البعد الاجتماعي في أخلاقيات العلاقات العامة:
يُقصد بهذا البُعد النظرة التي ينظر بها المجتمع إلى المهنة وممارسيها والأخلاقيات التي تحكم علاقتهم به؛ وذلك لأن كل جماعة مهنية هي جزء من مجتمعها، فهي تؤثر عليه ويؤثر عليها داخل حدود لا يقبل المجتمع الخروج عنها. وإذا عُدنا إلى الأخلاقيات المهنية وجدنا أن الأصول الثقافية في كل مجتمع تُمثّل أحد المصدرين، حيث تستمد من المصدر الأول قواعدها، كما أن المصدر الثاني يتمثل في طبيعة كل مهنة وظروفها وعلاقتها، فإنه يصبح لهذا البُعد أهمية ذات مغزى.
وخاصة إذا كانت أخلاقيات المهنية غير مُفعَّلة، فتُصبح الحدود التي يصنعها المجتمع هي الإطار الوحيد الذي يضمن سلامة المهنة وممارسيها وعملائها؛ أي الإطار الذي يُنظّم العلاقة بين المهنة والمجتمع. ومن المعروف أنه عندما يُقبل شخص ما على ممارسة مهنة معينة ويقبل المجتمع بذلك، فإنه يُصبح عضواً في هذه المهنة ويكون من واجبه أن يخدم مصالح جمهور مُعيّن أو جماهير معينة من خلال ممارسته لمهنته.
ويجب عليه أن يستجيب لمن يطلب خدمته، إلا إذا كان هناك أسباب قوية لامتناعه عن تأدية مهنته بدون تفرقة أو تميز وبدون وضع الاعتبارات الشخصية في نظرته إلى مصالح جماهيره، كما يضاف إلى ذلك الحرص على أن يكون أداؤه لمهنته بكفاءة عالية؛ أي الحرص على تحقيق النوعية الجيدة لخدماته، وهذه الحقائق تعترف بها كل المهن وإن كانت أكثر وضوحاً في بعضها وأقل وضوحاً في البعض الآخر.