تأثير الجماعات على اتجاهات العلاقات العامة:
إن الجماعات تساعد على تدعيم الاتجاهات السابقة أكثر ممّا تساعد على التغيير، وخاصة حينما تتحول الجماعة المرجعية الإيجابية إلى جماعة سلبية بالنسبة للفرد لا تحقق له رغباته ولا ترضى فيه شعور الفخر بالانتماء إليها، ففي هذه الحالة تصبح فرصة تحول الفرد عن آراء الجماعة كبيرة. وقد تعاون الجماعة تأثير الاتصال الذي يعمل على التغيير حتى بين أعضائها المخلصين.
فقد ينشط الاتصال في المناقشات بين أفراد الجماعة ويساعد على إدراكهم لمزايا التحول في العلاقات العامة، في حين أن مناقشة الجماعة قد تشجع أولئك الذين يميلون للتغيير لاكتشافهم، حيث أن هناك أقلية تؤيد موقفهم لم يكن هناك اعتقاد بوجودها من قبل، أما أن الجماعة كلّها قد تتحوّل في بعض الأحوال حين تدرك أن وجهة النظر الجديدة أفيد لها من الفكرة التي كانت تؤيدها.
وقد تبين إلى خطورة تأثير الجماعات والاتحادات المهنية والجمعيات الدينية في كسب تأييد الرأي العام، وإعداده لمواجهة الأزمات واجتيازها وتفسير القرارات السياسية التي تصاحبها. ومن أجل هذا يلجأ الدعاة إلى تأسيس الجمعيات والجماعات التي تؤيد الدعوة وتتبناها.
وإذا كان لهذه التنظيمات دورها في سائر المجتمعات بصفة عامة، فإن دورها أشد خطورة في المجتمعات ذات الأنظمة الموجهة حيث توجد سياسة واحدة لا تستطيع أي جماعة أن تبتعد عنها، وحيث يوجد تنظيم سياسي واحد يستطيع بتشكيلاته الإقليمية أن يقود الدعـوة لأية فكرة جديدة، متى وضعت الخطة الإعلامية على أساس علمي وأتقن إعداد وتدريب القائمين بتنفيذها.