هانسيل وغريتل

اقرأ في هذا المقال


هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم ونشرت عام 1812 في حكايات جريم الخيالية ،هانسيل وجريتل، الأخ الأكبر والأخت الصغرى أطفال صغار، تم التخلي عنهم أو فقدوا في الغابة، يقعون في أيدي ساحرة آكلة لحوم البشر تعيش في منزل مصنوع من خبز الزنجبيل والكعك والحلويات والعديد من المعجنات الأخرى. تنوي الساحرة تسمين الأطفال قبل أن تأكلهم في النهاية، لكن الفتاة تتفوق على الشريرة وتقتلها. ثم يهرب الطفلان بحياتهما ويعودان إلى المنزل ومعهما كنز الساحرة.

“Hansel and Gretel” هي قصة من نوع Aarne-Thompson-Uther تم تكييف الحكاية مع وسائل الإعلام المختلفة، وأبرزها أوبرا (1893).

الشخصيات:

  • هانسيل.
  • غريتل.
  • الوالدين.
  • الساحرة.

قصة هانسيل وغريتل:

بجوار غابة كبيرة سكن قطّاع خشب فقير مع زوجته وطفليه، كان الصبي يسمى هانسيل والفتاة جريتل. وكان والدهم فقيراً جداً حتى أنّه لم يكن لديهم أي طعام، حيث جلس الرجل يفكر في هذا ليلاً في سريره، وقد تملكه القلق فقال لزوجته: ما مصيرنا؟ كيف نطعم أطفالنا المساكين، ونحن لم يعد لدينا شيء حتى لأنفسنا؟
أجابت المرأة: سأخبرك ماذا يا زوجي العزيز. في وقت مبكر من صباح الغد سنأخذ الأطفال إلى الغابة الكثيفة وهناك سنشعل النار لهم، ونمنح كل واحد منهم المزيد من الخبز، وبعد ذلك نذهب إلى عملنا ونتركهم وشأنهم ولن يجدوا الطريق إلى المنزل مرة أخرى، وسوف نتخلص منهم. عندها قال الرجل: لا يا زوجتي، لن أفعل ذلك، كيف أتحمل ترك أطفالي وحدهم في الغابة؟ وسرعان ما ستأتي الحيوانات البرية وتمزقهم إرباً، فردت الزوجة: أيها الأحمق، وهل يجب أن نموت كلنا الأربعة من الجوع؟

قال زوجها: لكنني أشعر بالأسف الشديد تجاه الأطفال المساكين، في تلك الأثناء لم يكن الطفلان قادرين على النوم بسبب الجوع، وسمعا كل ما قالته والدتهما لوالدهما حينها بكت جريتيل دموعًا مريرة، وقالت جريتل: والآن انتهى أمرنا، قال هانسيل: كوني هادئة يا جريتيل، لا تزعجي نفسك، سأجد قريبًا طريقة لمساعدتنا. وعندما نام الوالدين قام هانسيل ولبس معطفه الصغير، وفتح الباب بالأسفل وزحف إلى الخارج ثمّ انحنى هانسيل وحشى جيبه الصغير في معطفه بأكبر قدر ممكن من الحجارة ثم عاد وقال لجريتل: نامي يا عزيزتي بسلام، لن يتركنا الله.
وعندما بزغ الفجر وقبل أن تشرق الشمس، جاءت المرأة وأيقظت الطفلين قائلة: قوموا أيها الكسالى، نحن ذاهبون إلى الغابة لجلب الحطب ثمّ أعطت كل واحد قطعة صغيرة من الخبز، وقالت: يوجد شيء لعشائكم ولكن لا تأكلاه قبل ذلك الحين، فلن تحصلوا على شيء آخر. حينها أخذت جريتيل الخبز تحت المريلة لأنّ هانسيل يحمل الحصى في جيبه ثم انطلقوا جميعًا معًا في طريقهم إلى الغابة، وبعدما ساروا لوقت قصير، وقف هانسيل ثابتًا وأخذ يختلس النظر إلى المنزل، وفعل ذلك مرارًا وتكرارًا، فقال والده :هانسيل، ما الذي تنظر إليه هناك ؟ انتبه، ولا تنس كيف تستخدم ساقيك.

