یـا أیها ٱلذین آمنوا لا تقولوا ر اعنا

اقرأ في هذا المقال


الآية:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقُولُوا۟ رَ ٰ⁠عِنَا وَقُولُوا۟ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُوا۟ۗ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [البقرة ١٠٤]

هذا أول نداء في القرآن لأهل الإيمان- حسب ترتيب المصحف- وحري بمن كان حريصاً على الخير، راغباً في الاهتداء بالقرآن أن يقف مع هذا النداء الكريم، ليفهم معناه، ويعرف مقاصده من خلال تدبر هذه الآية الكريمة.

فعند تدبر هذه الآية نجد أنّ هذا النداء المبارك قد اشتمل على أصل من أصول العقيدة، وعلى قاعدة من قواعد الشريعة، وأدب من الآداب الشريفة، وطريقة مهمة من طرائق التربية، وبيان ذلك:

أمّا الأصل العظيم من أصول العقيدة فهو النهي عن التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم؛ وذلك أنّ اليهود كانوا يتخيرون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص والسباب، فإذا أرادو أن يقولوا (اسمع لنا ) يقولون (رَ ٰ⁠عِنَا).

وأمّا القاعدة الكبيرة من قواعد الشريعة فهي قاعدة سد الذرائع، وذلك أنّ أهل الإيمان كانوا لا يقصدون بقولهم (رَ ٰ⁠عِنَا ) إلّا معناه المعروف عندهم وهو أمهلنا أو اسمع لنا، بخلاف المنافقين واليهودى  يقولونه على وجه الاستهزاء والمسبة.

والذريعة: (عبارة عن أمر غير ممنوع لنفسه يخاف من ارتكابه الوقع في ممنوع)

أمّا الأدب: فهو انتقاء أنسب الألفاظ واختيار أحسن الأقوال؛ فلا يليق بأهل الفضل الحريصين على معالي الأمور أن يقولوا كلمة تحتمل معنى غير مناسب ﴿وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُوا۟ ٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ یَنزَغُ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا﴾ [الإسراء ٥٣].


شارك المقالة: