نائب الفاعل

اقرأ في هذا المقال


تعريف نائب الفاعل:

نائب الفاعل هو حذف الفاعل لدواعٍ كثيرة كرغبةٍ في اختصارٍ أو لجهلٍ به أو خوفٍ عليه، وقيام النائب عنه مقامه وبذلك يأخذ النائب أكثر أحكام الفاعل الأصلي.

الأسباب التي تدعو المتكلم لحذف الفاعل:

  • أسباب لفظية وهي :
  • القصد إلى الإيجاز في العبارة، نحو قوله تعالى : ( فعاقِبوا بمثل ماعُوقِبتم به) .
  • المحافظة على السجع في الكلام المنثور، نحو قولهم: من طابتْ سريرتُه حُمِدَتْ سيرتُه .
  • المحافظة على الوزن في الكلام المنظوم ، كما في قول الأعشى:

عُلِّقْتُها عَرَضاً، و عُلِّقَتْ رَجلاً ******* غيري، و عُلِّقَ أُخرى غَيرَها الرَّجلُ

  • وهنا بنى الشاعر الفعل( علَّقَ ) في هذا البيت ثلاث مرّات للمجهول؛ لأنّه لو ذكر الفاعل في كل مرّة منها أو في بعضها لما استقام له وزن البيت، والتعليق: المحبّة ،عَرَضاً: من غير قصد.
    الأسباب المعنوية وهي :
  • أن يكون الفاعل معلوماً للمخاطب ولا يحتاج إلى ذكره، مثال قوله تعالى: ( خُلِقَ الإنسانُ من عَجَل) .
  • أن يكون الفاعل مجهولاً للمتكلم فهو لايستطيع تعيينه للمخاطب وليس في ذكره فائدة، مثل: سُرِقَ متاعي؛ لأنّك لا تعرف ذلك السارق، وليس في قولك : (سَرَقَ اللَُصُّ متاعي) فائدة زائدة في الإفهام .
  • رغبة المتكلم في الإبهام على السّامع، مثل: تُصُدِّقَ بألفِ دينار.
  • رغبة المتكلم في إظهار تعظيمه للفاعل: بصون اسمه عن أن يجري على لسانه، أو بصونه عن أن يقترن بالمفعول به في الذكر، مثل: خُلِقَ الخنزيرُ. وهنا لم نذكر الفاعل (الله) تعظيماً له حتى لايذكر مع الخنزير.
  • خوف المتكلم من الفاعل فيعرض عن ذكره لئلّا يناله منه مكروه.
  • خوف المتكلم على الفاعل فيعرض عن اسمه لئلّا يمسه أحد بمكروه.

أحكام نائب الفاعل:

  • نائب الفاعل اسم حَلَّ محلَّ الفاعل المحذوف، وتتغير له صورة الفعل.
  • الفعل الذي حُذِفَ فاعله ونابَ عنه نائب الفاعل يُسمّى مبنيّاً للمجهول.
  • الفعل المبني للمجهول يُضَم أوّله ويُكسَر ماقبل آخره إنْ كان ماضياً.
  • الفعل المبني للمجهول يُضَم أوَّله ويُفتَح ما قبل آخره إنْ كانَ مضارعاً.
  • إذا كان نائب الفاعل مؤنثاً أُنِّثَ له الفعل.
  • إذا كان للفعل مفعولان فأكثر أقمْتَ واحداً فقط مُقام الفاعل، ونصبتَ الباقي على المفعول به، مثل: أُعطِيَ زيدٌ درهماً، وأُعلِمَ زيدٌ عمراً قائماً، مُنِحَ الفائزُ جائزةً.

أفعال ملازمة البناء للمجهول:

ورد عن العرب أفعال ماضية ملازمة البناء للمجهول وهي الأفعال التي يعتبرها اللغويون مبنية للمجهول في الصورة اللفظية لا في الحقيقة المعنوية، ولذلك يعربون المرفوع بها فاعلاً وليس نائب فاعل بشرط ذكر الفاعل اسماً أو ضميراً ظاهراً أو مستتراً، أمّا إذا حُذِفَ أو قام مقامه شبه جملة كان شبه الجملة نائب فاعل، مثل: (سُقِطَ في يده) ففي يده نائب فاعل وليست فاعلاً.
ومن أشهر هذه الأفعال: هُزِلَ، زُكِمَ، دُهِشَ، شُغِفَ، أُولِعَ، اشْتُهِرَ، أُغْرِمَ، نُتِجَ، عُنِيَ، استُشْهِدَ، تُوفِّيَ، حُمَّ، شُلَّ، جُنَّ، بُهِتَ.

وسمع بناء هذه الأفعال للمجهول في حالة المضارعة أيضا.

إضاءة:

فعل الأمر والفعل الجامد غير المتصرف لا يُبنيان للمجهول، ومن المُستحسن عدم بناء الفعل الناقص للمجهول وإنْ كان يجوز فيه ذلك.

مجموعة أمثلة ونماذج إعرابية:

مُسِحَ الزجاجُ. قُضِيَ الأمرُ. نُفِخَ في الصورِ نفخة واحدة. قُطِعَ الغصنُ. سُرِقَتِ البقرةُ.

  • غِيضَ الماءُ: غيضَ فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة، الماءُ نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • نُفِخَ في الصورِ نفخةٌ واحدةٌ: نُفِخَ فعل ماضِ مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر، في الصورِ جار ومجرور، نفخةٌ نائب فاعل مرفوع بتنوين الضَّم، واحدةٌ نعت مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم.
  • شُغِفَ التلميذُ بعلمِه: شُغِفَ فعل ماضٍ (جاء على صيغة المبني للمجهول) مبني على الفتح الظاهر، التلميذُ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. بعلمِه جار ومجرور.

شارك المقالة: