هدايا الصغار أو (The Little Folks Presents) هذه قصة من مجموعة (Fairy Tales 2 )من Grimms حيث تضمن كتاب جاكوب وويليام جريم الأول للحكايات الخيالية، حكايات الأطفال والمنزلية الذي نُشر عام 1812، 86 حكاية شعبية وحقق نجاحًا فوريًا. بعد ذلك بوقت قصير، أدرج الأخوان 70 قصة أخرى في المجلد التالي من حكايات جريمز الخيالية. استمر هذا لست طبعات أخرى! تحتوي المجموعة الكاملة على أكثر من 200 قصة، وربما تكون أشهر أعمال الأدب الألماني، وكانت هذه الحكايات مليئة بالخيال والسحر والحيوانات الناطقة.
الشخصيات:
- الصائغ.
- الخياط.
- الرجل العجوز.
قصة هدايا الصغار:
كان هناك خياط وصائغ يسافران معًا وذات مساء لما غرقت الشمس وراء الجبال سمعوا صوت الموسيقى البعيدة، التي أصبحت مميزة أكثر فأكثر حيث بدت غريبة في البداية ، لكنها لطيفه لدرجة أنهم نسوا كل تعبهم وصعدوا بسرعة إلى الأمام بحثاً عن مصدر الصوت، وعندما وصلوا إلى تلة رأوا فيها حشدًا من الرجال الصغار والنساء اللواتي أمسكن أيدي بعضهن البعض، وكن يدرنّ بجولة من الرقص وقد بدا عبيهم الشعور بأكبر قدر من المتعة والبهجة.
لقد غنوا لها بشكل ساحر للغاية، وكانت تلك هي الموسيقى التي غنوها والتي سمعها المسافران، وفي وسطهم جلس رجل عجوز كان أطول من البقية وكان يرتدي معطفًا ملونًا جزئيًا، وملابسه تتدلى وكان له لحية طويلة وقد امتلأ على صدره الشعر الأشيب، ظل الخياط والصائغ واقفين وهما مليئين بالدهشة، ويشاهدون الرقص، ثم أرسل لهما الرجل العجوز إشارة على أنهم يجب أن يدخلوا، وفتح الجميع عن طيب خاطر دائرتهم ليرحبوا بهما.
كان الصائغ له سنام ومثل الجميع الذين كان يبدو في ظهورهم الحدب جريئًا بما فيه الكفاية، وبعدا دخلوا شعر الخياط بالقليل من الخوف في البداية وتراجع قليلاً، لكن عندما رأى كيف بمرح الجميع استجمع شجاعته وتبع صديقه ثمّ أغلقت الدائرة مرة أخرى مباشرة، وذهب الصغار في الغناء والرقص بأعنف القفزات.
وفجأة قام الرجل العجوز و أخذ سكين كبير معلقة على حزامه، شحذها وبعدما تم شحذها بما فيه الكفاية، نظر حوله إلى الغرباء الذين كانوا مرعوبين، لكن لم يكن لديهم الكثير من الوقت للتفكير وبسرعة كبيرة استولى الرجل العجوز على الصائغ وحلقة شعر رأسه، ثم حدث الشيء نفسه الخياط، لكن خوفهم انتهى بعد أن صفق الرجل العجوز على كتفهما بطريقة ودية، وكأنه يقول: لقد تصرفوا بشكل جيد للسماح لكل ما يفعل لهم عن طيب خاطر وبدون أي صراع.
وأشار بإصبعه إلى كومة من الفحم موضوعة على جانب واحد، وأشار للمسافرين بإيماءاته أنهم يملأون جيوبهم بها فأطاع كلاهما، على الرغم من أنهما لا يعرفان ما فائدة الفحم لهما، ثم ذهبوا في طريقهم للبحث عن ملجأ لليل وعندما وصلوا إلى الوادي، دقت ساعة الدير المجاور اثنتي عشرة وتوقفت الأغنية، وفي لحظة اختفى كل شيء، وظل التل في عزلة في ضوء القمر.
وجد المسافران نزلًا، وغطيا نفسيهما على أسرّتهما المصنوعة من القش بمعاطفهما، لكن في تعبهما نسيا إخراج الفحم منه قبل القيام بذلك حيث أيقظهم الوزن الثقيل على أطرافهم في وقت أبكر من المعتادوعندما تحسسوا جيوبهم ولم يصدقوا عيونهم عندما رأوا أنها ليست مليئة بالجمر، بل بالذهب الخالص ولحسن الحظ أيضًا، كان شعر رؤوسهم ولحاهم كثيفًا كما كان دائمًا.
لقد أصبحوا الآن أثرياء، لكن الصائغ الذي ملأ جيوبه بشكل أفضل وفقًا لشخصيته الجشعة، كان غنيًا مرة أخرى مثل الخياط، لكنّ الرجل الجشع حتى لو كان لديه الكثير، كان لا يزال يرغب في الحصول على المزيد، لذلك اقترح الصائغ على الخياط أن ينتظروا يومًا آخر، والخروج مرة أخرى في المساء لجلب كنوز أكبر من الرجل العجوز في التل.
رفض الخياط وقال: لدي ما يكفي وأنا راضٍ والآن سأكون سيدًا محترماً، وأتزوج من الفتاة التي أحببتها، وسأكون رجل سعيد، و لكنه بعد إصرار الصائغ مكث يومًا آخر لإرضائه وفي المساء علق الصائغ كيسين من الحقائب على كتفيه حتى يتمكن من تخزين كمية كبيرة منه، وسلك الطريق إلى التل حيث وجد كما في الليلة السابقة الأشخاص الصغار في رقصهم وغنائهم، وحلقة الرجل العجوز مرة أخرى.
ودخل بينهم ليأخذ منه بعض الفحم وبالفعل ملأ حقائبه بالفحم مرة أخرى وعاد سعيدًا للغاية، وغطى نفسه بمعطفه ثمّ قال: حتى لو كان وزن الذهب ثقيلًا، فسوف أتحمل ذلك بكل سرور، وفي النهاية نام مع ترقب لطيف لاستيقاظه ليصبح رجل ثري جدًا في الصباح، وعندما فتح عينيه، نهض مسرعا ليفحص جيوبه، ولكن كم كان مندهشا عندما لم يخرج منها سوى الجمر الأسود، حتى أنّه كان يكرر وضع يديه بجيوبه للتأكد.
ثمّ فكر قائلاً: هذا غير مهم الذهب الذي حصلت عليه في الليلة السابقة لا يزال موجودًا بالنسبة لي وذهب وأخرجه ، لكن كم كان مصدومًا عندما رأى أنه أيضًا تحول مرة أخرى إلى فحم ثمّ ضرب على جبهته بيده السوداء المغبرة، ثم شعر أن رأسه كله كان أصلعًا وناعمًا، وكذلك المكان الذي كان يجب أن تكون فيه لحيته، لكن مصائبه لم تنته بعد. لاحظ الآن ولأول مرة أنه بالإضافة إلى الحدبة على ظهره، نمت ثانية على صدره.
ثم أدرك عذاب جشعه، وأخذ يبكي بصوت عال، أمّا الخياط الجيد الذي أيقظه هذا الصوت، عزّى الشاب غير السعيد قدر استطاعته، وقال: لقد كنت رفيقي في وقت سفري، ستبقى معي وتشترك في ثروتي، ولقد أوفى بكلمته، لكن الصائغ المسكين اضطر إلى حمل الحدبتين طوال حياته، وأن يغطي رأسه الأصلع بقبعة.