقوقه من خلال الشعر الجاهلي

1- العزة وتوفير الحرية له: كما كانت القبيلة تبذل قصارى جهدها من أجل المحافظة على عزة وكرامة ضيفها واعطائه الحرية المطلقة في التنقل والإقامة دون ضغوط وقد تغنى عبيد بن الأبرص في هذا مرددًا:

نَحمي حَقيقَتَنا وَنَمنَعُ جارَنا

وَنَلُفُّ بَينَ أَرامِلِ الأَيتامِ

2- توفير الحماية للجار: كان من أبرز واجبات القبيلة حماية الجار والذود عنه وعُرف عنهم أنهم كانوا يعيبون القبائل الضعيفة التي لا تحمي جارها ويتوجهون إلى هجائها، وتصبح وصمة عار تلاحقهم أينما اتجهوا ومثال عليه ما نظمه بشر بن أبي خازم هاجيًا عتبة بن مالك عندما لم يستطع من حماية جاره من بني أسد ولم يثأر له حيث ردد:

فَمَن يَكُ مَن جارِ اِبنِ ضَبّاءَ ساخِراً

فَقَد كانَ في جارِ اِبنِ ضَبّاءَ مَسخَرُ

3- إكرامه والسخاء عليه: يُعد من أعظم الحقوق للجار وعُرف سادات القبائل وعظماء القوم بها وكانت رمز للرفعة وحسن السيادة وعلو الهمة، وكانت تُعاب الأقوام التي يجوع فيها الجار ويتوجهون إلى هجائهم ومثال على هذا ما خطه حسان بن ثابت في بني أسلم عندما لم يكترثوا بجارهم الذي مات جوعًا في منازلهم حيث ردد:

قَد عَلِمَت أَسلَمُ الأَنذالُ أَنَّ لَهُم

جاراً سَيَقتُلُهُ في دارِهِ الجوعُ

تفاخر الشعراء بحقوق الجار في العصر الجاهلي

1- تباهى زهير بن أبي سلمى بحماية الجار وإزالة الأذى عن جيرانه وتوفير الراحة والكرامة لهم حيث ردد:

وَكَفّي عَن أَذى الجيرانِ نَفسي

وَإِعلاني لِمَن يَبغي عِلاني

2- تفاخر قيس بن عاصم متباهيًا بقومه ويصور كرمِهم وسخائِهم تجاه الجار وكيف يحافظون عليه ويحرصون على توفير الخصوصية له وعدم التدخل في شؤونه حيث نظم:

لا يفطنون لعيب جارهم

وهم لحفظ جواره فطن


شارك المقالة: