مقارنة بين الاختزان الإلكتروني والاختزان الورقي

اقرأ في هذا المقال


الاختزان الورقي والإلكترونيّ:


إنّ المكتبات الكبيرة مُكلفة جدًا، حتى بالنسبة لأغنى المؤسسات، وذلك لأن تكلفة المباني وحدها تستهلك ما يُقارب رُبع التكلفة الكليّة لمُعظم المكتبات. ويوجد هناك مباني قديمة خمة للكثير من المكتبات ولكنها تفتقر إلى وسائل التحكُم البيئي المُناسبة. حتى وإن وُجدت المبالغ الماليّة الكافية، فإنّ إمكانيات التوسع المكاني من الصعب تحقيقها في أغلب الأحيان. وخصوصًا في المُدن المُزدحمة، والمُدن الجامعية.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه تكاليف إنشاء المباني الحديثة، وصيانة المباني القديمة من أجل تخزين المُقتنيات المكتبيّة، فإنّ كلفة عمليّة الاختزان الإلكتروني بدأت بالانخفاض بمعدل حوالي (30%) سنويًا.
في عام (1987) عندما بدأ العمل في مكتبة ميركوري الرقميّة في جامعة كارنيجي ميلون طُلب العديد من الحاسبات الآليّة والتي كانت سعتها التخزينيّة للجهاز الواحد تصل إلى (10) جيجابايت. وكان سعر الحاسب الواحد من هذه الحاسبات تصل إلى حوالي (120000) دولار أمريكي.
وفي عام (1997) بلغ سعر جهاز الحاسوب الواحد ذي السعة التخزينيّة نفسها، بل بإمكانيات إضافيّة أفضل، ما يقارب (4000) دولار فقط. وذلك يعني أن سعر الحاسبات انخفض خلال عشر سنوات إلى ما يقارب (97%). وبذلك نستطيع أنْ نقول أنه بالمستقبل ستنخفض أسعار الحاسوب أكثر.

وفي عام (1987)م كانت تكلفة اختزان الوثائق على الأقراص المُدمجة أقل بالفعل من تكاليف اختزان الكُتب في المكتبات. واليوم تُعدّ تكاليف تخزين المعلومات في الحاسبات الآليّة أرخص من تخزين الأشكال المادية الأُخرى في المكتبات التقليدية.

وفي العام نفسه، كانت تكلفة التجهيزات تمثل العقبة الكُبرى للمكتبات الرقميّة، واليوم انخفضت هذه التكاليف بشكل كبير، مع أنّ اختزان المواد الضخمة مثل أجهزة الفيديو الرقميّة، أو مجموعات الصور الكبيرة، أو التسجيلات الصوتيّة عاليّة الدقة لا تزال تكالفيها باهظة.

ولكن في السنوات القادمة سوف تُصبح التجهيزات الغالية جدًا التي يصعُب شراؤها الآن مُنخفضة جدًا وسيصبح السعر عاملًا مؤثرًا في اتخاذ القرارات.

إلاّ أنَّ الاختزان الإلكترونيّ له عيوب مثل ضياع حقوق المؤلفين ودور النشر بسبب التوزيع الغير شرعي للكُتب الإلكترونيّّة، وعدم توفر الحواسيب والقراءة الإلكترونية لكل فئات المُجتمع، وليست جميع الكًتب مُتوفرة بصورة إلكترونيّة، والكُتب الورقيّة قدرتها التحمليّة للأضرار أكثر من الكُتب الإلكترونيّة، والكُتب الإلكترونيّة تحتاج إلى تقنيات مُتطورة.



شارك المقالة: