نظريات في الترجمة الأدبية

اقرأ في هذا المقال


بما أن الترجمة الأدبية فن من الفنون الأدبية ذات الأهمية الكبيرة؛ فإن كثير من الأدباء والباحثين  قاموا بدراستها والاهتمام بها بشكل كبير، فقام كثير من المنظرّين بتأليف العديد من النظريات بشأن الترجمة الأدبية، سنتحدّث في هذا المقال عن أهم تلك النظريات التي تختص بالترجمة الأدبية والمترجم.

أهم النظريات في الترجمة الأدبية

  • إحدى النظريات الشهيرة بخصوص الترجمة الأدبية تقول بأن المترجم الأدبي هو عبارة عن شخص يقوم بفعل ضار ولكن هو فعل مفيد بنفس الوقت؛ لذلك عليه أن يقوم به على أكمل وجه، وبتلك النظرية يقوم قائلها بلفت نظر المترجم الأدبي أن الترجمة الحرفية للنص تعتبر مسخ مشوّه له وهي راجعة غير مقبولة، وهو يكاد يؤكّد على استحالة ترجمة النص الشعري خاصّةً؛ والسبب في ذلك هو استحالة إيجاد نسخة مطابقة له في اللغة الهدف.
  • إن الترجمة الأدبية تقوم على جدلية التطابق والاختلاف، وهذا يعني بأن المترجم لا يمكن له أن يحكم على نفسه بالعجز إن قام بترجمة نص من النصوص، وذلك أن الأمر غير قائم على المترجم فقط بل هو أمر مستحيل أن يكون هنالك تطابق بين النص الأصلي والنص المترجم.
  • وجود ثوابت ومتغيّرات في النص الأدبي الأصلي والمترجم، وهذا يعني من الصعب أن تكون وظيفة النص المترجم بنفس الوظيفة التي يؤدّيها النص الأصلي وبنفس الإرسالية كذلك.
  • النظرية التي تقول بأن عملية الترجمة الأدبية هي عبارة عن (تملّك النص المترجم)، وهذا لأنّها عملية خرق للترجمة الحرفية، بالإضافة إلى البعد عن التحويل والتعديل، وعلى الرغم من أن هذا المصطلح هو منافي لأخلاق المهنة، إلّا أنّه يعتبر المصطلح الأكثر تعبيراً عن عملية الترجمة الأدبية.
  • المترجم الأدبي لا يعتبر شخص حر في مهنته؛ فهو سيبقى خاضعاً لمجموعة من القواعد والشروط؛ وهذا من أجل ضمان سلامة التطابق بين النصّين.
  • يجب أن تكون الكلمات والعبارات المختارة في مجال الترجمة الأدبية للنصوص هي متماثلة في الإيقاع الموسيقي وفي الإيحاء كذلك، وهي نظرية الانسجام الكلّي للنص، فأي خرق في هذه القواعد سينتج عنه ترجمة رديئة الشكل.
  • من أهم شروط الترجمة الأدبية التطابق في اللغة والمضمون؛ فعلى سبيل المثال النصوص المسرحية من أكثر النصوص التي بحاجة لجاذبية العبارة، ولولا جاذبية المفردات والتعابير لفشل النص، وهذه نظرية تشييد الإرسال بمعنى التركيب غير القابل للانفصام بين الصوت والمعنى.
  • نظرية الخاصية الإبداعية في الترجمة الأدبية، وهذا يعني بأن النص المترجم خاضع لخطوتين أساسيتين وهما: الترجمة الحرفية وهي تتبّع الكلمات والسياق، والخطوة الثانية هي المعنى المجازي والترجمة التي تستخدم عبارات متكافئة في المعنى والاستعمال.
  • نظرية التشابه في استعمال الضمائر بين اللغات لا تكفي؛ فعلى سبيل المثال هنالك تشابه كبير في الضمائر بين اللغة الإنجليزية والفرنسية، ولكن هو تشابه في الشكل فقط وليس تشابه في المضمون في أغلب الأحيان؛ لذلك على المترجم الأدبي أن يتنبّه لهذا الأمر ولا يكتفي في النظر إلى التشابه في الشكل بين الضمائر، بل عليه أن يوازي بين النصّين في المعنى والأسلوب.
  • أحياناً تكون الأولوية في ترجمة بعض المفاهيم للترجمة الحرفية أكثر من الترجمة الأدبية، وهذا بسبب وجود بعض العبارات المكرّرة في الروايات، على سبيل المثال هنالك روايات تقوم بتكرار الأسماء للأماكن أو الأشخاص، وفي تلك الحالة فيجب التضحية بتشييد الإرسالية لحاجة النص المترجم إلى ذلك، وهذا يسمّى بالتكرار الصامت.
  • نظرية استنساخ النص الأصلي في الترجمة الأدبية؛ فهي عملية غير خاضعة لما يسمّى بالخيانة اللغوية التي تقوم على حرية المترجم في الترجمة أو على استخدامه الترجمة الحرفية لبعض العبارات فقط، ولكن مع مراعاة بعض الأولويات، فإنّ الأولويات بحسب صاحب النظرية تقول بأن لغة الهدف أهم من لغة المصدر، وأن النص الأدبي قبل النص المفهومي وأن الملامح العامّة تأتي قبل جزئية التعبير، فإن استنساخ النص هي عملية تكاملية وليس جزئية، فهي لا تقوم على ترجمة عبارة أو جملة بل هي تختّص بوحدة النص بأكمله.
  • الاهتمام بالتعبير المفهومي أكثر من دقة المعلومات الواردة في النص، خاصّةً في ترجمة النص الشعري؛ وهذا بهدف الحفاظ على جوهر النص الأصلي قدر الإمكان.
  • نظرية أن الترجمة الأدبية هي فن لا يقوم على المطلقات، بل إنّه من المعطيات التي تقوم على الحضارة والثقافة.

ومهما تعدّدت النظريات في الترجمة الأدبية، إلّا أن الرأي الأخير يقوم على أهميّة مماثلة النص الهدف مع النص المصدر، وهو ما يجذب القارئ لمتابعة الأعمال المترجمة بشكل مستمر.


شارك المقالة: