وفاة الملك آرثر

اقرأ في هذا المقال


وفاة الملك آرثر أو (The Death of King Arthur) أساطير الملك آرثر وفرسانه التي رواها الأطفال ماري ماكجريجور، للمؤلف ماري ماكجريجور، حررها  لوي تشيشولم، نشرها (T.C. & E.C Jack، London) إي بي داتون وشركاه.

الشخصيات:

  • الملك آرثر.
  • السير  مودريد.
  • السير لوكان.
  • السير بيدفير.

قصة وفاة الملك آرثر:

لم يكن الملك آرثر قد قطع شوطًا بعيدًا عبر البحر من أجل كسب الشهرة، ولكن لأنّه أحب بلده بشكل جيد لدرجة أن اكتساب المجد في المنزل جعله أسعد على الإطلاق، لكن كان هناك فارسًا مزيفًا مع أتباعه أراد أن يدمر البلاد عبر البحر وكان آرثر قد ذهب لشن حرب ضده. قال الملك لأحد رجاله المقربين وكان اسمه مودريد: وأنت يا سيدي مودريد، ستحكم البلاد بينما أنا سأغادر وستتولى شؤون الحكم لحين عودتي، فابتسم الفارس وهو يفكر في القوة التي ستكون له، في البداية افتقد الناس ملكهم العظيم آرثر، لكن مع مرور الأشهر بدأوا في نسيانه، والتحدث فقط عن السيد مودريد وطريقة حكمه.

ولكي يكتسب ثناء الشعب، وضع قوانين أسهل من أي وقت مضى حيث لم يكن آرثر قد فعلها، حتى كان هناك الكثير من الناس في البلاد الذين كانوا يرغبون في ألا يعود الملك أبدًا، وعندما علم مودريد بما يتمناه الناس، كان سعيدًا وقرر أن يفعل فعلًا قاسيًا. فكر في كتابة رسائل من وراء البحر، وكانت هذه الرسائل ستخبر الناس أن الملك العظيم آرثر قد قُتل في المعركة، وعندما وصلت الرسائل قرأ الناس أنّ الملك آرثر مات، واعتقدوا أنّ الخبر صحيح.

وكان هناك من بكى لأنّ الملك النبيل قد قُتل، ولكن البعض لم يكن لديه وقت للبكاء حيث قالوا: يجب أن نجد ملكًا جديدًا، ولأنّ قوانينه كانت سهلة، اختار هؤلاء السير مودريد ليحكمهم، ثمّ كان الفارس الشرير مسرورًا لأن الناس يتمنونه ملكًا لهم. قال بفخر: سوف يأخذونني إلى كانتربري لتتويجني، وأخذه النبلاء إلى هناك وتوج وسط الصيحات والفرح، لكن لم يمض وقت طويل حتى وصلت رسائل أخرى عبر البحر، تقول إن الملك آرثر لم يُقتل، وأنه سيعود ليحكم بلده مرة أخرى.

وعندما علم السير مودريد أن الملك آرثر كان في طريقه إلى المنزل، جمع جيشًا عظيمًا وذهب إلى دوفر لمحاولة منع الملك من الهبوط، لكن لم يكن هذا الجيش قوي بما يكفي لإبعاد آرثر وفرسانه عن البلد الذي أحبوه جيدًا، حيث قاتلوا بشراسة حتى وصلوا إلى الشاطئ وتفرق  كل رجال السير مودريد. ثم جمع الفارس جيشًا آخر، واختار ساحة معركة جديدة، لكن الملك آرثر قاتل بشجاعة لدرجة أنه انتصر هو  ورجاله مرة أخرى، وفّر السير مودريد إلى كانتربري، بدأ العديد من الناس في التخلي عن الفارس المزيف الآن، وقالوا إنه خائن، وعادوا إلى الملك آرثر.

