دور العلاقات العامة في إعادة بناء الصورة الذهنية:
إن بناء الصورة الذهنية يحتاج إلى وقت طويل لتطويرها، وهي نتاج استراتيجية منتظمة، كما أنها حصيلة منتج يتم تعزيزه وتقديمه بشكل محدد من أجل أن يخدم الصورة الذهنية، وكما هي أيضاً مجموعة كبيرة ومحددة من الحملات الإعلانية وحملات العلاقات العامة، وكل هذه الحملات تُنفّذ في تحقيق الصورة الذهنية المُراد إيصالها إلى السوق المُستهدف، ويكون من الضروري على المؤسسات بدراسة الصورة السائدة عنها في العديد من طبقات المجتمع.
وحيث أنّ أن تطوير الصورة الذهنية شيء صعب ويتطلب إلى وقت كبير من أجل أن يصبح شكله الصحيح، ثم أنه ليس للمؤسسة صورة واحدة عند الناس، بل أحياناً تكون لها عدة صور ذهنية، تختلف باختلاف نوع الجماهير، كجماهير المستهلكين، الموردين، الموظفين، وأن الصورة الذهنية عند الجمهور المحدد، لها الكثير من الأوجه أو عناصر تتغير بتغيير الوقت والظرف والكثير من الأمور، والجمهور يتكون من مجموعة الأفراد، يقع في محيط نشاط مشروع، أو مؤسسة تؤثر عليها وتتأثر بها.
وقد تختلف الصورة الذهنية في إعادة بنائها بحسب طبيعة المشروع، وعلى هذا يمكن تواجد فئة الجماهير لأي مشروع، كجمهور المستخدمين، المستهلكين الحاليين والمتوقعين، المنافسين، الفئات الاجتماعية، الحكومة المركزية والمحلية، الراديو، التلفزيون، والصحف، الاتحادات والمؤسسات المهنية وغيرها. وبناءً على ذلك يُعتبر كل شخص في المنظمة مسؤولاً عن إعادة بناء شخصية المنظمة، من المسؤول الإداري الأعلى إلى المستوى الإداري الأدنى في المؤسسة؛ لأنهم أسرة واحدة متعلقة بهذه المؤسسة، إن ارتفعت ارتفعوا، وإن انخفضت انخفضوا.
حيث كانت سمعة المؤسسة قد تكون على مبدأ من الرأي العام، سواء كان مماثلاً للحقائق أو لم يكن مماثلاً للحقائق، فمن الضروري تحليل الرأي العام لدى جماهير، ثم اتخاذ ما يلزم لتدعيم التفاهم المتبادل بين المنظمة وجماهيرها، كما يجب تصحيح الأمر بما لا يُحدث الضرر للحقائق، ولا يضر الصورة المنطبعة لدى الرأي العام، ومن هنا تتكون العلاقات العامة بين المؤسسة والرأي العام، عبارة عن اتجاهات ومعتقدات ووجهات نظر لمجموعة من الناس يتعلقون بالمؤسسة، وهو بذلك تيار مجرد غير ملموس، نتيجة تفاعل أفكار الأفراد وآرائهم الفردية.