الكتابة على المعادن قديما

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المعادِن


لغةً: بكسر الدال وهي الجواهر المُستخرجة من باطن الأرض كالحديد والرَّصاص ونحوهما هي مواد تتكون في الطبيعة وهي صلبة ومُتجانسة وغير عضويّة. ولها بناء بلوري مُحددّ وتركيب كيميائي مُعين. كانت المعادن تُشّكل على هيئة صفائح أو رقائق وتُستخدم في مناطق مُختلفة من العالم كمادة للكتابة. وكان للمعدن قوة تحمل عالية، وقد اكتسبت أهميّة خاصة كمادة للكتابة بينها معادن ثمينة ومعادن خسيسة على السواء.

ماهي المعادن التي كان يتم استخدامها للكتابة؟


استخدم في هذا الغرض رقائق الذهب، رقائق الفضة، رقائق النُحاس الأصفر، رقائق النُحاس الأحمر، البرونز بل وأحيانًا قطع الحديد. وربما كان ارتفاع أسعار الذهب حائلًا دون انتشار استخدامه مادة للكتابة على نطاق واسع فلم يستخدم إلاّ في الوثائق ذات الأهميّة الخاصة، مثل بعض الخطابات والخُطب الملكيّة وبعض عقود الملكيّة. وربما كانت هناك أوانٍ ذهبيّة ذات نقوش وكتابات ولكنّها لا تدخل كمادة للكتابة.

ورغم أنّ الفضة كانت أرخص كثيرًا من الذهب ألا أنّها أيضًا لم تُستخدم على نطاق واسع في الكتابة، ومع ذلك فقد وصلتنا فضّيات كثيرة مُحمّلة بكتابات مُختلفة من بينها أيضًا عقود وكتابات دينيّة وخطابات وغير ذلك. لقد انتشر استخدام النُحاس الأحمر على نطاق واسع كمادة للكتابة فكانت تُصنع من رقائق على هيئة لفافات مثل لفافات البردي والجلد.

وقد وصلتنا كميات كبيرة من لفافات النُحاس هذه تحمل كتابات دينيّة وعقودًا وخطًا وخطابات وأوامر ملكيّة، وقد جاءتنا تلك اللفائف النُحاسية من أماكن مُختلفة من العالم، من الشام ومصر والهند والصين وبلاد اليونان والرومان وإلى جانب تلك اللفائف، كانت هناك لوحات كل منها على هيئة صفحة أو ورقة واحدة ذات هوامش يعدها الصُناع أولًا بطريقة فنية مُعينة ثمّ يأتي الكاتب بعد ذلك ليُحفر عليها النص الذي يريده.

وقد ظل النُحاس مُستخدمًا كمادة للكتابة من أقدم العصور حتى القرن الثاني عشر الميلادي والنُحاس الأصفر والبرونز رغم استخدامها في نفس الأغراض إلاّ أنّه لم ينتشر انتشار النُحاس الأحمر، والنماذج التي عثرنا عليها قليل منها على شكل لفافات والكثير منها على شكل صفحات أو أوراق فقط. لقد استخدم الحديد كمادة للكتابة ليس على هيئة رقائق وإنّما على شكل أعمدة تذكارية.


شارك المقالة: