تعلق امرؤ القيس بالوصف وأجاد فيه وتميز عن غيره من أدباء عصره فنراهُ يصف كل ما يقع عليه بصره سواء حيوانات أو أماكن ومظاهر بأسلوب عذب.
وصف الطبيعة في معلقة امرؤ القيس
1- الطلل: يعد من مظاهر البيئة التي توقف عندها امرؤ القيس مصورًا إياها بما تتضمنه من ذكريات وحنين للماضي ومما ردد:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
2- الليل: تعمق امرؤ القيس في نعت الليل وانبهر بظلامه كما صور مشاهد رائعة للنجوم ولقد عشقه الأديب فهو في نظره وقت اللقاء والاجتماع وبدء السمر ومن أبياته في وصف هذا الظلام:
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
3- وصف البرق والمطر: رأى الأديب في البيئة شخصًا متقلب المزاج فيراها هادئة وفجأة تثور بقوة ويصور لنا مشاهد البرق الذي يلوح في السماء والغيوم المنتشرة ويطلب من أصحابه التمعن بها والاستمتاع بهذه المناظر حيث ينشد:
أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَهُ
كَلمْعِ الْيَدَيْنِ فِي حَبيِّ مُكلّلِ
يضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيحُ راهِبٍ
أَمَالَ السَّلِيطَ بالذُّبَالِ الُمُفَتَّلِ
وصف الحيوانات: حيث احتلت مكانة متميزة في أدب امرؤ القيس ومنها الذئب الذي اتخذه الأديب رفيق له وونيس في وحدته ومما نظمه فيه:
وَقِرْبَةِ أَقْوَامٍ جَعَلْتُ عصَامَهَا
على كَاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلِ
وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ
4- السراب: توقف الشاعر أمام الظواهر الصحراوية متأملاً محاولاً فهمها وخط أجمل الصور لها ومن أهمها السراب ومما أنشده فيه:
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا تَكَمّشُوا
حدائق دوم أو سفيناً مقيرا
أوِ المُكْرَاعاتِ من نَخيلِ ابنِ يامِنٍ
دوينَ الصفا اللائي يلينَ المشقرا