الآية:
(وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢١٦]
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ” في هذه الآية عدة أسرار وحكم، ومصالح للعبد، فإنّ العبد إذا علم أنّ المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب، فإنّ الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد.
ثم قال رحمه الله تعالى: ” ومن أسرار الآية: أنّها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور سبحانه، والرضا بما يختاره له، ويقضيه له، لما يرجو فيه من حسن العاقبة.
ومتى صحّ تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به، فيصير بين عطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره.
ولذلك يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا أبالي أصبحت على ما أحب وأكره، لأنّي لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره.
وهذا المعنى فيه ذوق وسر عجيب، لأنّه يشاهد حكمة الله ورحمة الله وعلم الله يجري في الكون، والمقادير الذي يقدرها هو الله سبحانه وتعالى.