قال هانسيل: آه، أبي، أنا أنظر إلى قطتي البيضاء الصغيرة التي تجلس على السطح وتريد أن تقول لي وداعًا فقالت الأم أيها الأحمق، هذه ليست قطتك الصغيرة، إنها شمس الصباح التي تسطع على المداخن ولكنّ لم يكن ينظر إلى القطة، لكنه كان يرمي باستمرار إحدى الحجارة البيضاء من جيبه على الطريق وعندما وصلوا إلى وسط الغابة، قال الأب: الآن، يا أطفال، أجمعوا بعض الحطب، وسوف أشعل نارًا حتى لا تشعروا بالبرد، فجمع هانسيل وجريتل حطبًا سويًا على ارتفاع تل صغير، وعندما اشتعلت النيران بشدة ، قالت الأم: الآن، أيها الأطفال، استلقوا بجوار النار واستريحوا، سنذهب إلى الغابة ونقطع بعض الأخشاب. وعندما ننتهي نعود ونأخذكم إلى البيت.
جلس هانسيل وجريتل بجوار النار، وعندما جاء الظهر، أكل كل منهما قطعة صغيرة من الخبز وعندما سمعوا ضربات الفأس الخشبية اعتقدوا أن والدهم قريب ومع ذلك لم يكن الفأس، ولكنه غصن كان قد ربطه بشجرة ذابلة تهب بها الرياح إلى الوراء وإلى الأمام ولأنهم كانوا يجلسون لفترة طويلة، أُغلقت عيونهم من التعب، وناموا بسرعة وبعدما استيقظوا أخيرًا، كان الظلام قد حل، و بدأت جريتل في البكاء وقالت: كيف لنا أن نخرج من الغابة الآن؟ لكن قال لها هانسيل: فقط انتظري قليلاً، حتى يطلع القمر وبعد ذلك سنجد الطريق قريبًا. وعندما ارتفع البدر أخذ هانسيل أخته الصغيرة من يدها وتبع الحصى التي كانت تتألق مثل القطع الفضية المصاغة حديثًا، وأظهر لهم الطريق.
ساروا طوال الليل، وبحلول النهار جاءوا مرة أخرى إلى منزل والدهم طرقوا الباب، وعندما فتحته الأم ورأت أنهما هانسيل وجريتل، قالت: أنتم أيها الأطفال الأشقياء، لماذا نمتم طويلاً في الغابة؟ اعتقدنا أنكما لن تعودا أبدًا. أما الأب فقد ابتهج لأنه كان قد ترك قلبه خلفهم، بعد ذلك بوقت قصير تدهورت أحوال العائلة مرة أخرى وازداد فقرهم وجوعهم، وسمع الأطفال والدتهم مرة أخرى تقول في الليل لأبيهم: لم يتبقَ لدينا شيء نأكل مرة أخرى، لدينا فقط نصف رغيف متبقي، وهذه هي النهاية، يجب أن يذهب الأطفال وسنأخذهم بعيدًا إلى الغابة، حتى لا يجدوا طريقهم للخروج مرة أخرى فلا توجد وسيلة أخرى إنقاذ أنفسنا.

