ناقة عريمان

اقرأ في هذا المقال


جميع الشّعوب تمتلك موروثات ثقافيّة تميّزها عن غيرها، وهي بدورها تعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التّاريخ، ولعلّ من أكثر أنواع التّراث شهرةالأمثال الشعبية” والحكم، إذ يقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبّرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجدّ من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “ناقة عريمان”.

فيم يُضرب مثل: “ناقة عريمان”؟

أمّا مثل: “ناقة عريمان”، فهو مثل مشهور في بلدان الخليج وشبه الجزيرة العربية، إذ يقولون: ” مثل ناقة عريمان، إن ثارت نارت، وإن بركت ما ثارت”، وأمّا صاحب هذا المثل، فهو: “عريمان بن شطيط بن الرّبعي” من الوشاتين من العونة، ويضرب هذا المثل فيمن يتعثرون في الحياة، ويطيلون فترة ركودهم، أو من ينطلقون في الحياة ولا يستطيع أحد إيقافهم.

قصة مثل: “ناقة عريمان”

ممّا يُروى عن “ناقة عريمان” أنّها ناقة لا تعرف الوسطيّة والاعتدال، فهي إن ثارت هاجت ونارت، فليس هناك أحد يستطيع أن يوقفها أو أن يتوقّع ما ستفعله، ويعتقد من يرى أنّها في قمة الصّحة والعنفوان، وإن بركت لا تثور ولا تتحرك لفترات طويلة، تجعل الجميع يملّ منها، ويظنّها مريضة عليلة.

غير أنّ عريمان كان مطلّعًا على طباع تلك الناقة فتكيّف معها ومع أوضاعها، وصارت مضربًا للمثل منذ ذلك اليوم حتى الآن، وهناك صيغة أخرى للمثل، تقول: “مثل ناقة عريمان، إن قامت ما بركت، وإن بركت ما قامت”، يتداول أهل الخليج قصّة عن تلك الناقة يرويها حفيد عريمان، حيث يقول فيها: إنّ جدّه كان ذات مرة  مسافرًا إلى الطّائف برفقة إحدى القوافل، وكان معه تلك النّاقة، ولأنها كانت كبيرة في السّنّ فقد ثقلت حركتها، فأتعبتهم كثيرًا؛ لأنّها كانت إذا بركت ما قامت إلا بصعوبة وبعد وقت طويل، ولهذا أطلقوا عليها هذا المثل .

في كثير من الأحيان يشبّه المتداولون في أسواق البورصة تلك الأسواق بناقة عريمان، ذلك أنّها إذا انطلقت لم يسبقها أحد، وإن ركدت طال ركودها، وحدثت الكثير من الخسائر، وعن هذا المثل يقول محمد مناور بن عريمان:

أنا رشيدي وبيت في القبلة يأهل المرقاب *** شهود ناقة عريمان وعريمان راعيها”.


شارك المقالة: