تأثير وسائل الإعلام على القيم الأخلاقية:
تلعب الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها دور كبير في التأثير على القيم الأخلاقية للمجتمعات، كما سعت إلى رفع مستويات القيم الأخلاقية لدى معظم المجتمعات وخاصة المجتمعات الصناعية المتطورة، بالإضافة إلى دورها الكبير في التأثير على الأفكار المتكونة لدى الإنسان، تصرفاته وأخلاقه.
وعليه فإنَّ الوسائل الإعلامية تسعى إلى التأثير اللاوعي في كافة أفراد المجتمع المحلي ومن ثمَّ تسعى إلى تسليط الضوء على مجموعة من الأفكار التي ترغب بطرحها وبعدها تقوم بزراعتها في عقول المجتمعات، بحيث تكون هذه الأفكار مرتبطة بشكل وثيق في سلوكيات الحياة اليومية.
فلقد أشار الباحثين والدراسين في علم الاتصال والإعلام على أنَّ المؤسسات الإعلامية قد تؤثر على وجهات النظر المتعلقة بالأفراد، ولكن ليس ما هو متعلق بالقضايا أو الأحداث أو البيانات الإعلامية، بل تكون متعلقة بالأفكار المتكونة لدى المجتمع حيال المجتمعات الأخرى وأخلاقياتهم، بالإضافة إلى أنَّها تمتلك القدرة الكافية من أجل استبدال كافة القيم الموجودة لدى المجتمع.
كما تلعب الصور النمطية المتكونة لدى الأفراد والمجتمعات عن المجتمعات الأخرى دور كبير في حذف بعض الأخلاقيات التي تراها منافية مع ما هو متعود عليه، بحيث يكون ذلك متعلق أيضاً بالصورة الذهنية للموضوعات المطروحة على الساحة الإعلامية، بحيث تسعى المؤسسات أو المنظمات الإعلامية إلى غرس كافة القيم الأخلاقية، بحيث يكون ذلك من خلال المساهمة والإصلاح بحيث يكون ذلك بطريقة غير مبالغ فيها.
وعليه فإنَّ عملية الضغط على غرس القيم الأخلاقية والتي لا تناسب مجتمع بينما هي متناسقة مع مجتمع آخر؛ بحيث يرجع السبب وراء ذلك هو أنَّ عملية الضغط تولد آثار تسعى إلى تدمير القيم الأخلاقية الأخرى لدى المجتمعات الإعلامية، بالإضافة إلى الوسائل الإعلامية التي تركز على الفئات الشبابية والتي بدورها تسعى إلى رفع مستويات القيم الأخلاقية للأجيال القادمة.
ومن أهم القيم الأخلاقية التي يتم تسليط الضوء عليها من قبل المؤسسات الإعلامية هي الجريمة، العنف، الانتحار وقضايا الطلاق؛ وذلك من أجل ارتباطها في العقود الأخيرة في الوسائل الإعلامية وكثرة حوادثها وتناولها، كما تعتبر ظاهرة التقليد الأعمى من أكثر الظواهر التي أثرت بشكل كبير على عادات، قيم وأخلاق المجتمعات.