كان قلب الرجل مثقلًا، ويفكر بأنّه سيكون من الأفضل مشاركة آخر لقمة مع أطفاله. ومع ذلك لم تستمع المرأة إلى أي شيء كان عليه أن يقوله لها، ولأنّه استسلم في المرة الأولى، كان عليه أن يفعل ذلك مرة ثانية أيضًا. ومرة أخرى كان الأطفال لا يزالون مستيقظين وسمعوا المحادثة وعندما كان الوالدين نائمين، نهض هانسيل مرة أخرى، وأراد الخروج لالتقاط الحصى كما فعل من قبل، لكن الأم أغلقت الباب، ولم يتمكن هانسيل من الخروج. ومع ذلك فقد واسى أخته الصغيرة، وقال: لا تبكي يا جريتيل، اخلدي إلى النوم بهدوء، الله لن ينسانا.
في الصباح الباكر جاءت الأم وأخذت الأطفال وأعطت لهم قطعة خبزهم، لكنها كانت لا تزال أصغر من الوقت السابق وفي طريقهم إلى الغابة، غالبًا ما كان يتوقف هانسيل بين فترة وأخرى وهذه المرة كان يلقي فتات الخبز الذي أعطته والدته له على طول طريقهم، ثم قام الأب بإشعال نار كبيرة مرة أخرى، وقالت الأم: فقط اجلسوا هناك أيها الأطفال وعندما تتعبوا ناموا قليلاً، نحن سنذهب إلى الغابة لقطع الأخشاب، وفي المساء عندما ننتهي، سوف نأتي ونأخذكم بعيدًا. وفي الظهيرة، شاركت جريتيل قطعة خبزها المتبقية مع هانسيل، ثم ناموا ومضى المساء، لكن لم يأت أحد إلى الأطفال المساكين.
لم يستيقظوا حتى حل الليل المظلم، ثمّ واسى هانسيل أخته الصغيرة وقال: فقط انتظري، جريتيل حتى يرتفع القمر، وبعد ذلك سنرى فتات الخبز التي تناثرت في الطريق، وسوف يظهرون لنا طريق العودة إلى المنزل مرة أخرى وعندما جاء القمر، انطلقوا لكنهم لم يجدوا فتاتًا، لأن الآلاف من الطيور التي تطير في الغابة والحقول قد التقطتها جميعًا، فقال هانسيل لجريتل: سنجد الطريق قريبًا. لكنهم لم يجدوها وساروا طوال الليل وطوال اليوم التالي أيضًا من الصباح حتى المساء لكنهم لم يخرجوا من الغابة، وكانوا جائعين جدًا، لأنه لم يكن لديهم ما يأكلونه سوى حبتين أو ثلاثة من التوت وجداها على الأرض ولأنّهم كانوا مرهقين لدرجة أن أرجلهم لم تعد تحملهم، فقد استلقوا تحت شجرة وناموا.
لقد مرت الآن ثلاث أيام على مغادرتهم منزل والدهم فبدأوا في المشي مرة أخرى، لكنهم كانوا دائمًا يتعمقون في الغابة، وإذا لم تأتِ المساعدة قريبًا، فلا بد أن يموتوا من الجوع والتعب، وعندما كان منتصف النهار، رأوا طائرًا جميلًا ناصع البياض يجلس على غصن ويغني بسرور شديد لدرجة أنهم وقفوا صامدين واستمعوا إليه، ولما أنهى أغنيته، انتشر بجناحيه وحلقّ أمامهم، ثمّ تبعوه حتى وصلوا إلى بيت صغير وقف الطائرعلى سطحه وعندما اقتربوا من المنزل الصغير رأوا أنه مبني من الخبز ومغطى بالكعك، لكن النوافذ كانت من السكر الصافي.

