اقرأ في هذا المقال
- مناسبة التسمية
- موافقة أول السورة لآخرها
- المحور الرئيسي للسورة
- مواضيع السورة المباركة
- فوائد ولطائف السورة المباركة
قال تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ (١) لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یُحۡیِۦ وَیُمِیتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ (٢)﴾. صدق الله العظيم.
مناسبة التسمية:
ذكر النعمة التي امتن الله بها على عبادة بإنزاله ( الحديد )، الذي فيه منافع للناس، في شتى المجالات.
موافقة أول السورة لآخرها:
بدأت السورة بأمر عباده بالإيمان وقرن مع الإيمان، الإنفاق في سبيل الله، قال تعالى (﴿ءَامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُوا۟ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِینَ فِیهِۖ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَأَنفَقُوا۟ لَهُمۡ أَجۡرࣱ كَبِیرࣱ) صدق الله العظيم، ثم خُتمت السورة بذكر فضل الله على عباده، فقال تعالى ﴿لِّئَلَّا یَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَـٰبِ أَلَّا یَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَیۡءࣲ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِیَدِ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِیمِ﴾ صدق الله العظيم، وذلك لبيان كرم الله تعالى على عباده وخلقه، فمن تصدق وأنفق ماله أخلفه الله عليه.
المحور الرئيسي للسورة:
- أهمية وفضل الإنفاق في سبيل الله تعالى، وأن النفقة سبب من علاج قسوة القلب.
مواضيع السورة المباركة:
- تسبيح الله وتقديسه وتنزيهه، وعلمه في خلقه قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡـَٔاخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ (٣) هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ (٤)﴾ صدق الله العظيم.
- المال مال الله، والإنسان مُستخلف على هذا المال قال تعالى: ﴿ءَامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُوا۟ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِینَ فِیهِۖ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَأَنفَقُوا۟ لَهُمۡ أَجۡرࣱ كَبِیرࣱ﴾ صدق الله العظيم.
- بركة الإنفاق وفضل الإنفاق قال تعالى: (إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِینَ وَٱلۡمُصَّدِّقَـٰتِ وَأَقۡرَضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا یُضَـٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرࣱ كَرِیمࣱ ) صدق الله العظيم.
- من حِكم إرسال الرسل وإنزال الكتب، إقامة الحق والعدل قال تعالى: ﴿لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡمِیزَانَ لِیَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِیدَ فِیهِ بَأۡسࣱ شَدِیدࣱ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَیۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزࣱ﴾ صدق الله العظيم.
فوائد ولطائف السورة المباركة:
قوله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ یُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَیۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ نُورࣰا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ) في كتاب الله خاطبت المسلمين ، إلّا هذه الآية فهي نداء لأهل الكتاب، عن ابن عباس أنّه نزل في قوم جاؤوا من اليمن من أهل الكتاب إلى الرسول وأسلموا.
- ﴿يؤتكم كفلين﴾ قال الرازي: أي نصيبين من رحمته لإيمانكم أولاً بعيسى، وثانيا بمحمد عليه الصلاة والسلام، وهم أهل الكتاب.
- قال تعالى: (لَا یَسۡتَوِی مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَـٰتَلَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةࣰ مِّنَ ٱلَّذِینَ أَنفَقُوا۟ مِنۢ بَعۡدُ وَقَـٰتَلُوا۟ۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ) صدق الله العظيم، قال القرطبي: أي المتقدمون المتناهون السابقون، والمتأخرون اللاحقون، وعدهم الله جميعاً الجنة مع تفاوت الدرجات.
- سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: مَن أشدُّ جند الله؟ قال: الجبال، الجبال يقطعها الحديد، فالحديد أقوى، والنار تذيب الحديد، فالنار أقوى، والماء يطفئ النار، فالماء أقوى، والسحاب يحمل الماء، فالسحاب أقوى، والرِّيح تعبث بالسَّحاب، فالريح أقوى، والإنسان يتكفَّأ الريح بيده وثوبه، فالإنسان أقوى، والنوم يغلب الإنسان، فالنوم أقوى، والهم يغلب النوم، فأقوى جند الله هو الهمُّ, يُسلِّطه الله على من يشاء من عباده.
- قال الإمام فخر الدين الرازي: المسألة الثانية: ذكروا في إنزال الميزان وإنزال الحديد قولين:
- الأول: أنّ الله تعالى أنزلهما من السماء، روي أن جبريل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح، وقال: مر قومك يزنوا به، وعن ابن عباس: نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من الحديد: السندان، والكلبتان، والمقمعة، والمطرقة، والإبرة، والمقمعة ما يحدد به. ويدل على صحة هذا ما روى ابن عمر أنّه عليه الصلاة والسلام قال: ”«إنّ الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: أنزل الحديد والنار والماء والملح» “ .
- والقول الثاني: أنّ معنى هذا الإنزال الإنشاء والتهيئة، كقوله تعالى: ﴿وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج﴾ صدق الله العظيم [الزمر: ٦] قال قطرب: ”أنزلناها“ أي هيأناها، من النزل، يقال: أنزل الأمير على فلان نزلا حسناً. ومنهم من قال: هذا من جنس قوله: علفتها تبناً وماء بارداً، وأكلت خبزا ولبنا.