ما هي الكتابة في إطار الاتصال الإقناعي؟

اقرأ في هذا المقال


الكتابة في إطار الاتصال الإقناعي:

لا نستطيع القول بأن الكاتب يكون ناجح إذا لم تصل كتابته في أي شكل منها إلى الجمهور؛ لأنه إذا قرأ لا يفهم وإذا تكلم في خطبة ما لا يسمع؛ لأن هذه الكتابة هنا كعملية اتصالية إقناعية لم تتحقق. ومن الأقوال المأثورة أن المستقبل يُحكّم عملية الاتصال بأكثر ممّا يفعل المرسل، فمهما كان المرسل ماهراً في صياغته لكتابته، فالجمهور المستهدف كمستقبل لرسائل الكاتب، هو الذي يقرر أن يستلم هذه الرسائل ويتلقاها ويتعامل معها بالقراءة أو الاستماع أو الفهم.
ولقد ركَّزت دراسات علمية كثيرة في الاتصال والإقناع المستقبل في عمليات الاتصال، وانتهت إلى عدد من النظريات التي تُفسّر أهميته ومنها نظرية الاستخدامات والاشباعات، حيث تنص على أن الناس يقومون باختيار إيجابي للوسيلة التي يفضلونها لأهداف خاصة، كاشباع حاجاتهم إلى المعلومات أو التسلية أو القيم الاجتماعية أو لأغراض عاطفية.
وتوقع القيم التي تنص على أن اختيار الناس لوسيلة معينة، حيث يعتمد على ما يحتاجونه وما يتوقعونه من هذه الوسيلة أو تلك ومدى تقديرهم لقدرة هذه الوسيلة التي يختارونها على الاستجابة لهذه التوقعات. ونظرية الاعتماد التي تنص على أن هناك علاقة ثلاثية الأبعاد بين الجمهور والوسيلة والمجتمع، فالجمهور يستخدمون وسيلة ما في حدود قدرتها على امدادهم بالمعلومات التي تهمهم في المجتمع ودورهم فيه، وعلى قدر ما تعطي الوسيلة من هذه المعلومات على قدر قدرتها على التأثير.
وعلى كاتب العلاقات العامة ينبغي أن يكون حريصاً على التعرف على ردود الفعل تجاه رسائله بقدر حرصه على رسائله ذاتها، فالاتصال لا ينجح إلا إذا قام على تبادل الرسائل والاستجابات تجاهها، بمعنى أنه ينبغي ان يقوم على التفاعل المستمر بين المنظمة وجماهيرها؛ أي بين الرسائل المرسلة من المنظمة وردود الفعل من الجماهير المستهدفة تجاهها بصفة مستمرة، على أن تستجيب الرسائل من المنظمة لِما يثار في ردود الفعل من إيجابيات وسلبيات.
ويكون هدفها التأثير بالجمهور المستهدف، فإذا أردنا أن نفهم الاتصال الإقناعي جيد ولكن يجب ربطه بالجمهور المستهدف منه في كل التطبيقات، ففي العلاقات العامة يحاول كتابتها أن يمدوا جماهيرهم المستهدفة بالمعلومات التي تؤثر على آرائهم وسلوكياتهم واتجاهاتهم وهذه الحقيقة ينبغي أن تكون واضحة تماماً.


شارك المقالة: