الطائر الساخر ويدا

اقرأ في هذا المقال


الطائر الساخر ويدا أو (Weedah the mocking bird)  هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.

الشخصيات:

  • الطائر ويدا.
  • الرجال السود.

الطائر الساخر ويدا:

كان ويداه يلعب خدعة كبيرة على الحيوانات التي تعيش بالقرب منه، لقد بنى لنفسه عددًا من الأعشاش بين العشب أكثر من عشرين، أشعل النيران ليجعل الأمر يبدو كما لو أن شخصًا ما يعيش في تلك الأعشاش، في البداية كان يذهب إلى أحد  الحيوانات التي لقبها بالنيون، أو كثير الحدبات ويبكي كالطفل، ثم يذهب إلى حيوان آخر ويضحك مثل طفل.

ثمّ بدوره بينما كان يتجول في الحافات حول الغابة كان يغني مثل الرجل، وينادي بصوت مرتعش مثل رجل عجوز، وبصوت صارخ مثل امرأة عجوز، في الواقع قام بتقليد أي نوع من الأصوات كان قد سمعه في أي وقت مضى، وقام بتقليدهم بسرعة كبيرة على التوالي بحيث يعتقد أي شخص يمر أنّ هناك حشدًا كبيرًا من الناس في ذلك المعسكر، كان هدفه هو جذب أكبر عدد ممكن من الحيوانات والناس الغريبين إلى معسكره، واحدًا تلو الآخر.

ثم يقتلهم تدريجياً، وكانت فرصته عندما تمكن من إدخال رجل أسود واحد إلى معسكره، وهو ما كان يفعله في كثير من الأحيان، ثمّ بمكره كان دائمًا يكسب نهايته وموت الرجل الأسود، وكانت هذه هي الطريقة التي حقق بها هذه الغاية حيث كان كثيراً ما يحدث أن ينفصل رجل عن زملائه أثناء المطاردة، ثمّ يعود إلى منزله بمفرده وكان يمر على مرمى سمع من معسكر ويدا، وكان عندما يسمع الأصوات المختلفة ويتساءل عن القبيلة التي يمكن أن تكون هناك.

ثمّ كان يحثه الفضول على الاقتراب، وكان يحدق في المخيم ويبحث ليجد مصدر الصوت الذي كان يصنعه ويداه، بينما لم يكن يتقدم نحوه إلا إذا رأى ويدا واقفًا بمفرده حيث كان ويدا يقف على مسافة قصيرة من نار متوهجة كبيرة، وكان ينتظر حتى يقترب منه الرجل الأسود الغريب ثمّ يسأله عما يريد، كان الرجل الغريب يقول إنه سمع العديد من الأصوات وتساءل عن القبيلة التي يمكن أن تكون هنا، لذلك اقترب لمعرفة ذلك.

كان ويدا يقول: ولكن أنا هنا فقط، كيف سمعت أصواتًا؟ انظر حولك أنا وحدي وفي حيرة من أمره، كان الغريب ينظر حوله ويقول بنبرة صوت مرتبكة: أين ذهبوا جميعًا؟ عندما جئت سمعت أطفالًا يبكون، ورجال ينادون، ونساء تضحك أصوات كثيرة سمعتها، ولكنك وحدك حسب ما أرى، وأنا وحدي معك، فقال الطائر: لا بد أنّ الريح قد حركت أغصان شجر البلح، ولا بد أنك ظننت أنّه صوت الأطفال.

أمّا الضحكات التي سمعتها واعتقدت أنّها ضحكات النساء فهي نسائم الغابة،  وضحكات صوت الرجال التي سمعتها هي صوت الأدغال عندما تسقط الظلال، يصنع الرجل خيالات غريبة عندما يكون وحده في الأدغال، انظر بنور هذه النار أين اوهامك الان؟ لا تضحك النساء، ولا يبكي الأطفال، فقط أنا ويدا أتحدث معك، وبينما كان ويدا يتكلم، ظلّ يتجه الغريب نحو النار.

