نبذة عن حرية الرأي والتعبير في العصر الحديث:
عندما قامت دول العالم العربي والغربي بوضع العديد من القوانين التي تضبط العمل الإعلامي بأسلوب يعمل في النهاية على سير العملية الإعلامية بسلام، نظرت إلى أهم الأمور التي من الممكن أن تؤثر في هذا العمل، حيث أنَّ الحرية في ممارسة الرأي والتعبير عن الأفكار والمعتقدات وما يجول في خواطر الفرد أحد الأمور التي تؤثر إمّا بالطريقة الإيجابية أو السلبية على العملية الإعلامية في أي مكان كانت.
وخلال فترة القرن التاسع عشر توسع سياق ونطاق الفكر من النواحي الأخلاقية وهذا من خلال أحد الفلاسفة الإنجليز الذي كان يعرف باسم” جون ستيورات ميل” وهذا ما بين العام ألف وثمانمائة وستة للميلاد وعام ألف وثمانمائة وثلاثة وسبعين للميلاد، والذي يعتبر أحد أكبر أعلام الفكر التجريبي، حيث أنَّه فسّر المنفعة على أنَّها التصرف بشكل أخلاق، كما ومن المفروض أن تهدف إلى الخير ذو الطابع العام بشكل دائم، إلى جانب أنَّها تعمل على تكوين قدر كبير من السعادة لأكبر فئة من الناس على وجه الأرض.
دور التطور السريع لوسائل الاتصال:
أدى التطور السريع في مجال الاتصال والإعلام أو حتى في مجال المواصلات في القرن العشرين إلى جانب شيوع الكثير من الأفكار والحركات التحريرية في شتى بقاع الأرض وما يصاحب هذا كُله من عمليات القمع والقهر كذلك التي تعرضت له دول أوروبا وهذا في ظل أوضاع النازية والفاشية على حدٍ سواء إضافة إلى الولايات التي نتجت عن كلا الحربين الأولى والثانية العالميتين وكذلك ما نتج عن أفكار الفلاسفة والعُلماء على مر العصور والأزمنة إلى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهذا في عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين للميلاد وهذا بعد حدوث ميلاد الأمم المتحدة.
حيث أنَّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نص على أنَّه لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه بحرية مطلقة، إلى جانب حرية استيفاء المعلومات أو حتى الأفكار، وكذلك تلقي تلك المعلومات ونقلها بغض النظر عن الحدود الموضوعة، حيث جاء اعتراف الأمم المتحدة بالحقوق وكذلك الحريات السابقة متوافق باعترافها بحقوق الشعوب كافة في تقرير مصيرها.