قال هانسيل: سوف نتناول وجبة جيدة، سوف آكل قليلاً من السطح، وأنت جريتيل، يمكنك أن تأكلي بعضًا من النافذة سيكون طعمها حلوًا ثمّ وصل هانسيل إلى الأعلى، وكسر جزءًا صغيرًا من السقف ليجرب كيف تذوقه، وانحنى جريتل على النافذة وقضم الألواح، ثم سمعوا صوت بكاء ناعم من الصالون يقول: من يقضم بيتي الصغير؟ أجاب الأطفال: الريح، الريح، واستمروا في الأكل دون أن يزعجوا أنفسهم. هانسيل الذي أحب طعم السقف مزق جزءًا كبيرًا منه، ودفعت جريتيل زجاج النافذة المستدير بالكامل وجلست واستمتعت بها.
وفجأة انفتح الباب، وخرجت امرأة كبيرة في السن، وكانت تسند نفسها على عكازين، كان هانسيل وجريتل خائفين للغاية لدرجة أنهم تركوا ما كان في أيديهم. لكنّ المرأة العجوز أومأت برأسها وقالت: أيها الأطفال الأعزاء من أتى بكم إلى هنا؟ تعالوا وابقوا معي. لن يصيبكم أي ضرر ثمّ أخذتهما في يدها وقادتهما إلى منزلها الصغير، ثم وضعت أمامهما الطعام الجيد الحليب والفطائر والسكر والتفاح والمكسرات. وبعد ذلك قامت بتغطية سريرين صغيرين بقطعة قماش بيضاء نظيفة، ورقد هانسيل وجريتل بداخلهما، واعتقدوا أنهما في الجنة.
كانت المرأة العجوز قد تظاهرت فقط بأنها لطيفة لكنّها كانت في الواقع ساحرة شريرة، كانت تنتظر الأطفال ولم تبني بيت الخبز الصغير سوى لإغرائهم هناك. وفي الصباح الباكر قبل استيقاظ الأطفال، كانت الساحرة قد استيقظت بالفعل وعندما رأت كلاهما نائمين ويبدوان جميلين للغاية، مع وجنتيهما الممتلئتين الورديتين، تمتمت لنفسها سيكون ذلك طعاماً لذيذًا. ثم أمسكت هانسيل بيدها المنكمشة، وحملته إلى اسطبل صغير وحبسته خلف الباب وقالت: اصرخ قدر استطاعتك فلن يساعدك أحد، ثم ذهبت إلى جريتيل، وهزتها حتى استيقظت وصرخت: استيقظي أيتها الكسولة وأحضري بعض الماء، واطبخي شيئًا جيدًا لأخيك، فهو في الإسطبل بالخارج وسيصبح سمينًا وبعدما يسمن، سوف آكله.
بدأت جريتيل تبكي بمرارة ، لكن كل هذا كان عبثًا، فقد أجبرت على فعل ما أمرت به الساحرة الشريرة والآن تم طهي أفضل طعام لهانسيل المسكين، لكن جريتيل لم تحصل إلا على قذائف السلطعون وكل صباح كانت الساحرة تتسلل إلى الإسطبل الصغير وتصرخ: هانسيل، مد إصبعك كي أرى إذا أصبحت سمينًا، فكان هانسيل يمد عظمة صغيرة لها حيث لم تستطع المرأة العجوز التي كانت ذات عيون قاتمة، رؤيتها واعتقدت أنها إصبع هانسيل، وكانت مندهشة من عدم وجود طريقة لتسمينه، وعندما مرت أربعة أسابيع، وظل هانسيل نحيفًا، شعرت بنفاد صبر ولم تنتظر أكثر من ذلك.

صرخت الساحرة بالفتاة: الآن، إذن يا جريتيل حركي نفسك، وأحضري بعض الماء وأعطيه لهانسيل إن كان سمينًا أو هزيلًا، غدًا سأقتله وأطبخه، ذهبت جريتل حزينة وهي تحضر الماء و تدفقت دموعها على خديها. صرخت: يا الله، ساعدنا. ليت الوحوش البرية في الغابة قد التهمتنا، قالت المرأة العجوز: فقط احتفظي بضوضاءك لنفسك، لن يساعدك ذلك على الإطلاق.
وفي وقت مبكر من الصباح قالت المرأة العجوز: سنخبز أولاً، لقد قمت بالفعل بتسخين الفرن، وعجن العجينة ثمّ دفعت جريتيل إلى الفرن، حيث كانت ألسنة اللهب تنطلق بالفعل وقالت الساحرة: إزحفي إلى الداخل، وشاهدي ما إذا كان الفرن ساخناً بشكل صحيح، حتى نتمكن من وضع الخبز فيه. وبمجرد دخول جريتل، كانت تنوي إغلاق الفرن وتركها تخبز فيه، ثم تأكلها أيضًا، لكن جريتيل عرفت ما يدور في ذهنها، وقالت: لا أعرف كيف أفعل ذلك.
كيف أدخل؟ قالت المرأة العجوز: أوزة سخيفة، الباب كبير بما يكفي. انظري فقط، يمكنني الدخول بنفسي ثمّ زحفت ودفعت رأسها في الفرن، فدفعتها جريتل دفعة واحدة داخل الفرن، وأغلقت الباب الحديدي، وربطت المزلاج.
ذهبت جريتل بسرعه لتخليص هانزل، ثمّ جاءت البطة التي تعيش مع الساحرة إليهم، وجلس هانسيل على ظهرها وطلب من أخته أن تجلس بجانبه، فحملتهم البطة الصغيرة الطيبة بعيداً، وعندما عبروا بأمان وساروا لفترة قصيرة ، بدت الغابة مألوفة لهم أكثر فأكثر، ورأوا من بعيد منزل والدهم ثم بدأوا في الجري، وعند وصولهم البيت ألقوا بأنفسهم في حضن أبيهم الذي لم يعرف ساعة سعيدة واحدة منذ أن ترك الأطفال في الغابة، لكن أمهم ماتت وعاشوا معًا في سعادة تامة.


شارك المقالة: