وراء الأكمة ما وراءها

اقرأ في هذا المقال


جميع الأمم التي تعاقبت الحياة على أطراف هذه الأرض، قد امتلكت الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: وراء الأكمة ما وراءها”.

فيم يضرب مثل “وراء الأكمة ما وراءها”؟

كما هو معروف أن الكثير من الأمثال العربية، كانت وراءها قصص وحكايات أدت إلى أن تقال، وتشيع وتروج بين الناس جيلًا بعد جيل، ومثل: “وراء الأكمة ما وراءه”، له قصة مشهورة، والمثل يُضرب في الحال، إلى: “وراء الأكمة ما وراءها”.

قصة مثل “وراء الأكمة ما وراءها”:

أما أحداث مثل: “وراء الأكمة ما وراءها”، فقد وقعت في زمن قديم، وفي واحدة من القبائل في بلداننا العربية، وأصل المثل هو: “حبستموني، ووراء الأكمة ما وراءها”، وتلك المقولة، أطلقتها امرأة كانت قد واعدت شخصًا، أن تأتيه وراء الأكمة، وأما معنى الأكمة، فهو الموضع الذي يكون أشد ارتفاعًا مما حوله، وهو دون الجبل في ارتفاعه، ويُروى أن تلك المرأة، والتي قد واعدت ذلك الشخص عند الأكمة إذا ما جنّ الليل، أي بمعنى أظلم الليل، وبينما هي مأخوذة منشغلة بخدمة أهلها، وقد مرّ عليها وقت طويل، وقد غلبها الشوق إلى موعدها، وطال عليها المكث وضجرت، ولشدة ضجرها ومكوثها وغلبة شوقها عليها، فما كان إلا أن خرج منها الذي كانت لا تريد إظهاره، وقالت: “حبستموني ووراء الأكمة ما وراءها”، وهي بذلك أفشت سرها، وفضحت نفسها، من دون أن تشعر، وذهب قول تلك الفتاة المشتاقة مثلًا شهيرًا، يعبر عن فضح المرء نفسه، وكشفه أمرًا كان مستورًا، وقد تداول الناس هذا المثل عبر الأجيال، غير أنه وصلنا بصيغته المختصرة: “وراء الأكمة ما وراءها”.


شارك المقالة: