النابغة الذبياني
النابغة الذبياني: هو أبو أُمامة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني،ولُقبّ بالنابغة حسب ما روي – لأنه نَبَغَ في الشعر بعد أن اسنَّ وأحتنك.
والنابغة لَقب أُطلق على شعراء كثر منهم النابغة الجعدّي والنابغةُ الشيباني وشاعرنا النابغة الذبياني وهو أشعرهم دون منازع.
وروي ديوان النابغة الذبياني من طرق عديدة لعل أشهرها رواية الأصمعي، تليها رواية ابن السكيّت، وقد قام بعد ذلك الأعلم الشنتمري برواية الديوان في أتم صورة له وقد طُبع الديوان أول مرة ضمن مجموعة مؤلفة من ستة دواوين لشعراء جاهليين، وسميّت هذه المجموعة (العقد الثمين)وكانت سنة 1869م.
وطُبع الديوان منفردا قبل ذلك بعام، اي سنة 1868م على يد مستشرق وقد تراوحت أشعار النابغة بين القصائد القصيرة والقصائد الطوال، وقد امتازت أشعاره بموضوعات شتى لعل أشهرها الاعتذار والمديح الى جانب الغزل والهجاء والوصف ولا شك أنه أشهر شعراء الجاهليه فقد تكلم عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكذلك شهادة عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه.
مختارات من الشعر الجاهلي للنابغة الذبياني
وصف النابغة الذبياني إمرأة النعمان بن المنذر “المتجردة “عندما سقط نصيفها مع أنَّه وصفها وصف دقيق وبالغ في الوصف في قصيدة (سقط النصيف) حيث قال:
سَقَطَ النَّصِيفُ، وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ،
فَتَنَاوَلَتْهُ، وَاِتَّقَتْنَا بِالْيَدِ
بِمُخَضَّبِ رُخَصٍ، كَأَنَّ بَنَانَهُ
نعم، يُكَادُ مِنَ اللَّطَافَةِ يَعْقِدُ
نَظَرَتِ الِيُّكَ بِحَاجَةٍ لَمْ تَقْضِهَا،
نَظَرَ السَّقِيمِ الى وُجُوهَ الْعُوَّدِ
تَجْلُو بِقَادِمَتِي حَمَامَةَ أَيْكَةٍ،
بَرْدًا أَسَفَ إلى لِثَاتِهِ بالاثمد
كالاقحوان، غَدَاةَ غِبِّ سمَائِه،
جَفَّتْ أَعَالِيُهُ، واسفله نَدِيٌّ
قامت تراءى بينَ سَجفي كِلةٍ،
كالشمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعدِ
أَو درةٌ صدفيةٍ غواصُها بَهِجٌ
متى يَرَها يُهلّ ويسجدُ
أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ،مَرفوعَةٍ
بُنِيت بآجرّ،تُشادُ،وَقرمدِ
وقال في نفس القصيدة بتصوير أكثر من رائع:
زَعْمُ الْهُمَامِ بِأَنَّ فَاهَا بَارِدُ،
عَذْبَ مُقْبِلِهِ، شَهِّي الْمَوْرِدَ
زَعْمَ الْهُمَامِ، وَلَمْ أَذُقهُ أَنَّهُ عَذْبُ،
إذَا مَا ذُقْتُهُ قُلْتُ ازدد
زَعْمَ الْهُمَامِ، وَلَمْ أَذُقْهُ،نَّهُ يُشْفَى،
بَرِّيَّا رَيِّقِهَا، الْعَطَشَ الصَّدِّيَّ
أخَذَ الْعَذَارَى عَقَدَهَا، فَنَظِّمِنَّهُ،
مِنْ لُؤْلُؤِ مُتَتَابِعِ، متسرمدِ
لوْ أَنَّهَا عَرَّضَتْ لأشْمط رَاهِبٌ،
عَبْدَ الاله، صَرُورَةً، مُتَعَبِّدٌ
لِرَنَا لِبَهِجَتِهَا، وَحَسَّنَ حَديثَهَا،
وَلَخَاهُ رَشَدَا وَإِنْ لَمْ يُرْشِدْ
بِتَكَلمٍ،لو تستطيعَ سَمَاعهُ،
لَدَنت لَهُ أَروى الهِضابِ الصُّخدِ
وقال النابغة الذبياني في قصيدتة (بيضاء كالشمس) وقد نسب ب “نعم”:
وَقَفَتْ فِيهَا، سَرَاةَ الْيَوْمِ، أَسَألَهَا
عَنِ الٍ نَعَمْ، امونا، غَيْرَ أسْفَارٍ
فَاِسْتَجْمَعَتْ دَارٌ نَعَمْ، مَا تَكَلُّمِنَا،
وَالدَّارَ، لَوْ كَلَّمَتْنَا، ذَاتُ أسفار
فَمَا وَجَدَتْ بِهَا شَيْئًا ألوذ بِهِ،
إِلَّا الثُّمَامَ وَإِلَّا مَوْقِدَ النَّــــارِِ
وَقد أَرانِي وَنُعماً لاَهيَينِ بِها،
والدهرُ والعَيشُ لَم يَهمُم بإمرارِ
أَيام تُخبرُني نُعمٌ وأَخبرها،ما
أَكتمً الناسَ مِن حاجي وأَسراري
لولا حبائلُمِن نُعمٍ عَلقتُ بِها،
لأَقصَرَالقَلبُ عنها أَيَّ إقصارِ
وقال ايضا متغزلا ومصوراً بها :
أَقُولُ، وَالنَّجْمَ قَدْ مَالَتِ أواخره
إلى الْمُغَيَّبَ: تُثْبِتُ نَظَرَةٌ،حَـــارَِ
أَلْمَحَهُ مَنْ سَنَّا بِرِقِّ رَأَى بَصَرِيٌّ،
أَمْ وَجْهٌ نَعَمْ بَدَا لِي، أَمْ سِنَّا نَارِ
بَل وَجهُ نُعمٍ بدا،والليلُ معتكِرٌ
من بينِ ثوبٍ وأَستـارِ
الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها
في جيدِ واضحةِ الخدينِ معطارِ
تَسْقِي الضَّجِيعُ إذا اسْتَسْقَى بذِي اِشْرِ
عَذْبَ الْمَذَاقَةِ بَعْدَالنَّوْمِ مخمارِ
كَأنَ مَشْمُولَةُ صَرْفًا بِرَيِّقَتِهَا
مِنْ بَعْدَ رَقْدَتِهَا،أو شَهِدَ مشتارِ