لكن لم يستسلم السير مودريد وبقي يرغب في غزو الملك، وكان يمر عبر مقاطعات كينت وساري ويجهز جيشًا جديدًا، وكان الملك آرثر يساوره حلماً  أنه إذا قاتل مع السير مودريد مرة أخرى فسوف يقتل، لذلك عندما سمع أن الفارس قد كون جيشا آخر، ثمّ فكر بطريقة أخرى غير القتال وقال: سأقابل هذا الخائن الذي خانني، وعندما ينظر إلى وجهي، يخجل ويتذكر نذره بالطاعة. ثمّ أرسل أسقفين إلى السير مودريد، وقال آرثر: قل للفارس أنّ الملك سيتحدث معه وحده، وعندما فكر الخائن في نفسه قال: لا بد أنّ الملك يرغب في أن يمنحني ذهباً أو قوة عظيمة، إذا أرسلت جيشي بعيداً دون قتال، ثمّ قال للأساقفة: سألتقي بالملك آرثر.

ولكن لأنه لم يثق بالملك تمامًا، قال إنه سيأخذ معه أربعة عشر رجلاً إلى مكان الاجتماع، ويجب أن يكون للملك أربعة عشر رجلاً معه أيضًا، ثمّ قال السير مودريد: ويجب أن تراقب جيوشنا عندما نلتقي، وإذا تم رفع السيف فسيكون ذلك إشارة للمعركة. ثم رتب الملك آرثر وليمة للسير مودريد ورجاله، وبينما كانوا يأكلون، ذهب الجميع بمرح حتى انزلقت أفعى من شجيرة صغيرة ولسعت أحد رجال الملك آرثر، وكان الألم عظيماً لدرجة أن الرجل سرعان ما سحب سيفه ليقتل الأفعى.

وعندما رأت الجيوش السيف ووميضه في الضوء، قفزوا على أقدامهم وبدأوا في القتال، لأنّ هذه إشارة للمعركة، كما اعتقدوا، ولما جاء المساء كان هناك آلاف القتلى والجرحى، وبقي السير مودرد وحده، لكن الملك آرثر كان لا يزال معه فارسان، السير لوكان والسير بيدفير. عندما رأى الملك آرثر أن جيشه قد ضاع وقتل جميع فرسانه باستثناء اثنين ،قال: هل يمكنني أن أجد السير مودريد الذي تسبب في كل هذه المشاكل، قال السير لوكان: إنه هناك، ولكن تذكر حلمك، ولا تقترب منه، قال الملك: سواء أموت أو أعيش، لن يهرب.

وأمسك رمحه وركض إلى السير مودريد، صارخًا: الآن ستموت، فضربه آرثر تحت الترس، فمر الرمح في جسده ومات، وبعد ذلك، أصيب الملك بالجرح والإرهاق، ورفعه فرسانه وأخذوه إلى كنيسة صغيرة ليست بعيدة عن البحيرة، وبينما كان الملك يرقد هناك، سمع صرخات الخوف والألم من ميدان المعركة البعيد. قال الملك بضجر: ما الذي يسبب هذه الصرخات؟ ولتهدئة الملك المريض، قال السير لوكان إنه سيذهب ليرى، وعندما وصل إلى ساحة المعركة، رأى في ضوء القمر أن اللصوص في الميدان ينحنيون على القتلى، ويأخذون منهم خواتمهم وذهبهم، وأولئك الذين أصيبوا فقط، ليأخذوا مجوهراتهم أيضًا.

سارع السير لوكان إلى الوراء وأخبر الملك بما رآه، ثمّ قال الفرسان: أيها الملك، سنحملك بعيدًا، لئلا يجدنا اللصوص هنا، ورفعه السير لوكان الملك من جانب ورفعه السير بيدفير من الجانب الآخر. لكن السير لوكان أصيب في المعركة، وعندما رفع الملك تراجع ومات، ثم بكى آرثر والسير بيدفير على الفارس الذي سقط، والآن شعر الملك بمرض شديد لدرجة أنه اعتقد أنه لن يعيش لفترة أطول، والتفت إلى السير بيدفير: خذ سيفي الجيد، واذهب به إلى البحيرة، وألقه في مياهها، ثم تعال بسرعة وأخبرني بما تراه.

