مفهوم النقد الإعلامي:
لقد أشار الباحثين في علم الاتصال والإعلام على عدم وجود مفهوم أو مصطلح متخصص في النقد الصحفي أو الإعلامي، وهو ما يساهم في توفير الأساليب والطرق التي تتم من خلالها تحديد مفاهيم واضحة متعلقة بالنقد الإعلامي.
وعليه فإن النقد الإعلامي هو بمثابة دراسة إعلامية جيدة تسعى الى تشكيل الأعمال الإعلامية بكافة قطاعاتها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ترفيهية، وبالتالي فان النقد الاعلامي يسعى الى تقييم كافة الممارسات المهنية ومن ثم العمل على تفسيرها وتحليلها؛ بحيث يكون ذلك من خلال مجموعة من القواعد المتعلقة بالنظام الإعلامي والاشتراكات المهنية.
كما يسعى النقد الاعلامي إلى تقييم المضامين الإعلامية، بالإضافة إلى الخطاب الاعلامي وأسلوبه ووسائله الإعلامية المستخدمة، كما تختلف وتتباين الجوانب المتعلقة بالضعف والقوة المتعلقة بممارسة المواد الاعلامية، بالإضافة إلى ذلك فإن فاعلية الرسائل الاعلامية تكون محددة من قبل الجمهور من جهة، والهدف الرئيسي للعمليات الإعلامية من جهة أخرى.
وبالتالي فإنَّ النقد الإعلامي يستخدم مجموعة من المقاييس الكيفية والاحصائية المتعلقة بالأعمال الإعلامية والخدمية، وهو ما يساهم في جعل النقد الإعلامي ناجح بحيث ينتج عنه نتائج ايجابية.
كما أنه لا بُد من التركيز على أهمية الناقد الإعلامي والذي يسعى إلى جمع التجارب المهنية، بالإضافة إلى التأطير المعرفي والذي يسعى إلى طرح الرؤى النقدية والمؤثرة في المعلومات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
كما يوجد العديد من التصورات الخاطئة تجاه ما يُسمى بالنقد الصحفي؛ وذلك على اعتبار أنه لا يستند إلى معايير علمية صحفية وهو ما يُساهم في تشكيل الانطباعات الشخصية دون الاعتماد على الأسس الإعلامية، والتي بدورها تساعد على تشكيل انطباعات ونقد أكاديمي وإعلامي مبني على مجموعة من الفرضيات السلمية.
كما ويعتبر النقد الإعلامي من الأساسيات الضرورية في صناعة القرارات الإعلامية، والتي تساهم في ضبط إيقاع الأجهزة والمؤسسات الإعلامية الخدمية، كما ويلعب دور في تنمية الوظائف المتعلقة بالتفكير الناقد في الوسائل الإعلامية، كما تسعى إلى تنمية وتحديد المفاهيم المتعلقة بالمعارف الإعلامية.
حيث تلعب الرؤية النقدية دور كبير في عدم قدرة الوسائل الإعلامية في تقويم وتقييم الممارسات المهنية غير الصحيحة، وهي ما تسعى إلى جعل الصحفيين والإداريين يجتهدون بوضع مقاييس ومعايير اجتهادية إعلامية.