ما هو مفهوم الصورة الذهنية؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الصورة الذهنية:

بدأ استعمال مفهوم الصورة الذهنية عندما بدأ لعمل العلاقات العامة أثر بشكل هائل على الحياة الأمريكية مع بداية النصف الثاني من هذا القرن. وقد كان متزامناً مع إخراج كتاب “تطوير صورة المنشأة” للكاتب الأمريكي لي بريستول في عام 1960 أثر كبير في نشر مفهوم صورة المنشأة بين رجال الأعمال. وما لبث هذا المصطلح إلى أن تزايد استخدامه في المجالات التجارية والسياسية والإعلامية والمهنية.
وقد تبلور هذا المصطلح في مجال العلاقات الدولية بشكل واضح في عام 1965 حينما ظهر كتاب ” السلوك الدولي” الذي اشترك في تأليفه هربت أليمان مع مجموعة من زملائهم علماء النفس والباحثين في مجال العلاقات الدولية. وقد اهتمت الدراسات السياسية والإعلامية بصورة القيادات السياسية في بعض الشعوب وتأثيرها على صورة الشعب الذي تنتمي إليه من ناحية، وتأثيرها على السلوك الجماهيري إزاء هذه القيادات داخل شعوبها من ناحية ثانية.
كما اهتمت الدراسات الإعلامية بدراسة صورة قطاعات المجتمع المختلفة، من خلال ما يقدم في وسائل الاتصال الجماهيرية، أو من خلال ما تعبر به الجماهير عن انطباعاتها تجاه هذه القطاعات. ولقد اهتمت العلاقات العامة بدراسة صورة الشخصيات القيادية والمنظمات والمؤسسات المختلفة؛ للتعرف على نظرة الجماهير لهذه الشخصيات أو المنظمات.
والتعرف على الوسائل الإيجابية والسلبية في هذه الصورة للتأيد على العناصر الايجابية، وحل الأسباب التي أدت إلى تكوين الاتجاهات السلبية إن توافرة، كما اهتم خبراء العلاقات العامة بدراسة العوامل المؤثرة على تكوين الصورة الذهنية وتطورها، في ظل وسائل الاتصال الجماهيرية وتعدد الرسائل التي يتعرض لها إنسان القرن الحادي والعشرين.
وإن المفهوم “صورة المنشأة” يعنى الصور العقلية التي تنشأ لدى الناس عن المنشآت والمؤسسات، وقد تنشأ هذه الصور من التجربة المباشرة أو غير المباشرة وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة، وقد تعتمد على الأدلة والوثائق أو على الشائعات والأقوال غير الموثقة، لكنها في نهاية الأمر تمثل واقعاً صادقاً بالنسبة لمن يحملونها في رؤوسهم.
حيث يوجد تعريف آخر للصورة الذهنية قدمه كينيث بولدنج، من خلال توضيحه لصورة المرشح في الانتخابات، بأنها “السلوكيات الذاتية التي تتولد في أذهان الناخبين”، وهذه السلوكيات يمكن أن تكون أفكاراً عن القيم السياسية للمرشح أو عن شخصيته أو مقدرته القيادية. ويتكوَّن الكثير من هذه الانطباعات في مناصب رئاسة الدولة، من خلال ما تبثه وسائل الاتصال الجماهيرية.


شارك المقالة: