التطور المهني للعلاقات العامة:
بدأت العلاقات العامة في المجتمعات القديمة منذ بدأ الحضارة، إلا أنها لم تأخذ سعتها الحالية ولا اسمها الحالي إلا في بداية القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُشار إلى أن مصطلح العلاقات العامة قد كتب في أول مرة عام 1807، بيد الرئيس الأمريكي جيفرسون، أما إيفي لي فقد سُمّي أبو العلاقات العامة بعد أن صاغ كثيراً من مبادئها خلال رحلته مع المهنة التي وجدت مع مطلع القرن العشرين.
وبالإضافة إلى ذلك بقي إيفي لي يستعمل عبارات، مستشار النشر وخبير النشر، حتى عام 1934، حيث استعمل لأول مرة كلمة العلاقات العامة في النشرة التي بثَّها تحت عنوان العلاقات العامة، وليس من الغريب أن تكون مهنة العلاقات العامة قد بلغت تقدماً كبيراً في الولايات المتحدة والغرب عموماً، حيث نشأت هذه المهنة وأصبحت علماً يُدرس في المعاهد والجامعات منذ بدايات القرن العشرين الماضي.
ويساعد على انتشار هذه المهنة في الغرب النمط الاقتصادي السائد فيه والقائم على الشركات الكبرى التي تحتاج إلى أجهزة كبيرة من العلاقات العامة؛ لتستطيع إدارة التعامل مع الجمهور الداخلي والخارجي، بطرق علمية تضمن للمؤسسة النجاح المستمر والحفاظ على صورة ذهنية طيبة تمكنها من تسويق سلعتها أو خدماتها، وتشير نتائج بعض الدراسات الحديثة إلى أن مهنة العلاقات العامة قد أخذت بالتطور في العديد من الدول النامية أيضاً، وذلك أنه يكون هناك مبرر للقيام بعمل العلاقات العامة ما لم يضم القائمين بهذه المهنة في المناصب الإدارية العليا بالمنظمة.
ويُعزز هذا الاتجاه التطوارات الكبيرة في اقتصاد الدول النامية، حيث انتقلت إليها سياسة الأسواق الحرة من الغرب ولحقتها الشركات العابرة للقوميات، لإنشاء فروع لها في العديد من الدول النامية، ويساعد ذلك على انتشار مفهوم العلاقات العامة بين الشركات المحلية والجمهور الداخلي والخارجي إلى حد كبير؛ ممّا ساهم في توجه أعداد متزايدة من العاملين في مجال العلاقات العامة يعاني من نقص الأيدي العاملة المدربة والمتخصصة، خصوصاً بعد أن بدأت الحكومات في التوسع بإنشاء دوائر وأقسام للعلاقات العامة في وزاراتها ومؤسساتها، ويتم تطبق ذلك بشكل كبير جداً.