وجعلنا نومكم سباتا

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتࣰا﴾ [النبأ ٩]

السبت: القطع، ومنه سمي السبت، لأنّه ينقطع فيه بنو إسرائيل عن العمل.

والنوم أحد الوفاتين كما قال تعالى ﴿ٱللَّهُ یَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِینَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِی لَمۡ تَمُتۡ فِی مَنَامِهَاۖ فَیُمۡسِكُ ٱلَّتِی قَضَىٰ عَلَیۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَیُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الزمر ٤٢]

وذلك لما بينهما من المشاركة التامة في انقطاع أحكام الحياة، فالنوم، نوع من الموت الذي ينقطع ولا يدوم، إذ لا ينقطع ضوء الروح إلّا عن ظاهر البدن، وبهذا الاعتبار قيل له: أخو الموت، وليس الغرض أنّ السبات للراحة، بل المقصود منه أنّ النوم يقطع التعب ويزيله، ومع ذلك تحصل الراحة به، والنوم بمقدار الحاجة نعمة جليلة من أجل النعم وأبرزها.

فالنهار جُعل للكد والسعي وراء لقمة العيش، وطلب الكفاف، والمشي في مناكب الأرض لسد العوز، مع خدمة الإنسان لأخيه الإنسان على طريق السخرية، فكل بني الإنسان مُسخّر لأخيه شعر أم لم يشعر.

ثمّ يعقبه الليل بالبهيم، والظلام الحالك، يحمل على جناحيه الهدوء الكامل، والراحة التامة لراحة تلك الأبدان.

والنفس لها حالتان: حالة استراحة، وإن حرمتها إياها كلت، وأعيت.
والحالة الثانية، جد وتعب، وإن أرحتها فيها كلّت، ولذلك قيل من لزم الرقاد، عُدم المزاد.


شارك المقالة: