تربية الطفل هي أحد خصوصيات الأسرة التي لا يمكن لأحد التدخل بها، والاهتمام بطريقة تنشئة الأطفال وتربيتهم تربية صحيحة أصبح أمراً ضرورياً جداً لما يشهده المجتمع من وعيٍ وتطوّر، والكثير من الآباء والأمهات يحرصون على أن يُربُّوا أولادهم تربية سليمة، ويُعد الضرب من أحد الوسائل السيئة التي اعتبرها الكثير من الأهل وسيلةً من وسائل التربية.
مفهوم العقاب بالضرب للطفل
هو أحد وسائل الاعتداء الجَسدي على الطفل حيث يتعرض الطفل إلى إصابة جسدية متعمّدة من الوالدين أو من أي شخص مسؤول عن رعاية الطفل ويُستدل على أن الطفل مُعاقب بالضرب بوجود علامات على جسد الطفل، خصوصاً إذا كان الضرب مُبرح.
أضرار العقاب بالضرب للطفل
أضرار العقاب بالضرب تكون نفسية وجسدية كالتالي:
- من الناحية النفسية، يؤثر الضرب على سلوك الأطفال وعلى تطوُّرهم النفسي، إذ يؤدي ذلك إلى وجود سلوكيات متطرفة عند الطفل، والخوف الشديد، التبوّل اللاإرادي سواءً في الليل أو النهار، والقلق من التعامل مع الآخرين، وإذا كان الطفل في فترة المراهقة قد يلجأ إلى الهروب المستمر من المنزل والخوف من العودة له، وقد يسبب الضرب الجسدي قلة الثِّقة بالنفس ويسبب أحياناً اللجوء إلى الانعزال، والعدوانية مع الآخرين، والكذب في معظم المواقف خوفاً من العقاب، وعدم القدرة على مواجهة أخطائه، وفي النهاية يؤدي إلى تكوّن شخصية جبانة غير قادرة على مواجهة صعاب الحياة واتخاذ القرارات.
- أمّا من الناحية الجسدية: يكون الضرب من الوالدين أو من الشخص المسؤول عن الطفل وقد ينتج عنه علامات وآثار على الجسم كاحمرار في مناطق الضرب وانتفاخ، أو وجود كدمات على الوجه والظهر أو علامات العظ وقد يوجد كسور وزُرقة وممكن إصابة بالعين نتيجة الضرب على الوجه وتضرر الأسنان أيضاً، وغيرها الكثير من الأعراض.
أسباب عقاب الطفل بالضرب
1- قد يكون الآباء الذين يتّبعون أسلوب الضرب في تربية أبنائهم قد واجهوا ذلك في صغرهم وكان أسلوب الضرب هو سلوك أهلهم في تربيتهم، فاعتقدوا أنّ الضرب أفضل طريقة للتربية.
2- صُغْر سن الوالدين وعدم وجود توعية بطرق تربية الأطفال وخاصةً مع الطفل الأول.
3- العلاقة السيئة بين الوالدين والطفل والتي تتمثل باستخدام أُسلوب الإهمال والحرمان والاعتداء اللفظي عند التعامل مع الطفل.
4- قد يكون أحد الوالدين مصاب باضطراب نفسي وعصبية مفرطة.
5- قد يكون الطفل نشاطه زائد وكثير الحركة أو يكون طفلاً عنيداً ويُثير غضب والديه، لدرجة أنّهم لا يُسيطروا عليه إلا عند ضربِه وهذا أمر خاطئ فهذا النوع من الأطفال له معاملة خاصة ولا يجوز عقابه جسدياً.
علاج مشكلة الضرب للطفل والسيطرة عليها
من المهم أن يتحلّى الأهل بالصبر في تربية أبنائهم وهناك عدة طرق وأساليب حديثة لعقاب الطفل غير أسلوب الضرب ومنها:
1- الخِصام وهذا العقاب مناسب في سن ثلاث سنوات، قد يقول الوالدين للطفل أنَّه لا يعجبهم تصرفه ويُخاصموه لفترة قصيرة من الزمن.
2- الحرمان وقد يُعاقب الوالدين طفلهما إذا أخطأ بحرمانه من الألعاب التي يُحبها أومن الذهاب إلى اللّعب خارجاً، ويكون هذا العقاب مناسباً في سن اربع سنوات.
3- كرسي العقاب وهو وضع كرسي في موقع مناسب من البيت، ويكون عقاب الطفل بجلوسه عليه لفترة زمنية قصيرة وهذا العقاب مناسب للأطفال من عمر خمس ٍ إلى سبع سنوات.
4- من عمر سبعِ سنين فما فوق يكون الحوار الهادف والنقاش والتفاهم مع الطفل في هذه الأعمار الحساسة أفضل حل لكل أخطائه.
تأثير الضرب على نمو الطفل
نعم، الضرب يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نمو الطفل، لكن ليس فقط جسدياً بل أيضاً نفسياً واجتماعياً. الأبحاث العديدة أظهرت أن العنف الجسدي يمكن أن يسبب أضرارًا جسدية وعقلية دائمة للأطفال، ويؤثر سلباً على تطورهم العاطفي والاجتماعي.
من الناحية الجسدية، يمكن أن يؤدي الضرب إلى إصابات جسدية مؤلمة وحتى خطيرة. ومن الناحية العقلية، يمكن أن يسبب العنف الجسدي للطفل الرهبة والقلق، ويؤثر على تطور الدماغ والذاكرة، مما يمكن أن يؤثر سلباً على أدائهم الأكاديمي.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الضرب إلى زيادة انعزال الطفل وضعف الثقة في النفس، مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وقدراتهم على التفاعل بفعالية مع الآخرين. الأطفال الذين يتعرضون للضرب بانتظام قد يظهرون سلوكيات عدوانية أو تكون لديهم صعوبات في التحكم بالغضب.
من الناحية الاجتماعية، يمكن أن يؤدي الضرب إلى تكرار دورة العنف، حيث يمكن أن يصبح الأطفال الذين تعرضوا للضرب في وقت سابق معرضين لارتكاب العنف عندما يكبرون ويصبحون آباءً أو أمهاتًا.
لذا، من الضروري التعامل مع الأطفال بطرق تربوية إيجابية تشجع على التفاوت والتعلم وتعزز من تطوير العلاقات الإيجابية. الحوار والتواصل وفهم احتياجات الطفل يمكن أن يسهمان في تشجيع نموهم الصحيح والإيجابي.