أخذ السير بيدفير السيف ونزل إلى البحيرة، ولكن عندما نظر إلى المقبض بأحجاره البراقة وثراء السيف، اعتقد أنه لا يستطيع التخلص منه، ثمّ فكر الفارس وقال في نفسه: سأخفيها بعناية هنا بين الأعشاب، ولما أخفاها، تقدم ببطء إلى الملك وأخبره أنه ألقى السيف في البحيرة. سأل الملك بلهفة: ماذا رأيت؟ قال السير بيديفير: لا شيء سوى تموج الأمواج عندما اقتحموا الشاطئ، تفاجئ الملك وقال لم تخبرني بالحقيقة إذا كنت تحبني، اذهب مرة أخرى إلى البحيرة، وألقِ سيفي في الماء.

ثمّ مرة أخرى ذهب الفارس إلى حافة الماء، و استل السيف من مخبأه، وكان يفعل مشيئة الملك لأنه كان يحبه ومخلصاً له، ولكن مرة أخرى جعله جمال السيف يتوقف، فقد رآه سيف نبيل وغالي الثمن، ثمّ قال في نفسه: لن أرميها بعيدًا،ثمّ بحث مرة بين الأعشاب، وقام  بأخفائها مرة أخرى بين العشب. ثم عاد ببطء أكثر، وأخبر الملك أنه فعل مشيئته، و بعدما سأله الملك مرة أخرى: ماذا رأيت؟ كرر الفارس: لا شيء سوى تموجات الأمواج عندما انكسرت على الشاطئ، فقال الملك بحزن: لقد خنتني مرتين، ومع ذلك فأنت فارس نبيل! اذهب مرة أخرى إلى البحيرة ولا تخونني من أجل سيف غني.

ثم للمرة الثالثة ذهب السير بيدفير إلى حافة المياه، وسحب السيف من بين العشب، وألقى به بقدر ما يستطيع في البحيرة دون تفكير بقيمته، وبينما كان الفارس يراقب، ظهرت ذراع ويد فوق سطح البحيرة، فرأى يده تمسك بالسيف، وهزته ثلاث مرات، ثمّ كانت اليد تختفي مرة أخرى تحت الماء. ثم عاد السير بيدفير بسرعة إلى الملك وأخبره بما رآه، فقال الملك: احملني إلى البحيرة، لأنني مكثت هنا لفترة طويلة، وحمل الفارس الملك على كتفيه إلى جانب الماء، وهناك وجدوا بارجة ملقاة، وجلست فيها ثلاث ملكات، وكانت كل ملكة ترتدي غطاء أسود، وعندما رأين الملك آرثر بكين بشدة وحزن لحاله.

قال الملك: ضعني في البارجة، وعندما وضعه السير بيدفير هناك، أراح الملك آرثر رأسه في حضن أجمل ملكة، وغط في سبات عميق، ثمّ جذفوا من الارض بعيداً في وسط البحر، ثمّ ترك السير بيديفير وشاهد البارجة وهي تبتعد عن الأنظار، ثم ذهب حزينًا في طريقه حتى وصل إلى المحبسة، وعاش هناك ناسكًا لبقية حياته. وجذفت البارجة إلى واد بعيد وبقيت هناك حيث شفي الملك من جرحه، وتعافى، ولكن هناك البعض يقول إنه مات الآن، لكن البعض الآخر يقول إن الملك آرثر سيأتي مرة أخرى ويطهر البلاد من أعدائها ويعود ليحكمها حسب قوانينه الرحيمة كالسابق.


شارك المقالة: