نشأة الكتابة

اقرأ في هذا المقال


يختلف العُلماء حول نشأة الكتابة، فمنهم يرى أنَّ الكتابة توقيف من الله تعالى. وأُنزلت على آدم- عليه السلام- في إحدى وعشرين صحيفة. وقيل: أنَّ آدم عليه السلام هو مَنْ وضعها؛ أي أّنه كتبها في طين وطبخه، قبل أن يموت بثلاثمائة سنة. ولمّا غرق الطوفان، أصاب كل قوم كتابهم.
و لكن الحقيقة أن المعرفه الحقيقية لأصل الكتابة وكيف كانت نشأتُها، ليس بالأمر السهل إطلاقاً؛ لغموض تاريخ تلك الفترات، لكنَّ المُطَلِع على النقوش والآثار، التي خلّفتها الحَضارات القَديمة، يُدرك أنَّ عملية الكِتابة لم تَكُن توقيفية من الله عزَّ وجل. ولم تَكُن أيضاً اختراعاً فُجائياً من وضع أحد بعينه.
ولكن إذا كان الاتفاق أنَّ الكتابة كانت من صُنع الإنسان، أي أنها ليست توقيفية من الله تعالى. ولا من وضع آدم عليه السلام، فهذا يُعني أنَّ الكتابة لم تكن بالشكل المتعارف عليه الآن، لكنها مرّت بعدة مراحل طويلة عبر التاريخ؛ وذلك تبعاً لتطوّر حياة الإنسان وبيئاته، حتَّى وصلت إلى ما هو عليه الآن.
كما أنَّ الدراسات تتفق على أنَّ ظهور أول كتابتيبن كان في الشرق الأدنى القديم. وقد قدّم للعالم أول كتابتين هامّتين، هما: الكتابة المسماريّة والكتابة الهيروغليفية في مصر. والكتابة الهيروغليفية ظهرت في مصر، كما أنَّ بعض المصادر تقول أنها كانت مُستمدة من السومريين. وكان ذلك عن طريق الاختلاط بين الحضارتين.
كما ويؤكد الدكتور هانم عبدالرحيم أنَّ البداية الحقيقية للكتابة كانت في بلاد الرافدين. وبعدها في مصر بفترة متقاربة جداً، حيث كان يقول: “أنَّ الكتابة بدأت في العِراق وهي الكتابة المسمارية، حيث كانوا يؤكدون على ذلك من خلال تاريخ بعض الألواح الطينية، التي وُجِدَت في الحفريات القديمة التي تم العثور عليها بجنوب العراق، حيث أكدوا أنَّها تعود أو ترجع إلى عهد السومريين”.
وكانت الكتابتين السومرية والهيروغليفية، تمثّلان المراحل التي مرّتْ بها العملية الكتابية، حتَّى أنْ وصلت إلى الأبجدية المتعارف عليها الآن. وكان الوقت الذي ظهرت فيها الكتابة، نهاية لعصر ما قبل التاريخ المدوّن وبداية التاريخ المكتوب. وكانت الكتابة في أشكالها البدائية، ثم المتطورة المرحلة الفاصلة بين عصور ما قبل التاريخ وبداية التاريخ المدوّن.


شارك المقالة: