الآية
﴿ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمࣲ لِّمَا عَلَّمۡنَـٰهُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف ٦٨]
(وَإِنَّهُۥ) يعني يعقوب عليه السلام .
(لَذُو عِلۡمࣲ لِّمَا عَلَّمۡنَـٰهُ) أي بأمر دينه.
(وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ)
أي: لا يعلمون ما لا يعلم يعقوب عليه السلام من أمر دينه.
(لَذُو عِلۡمࣲ) أي عمل؛ فإنّ العلم أول أسباب العمل فسمي ما هو بسببيه.
وقيل: لا يعلمون أسرار القدر، ويزعمون أنّه يغني عن الحذر.
وقيل: لما علمنا يعني لتعليمنا إياه ذلك العلم، إنّه عامل بما علمناه.
قال سفيان الثوري: من لم يعمل بما يعلم لا يكون عالماً.
أخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة عن مكانة يعقوب عليه السلام الرفيعة، ونظره الثاقب، وفراسته الصائبة، وعلمه الغزير.
والعلم يكون سببياً- أي كسبياً بالدراسة والممارسة.
ويكون وهبياً – أي بدون سبب- وطريقه: التقوى وعليه قوله تعالى ﴿ وَعَلَّمۡنَـٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمࣰا﴾ [الكهف ٦٥] أو وحياً من الله مع الله نصب الأدلة له (وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ) ما كان يعلمه بعقوب، لأنّهم لم يسلكوا طريق إصابة العلم، وهو العمل.
قال بعض الحكماء: خير العلم ما نفع، وخير القول ما ردع.