مفهوم الاحتكار في الصحافة الليبرالية:
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ تطور الصحافة ساهم في ظهور ما يسمى بالاحتكار في الصحافة، حيث كان هذا التطور متمثل في الأنظمة الرأسمالية، بحيث كان لها تأثير على التكتل في الأموال والتي بدورها تساهم في التوسع في الإنتاجات الضخمة، مع أهمية إنتاجها ضمن التكاليف المنخفضة.
وعليه فإنَّ ظاهرة الاحتكار ساهمت في تجنب كافة الخسائر المترتبة على عمليات المنافسة ما بين المؤسسات الصحفية والصحف في السوق الإعلامي؛ حيث يرجع السبب وراء ذلك إلى تأثرها بالعديد من العوامل أهمها:
- تتأثر بالثورة الصناعية والتكنولوجية بالإضافة إلى انتشار التعليم بشكل كبير، كما يكون لها أثر على القاعدة الجماهيرية الضخمة.
- عوامل متعلقة بالشكل الصحفي، حيث تسعى المؤسسات الصحفية إلى اختيار الأشكال والمضامين المناسبة في الصحيفة، وذلك من أجل تحقيقها لمجموعة من التأثيرات على الجمهور المتلقي، بالإضافة إلى زيادة بيعها وتسويقها في السوق الإعلامي.
- السمات المتعلقة بالمضمون، حيث تسعى الشركات الاحتكارية إلى السيطرة على كافة الوسائل الإعلامية في الدولة، حيث تمتلك هذه الشركات نظام رأسمالي كبير، وهو ما ساهم في توفير الفرص أمام الجمهور من أجل إدراك الحريات المترتبة على الإعلام، وذلك بشكل عام.
- عوامل متعلقة بتمركز ملكية الصحف، بحيث يكون ذلك ضمن سلسلة من الصحف، والتي بدورها ساهمت في زيادة الأعداد الصحفية، كما ساعدت على تنويع الأنماط التوزيعية للصحف، من خلال التركيز على المصادر الإخبارية المتنوعة.
- عوامل تتعلق بدمج الصحف مع الوسائل والمؤسسات الإعلامية الأخرى، حيث ظهرت ظاهرة دمج الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية، سواء كانت هذه الصحف مملوكة لأفراد أو جماعات، مع أهمية التركيز على المحتويات النوعية في المحطات الإذاعية والتلفزيونية.
- عوامل متعلقة بتداخل القطاع الصحفي مع باقي القطاعات في الدولة، حيث تعتبر هذه العوامل من أكثر العوامل تأثير على ظاهرة الاحتكار في الصحافة اللبرالية، حيث ظهرت في فترة السبعينات، كما كان ذلك في بريطانيا، حيث تعتبر من أهم الظواهر والعوامل الأكثر قلقاً بالنسبة للجمهور المستهدف؛ حيث يرجع السبب وراء ذلك هو اعتبارها على أنَّها ظواهر تهديدية تهدد الحرية الصحفية، كما تهدد الصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي من حيث التوظيف فيها.