وعندما اقترب منها أكثر استدار ويدا بسرعة، وأمسك به وألقاه مباشرة في النار وسط النيران، وتكرر هذا المشهد مرة بعد مرة، حتى بدأت أخيرًا صفوف الرجال السود الذين يعيشون حول مخيم ويدا في التقلص، عندها عزم موليان الملقب بالصقر على فهم اللغز، لأنّه حتى الآن لم يكن لدى الرجال السود أي دليل على كيف أو أين اختفى أصدقاؤهم.

لم يعد ابن عم موليان بيرجاه إلى معسكره، واتخذ قراره بالسير على طريقه التي سار بها ومتابعته، حتّى حل اللغز مطولاً، وبعد اتباع مسار ابن عمه بيرجاه، وهو يطارد الكنغر إلى حيث ذبحه وهو يسير في طريق عودته إلى المنزل، تتبعه على الأرض الصخرية وعبر الرمال والسهول، أخيرًا وهو لا يزال على درب بيرجاه، سمع أصواتًا كثيرة، أطفال يبكون، ونساء يغنين، ورجال يتحدثون.

نظر من خلال الأدغال، ووجد المسار الذي جعله أقرب إلى البقعة التي جاءت منها الأصوات، ورأى الحشائش، وقال: من يكون هؤلاء؟ قاده المسار مباشرة إلى المخيم حيث كان يمكن رؤية ويدا وحده، و تقدم موليان نحوه وسأل أين هم الأشخاص الذين سمع أصواتهم عندما جاء عبر الأدغال، قال ويدا: كيف أخبرك؟ لا أعرف من الناس، أنا أعيش وحدي، قال مولان: لكنني سمعت الأطفال يبكون، والنساء يضحكن، والرجال يتحدثون ليس واحدًا بل كثيرين.

أجاب ويدا: أنا هنا وحدي، هل يمكنك رؤية أي أحد سواي؟ ابحث بنفسك، فقال موليان: وإذا كنت كما يبدو بالفعل هنا وحدك فقط ، فماذا فعلت مع بيرجاه ابن عمي، وأين أصدقائي؟ العديد من مساراتهم التي أرى أنها تأتي إلى هذا المخيم، لكن لا أحد يخرج،  وإذا كنت تعيش بمفردك هنا أنت وحدك يمكنك أن تجيبني، فردّ ويدا: ما الذي أعرفه أنا عنك أو من أصدقائك؟ اسأل عن الرياح التي تهب.

اسأل القمر الذي ينظر إلى الأرض ليلاً، اسأل عن الشمس التي تنظر إلى الأسفل في النهار، ولكن لا تسأل ويدا الذي يسكن وحده ولا يعرف شيئًا عن أصدقائك، ولكن بينما كان ويدا يتحدث كان يتجه بحذر إلى موليان نحو النار، كان موليان ماكرًا أيضًا، ولم يكن من السهل اصطياده، ورأى نارًا مشتعلة أمامه ورأى آثار صديقه خلفه ورأى ويدا يقترب منه نحو النار.

وخطر له في لحظة فكرة أن يخبر ويدا أنّه إذا أمكن للنار أن تتكلم، فهل من الممكن أن تخبره أين كان أصدقاؤه، فوافق الطائر على سؤال النار، ولكن الوقت لم يحن بعد لإثبات أنه قد فهم اللغز، لذلك تأثر بالسقوط في الفخ وعندما وصلوا إلى النار، وقبل أن يتاح لويدا وقتًا للقيام بدوره المعتاد، وبقبضة قوية موليان، أمسكه قائلاً: كما خدعت بيرجاه ابن عمي وأصدقائي، أخدعك الآن.

وألقاه في وسط النار المشتعلة، ثمّ استدار على عجل إلى المنزل ليخبر زملائه السود مصير أصدقائهم والذي كان لغزًا منذ فترة طويلة.، وعندما كان بعيدًا عن معسكر ويدا سمع صوت رعد، لكنّه لم يكن رعدًا بل كان انفجارًا في مؤخرة رأس ويدا التي انفجرت بفرقعة كصوت الرعد، وبينما انفجرت خرج طائر من بقايا ويدا الطائر الساخر، وحتّى يومنا هذا يصنع طائر الويدا ملاعب عشبية. يركض من خلالها ويقلد وهو يلعب في تتابع سريع أي أصوات يسمعها مثل بكاء طفل وضحك امرأة، ومواء القطة ونباح الكلب.


شارك المقالة: