مفهوم العمليات التحريرية:
لقد أشار الباحثين في مجال الاتصال والإعلام على ضرورة التفريق بين مفهوم التحرير الصحفي وما بين العمليات التحريرية، حيث تعتبر العمليات التحريرية عامة وشاملة لمفهوم التحرير، بينما مفهوم التحرير الصحفي فهو عبارة عن مفهوم خاص يشتمل على الخطوات التي يقوم بها المحرر من أجل إعادة صياغة المعلومات الإعلامية المقدمة.
وبالتالي فإنَّ العمليات التحريرية تحتوي على كافة العمليات الاتصالية والتي تتم ما بين مجموعة من الناس، كما ظهرت هذه العمليات من أجل التأكيد على المرحلة التي مزجت ما بين اللغة والفكر في التواصل ما بين المجتمع، سواء كان المجتمع محلي أو دولي.
وعليه فإنَّ العمليات التحريرية في المؤسسات الصحفية تسعى إلى التركيز على السلم الوظيفي في قسم التحرير، حيث يصعب عمل الطاقم التحريري فقط في صحافة الحوادث، بالإضافة إلى الأعمدة الصحفية، حيث تطورت حاجات ورغبات الجماهير المستهدفة في حصولها على البيانات والمحتويات الإعلامية، ففي البداية كانت تهتم فقط في البؤرة المحلية والأحداث الواقعة في بيئته المحيطة، أما في الوقت الحالي فإنَّ الجمهور أصبح بحاجة إلى التعرف على ما يجري في العالم من حوله.
كما يكون من الضروري التأكيد على أنَّ العمليات التحريرية تسعى إلى استقطاب أشخاص ذو كفاءة في العمل الصحفي والتحريري، كما أنه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ العمليات التحريرية لا يتم التدخل بها ولا بالأنشطة التي تقوم على تحريرها، وذلك على اعتبار أنَّ أي عملية خارجة من قسم التحرير تتسم بالصعوبة والخطورة.
وبالتالي فإنَّ العمليات التحريرية لا تشتمل فقط على التحرير، بل على التدقيق الصحفي وإعادة النظر في صحة ومصداقية المعلومات الإعلامية المتناولة، وإعادة ترتيب المعلومات وذلك من أجل إيصالها بشكل واضح ومفهوم، بالإضافة إلى أنَّها تشتمل على ضرورة تقديمها بالشكل الذي يتناسب مع الحدث المطروح، وتوافقها مع السياسية التحريرية التي تتبعها المؤسسة الصحفية ذاتها.
كما يعتمد نجاح أي عملية تحريرية على الأدوات والإمكانيات التي توفرها المؤسسات الصحفية؛ وذلك من أجل تميّزها وتفوقها في السوق الصحفي، بالإضافة إلى تحقيق المنافسة الشديدة ما بين المؤسسات الصحفية، كما تلعب الخطوات التنفيذية دور في التأثير على العمليات التحريرية وباقي الأقسام في المؤسسة الإعلامية.
