أسس الكتابة الإعلامية:
إنَّ مع ظهور التحولات التكنولوجية الاتصالية ساهم ذلك في تطوير المجالات والأساليب بالإضافة إلى الأسس الكتابية في الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها، وهو ما ساهم في جعل المؤسسات الإعلامية على استعداد تام؛ من أجل مواجهة التحديات والعقبات التي من الممكن أن تواجه الكتابة الصحفية أو الإعلامية.
وبالتالي فإنَّه على الرغم من أنَّ كافة الفنون الصحفية المتنوعة تشترك في الخصائص الإعلامية، إلا أنَّ لكل فن صحفي أسس وقواعد معينة يجب اتباعها أثناء صياغة المواد الصحفية تجاهها، سواء كانت تقارير إخبارية أو قصص إخبارية أو قصص درامية أو نشرات أو ندوات أو تحقيقات أو صور أو إعلانات أو تعليقات، حيث يجب على الكاتب الصحفي أن يتعمق بهذه الأسس التي تمكنه من التفوق والتميّز عن غيره من الصحفيين العاملين في القطاعات الإعلامية والمؤسسات الصحفية الأخرى.
وعليه فإنَّ كافة الأسس الكتابية منبثقة عن التعمق في المجالات الصحفية المختلفة، حيث ساهمت في ظهور مجموعة من الأهداف، والتي بدورها تؤكد على الأساليب التحريرية المتعددة، بالإضافة إلى تحمل الوسائل الإعلامية المسؤولية الكاملة تجاه الأخطاء التي قد يقع فيها الصحفي أثناء الكتابة الصحفية.
كما تعتبر اللغة الإعلامية جوهر العملية الإعلامية بكافة مراحلها، ولكنها في ذات الوقت لا تكون شرط أساسي في الكتابة، وذلك على اعتبار أنَّ المواهب الصحفية التي يمتلكها الصحفي شرط لا يمكن الاستغناء عنه أثناء الكتابة للوسائل الإعلامية.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الأسس الكتابية للوسائل الإعلامية تسعى إلى التركيز على كافة الظواهر الاجتماعية والتي تساهم في تكوين الرأي العام، وذلك على اعتبار أنَّه من العناصر الهامة والمؤثرة في الجمهور المتلقي، كما تعتبر أساليب الكتابة الإعلامية ذات تذوق جمالي، يظهر في كافة المراحل الإعلامية، سواء كان ذلك في الكتابة الأدبية أو في مراحل التحرير أو في مراحل كتابة الفنون الصحفية.
ولا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الكتابة الإعلامية يتشعب منها مجموعة من الاشكال الكتابية، سواء كانت كتابة صحفية إبداعية أو كتابة صحفية تعبيرية، وعلى الرغم من تشابك هذه الأشكال إلا أنَّ لكل منها سلم تحريري مختلف، بالإضافة إلى أنهما لا يتفقان من حيث المعنى، الخبرات، القيم، المبادئ بالإضافة إلى الثقافات المجتمعية.
كما أنه لا بُدَّ من استعمال التغييرات والإضافات التي من الممكن أن يستخدمها الكاتب الإعلامي، بحيث يكون ملتزم بشكل أساسي بالموضوعية، مع أهمية التركيز على إظهار الأفعال التي تتجسد وتحافظ على الكيان المجتمعي.
بحيث يتم استخدام معالجة إخبارية معينة؛ وذلك أثناء الكتابة الإعلامية حسب الفن الصحفي المقدم، على أن لا تتطابق مع المواد الصحفية، سواء فيما يتعلق بالملابسات أو الأفكار العامة، كما أكدت النظريات الإعلامية المتعددة على أنَّ هنالك علاقة وثيقة ما بين أسس الكتابة الإعلامية وما بين الحرية الإعلامية، بحيث يقصد بها الحرية التي تمتلكها شتى وسائل الاتصال، مع أهمية ارتباطها بما يسمى بالمصداقية وقول الحق بالإضافة إلى الابتعاد عن التهويل غير المبرر في القصص الإخبارية.
وعليه فإنَّ نظرية الغرس الثقافي ركزت على مجموعة من المعايير التي بدورها تساهم في تحديد القناعات وردود الأفعال، المتعلقة بالشائعات، كما تسعى من خلال الكتابة الإعلامية إلى القضاء عليها، والترويج للأساليب الإعلامية المضادة على أن تحقق المصالح الجماهيرية العامة.
كما سعت الوكالات الإخبارية إلى استعمال الخطابات الإعلامية التي تؤكد على العلاقات التي تربط الكلام الناتج عن الشخصيات المتحدثة وما بين المعارف الإعلامية المختلفة، كما سعت إلى نقل المضامين الصحفية؛ وذلك من أجل تحديد ومعالجة الجدال المنطقي الحاصل ما بين الجمهور المستهدف وما بين الكاتب الإعلامي.
وبالتالي فإنَّ الكتابة الإعلامية تتميّز بطبيعة جنسها الإعلامي، والتي تتبع للبرامج التدريبية والتطبيقية الصحفية، بحيث تم اعتمادها فيما بعد في المعاهد والجامعات؛ وذلك من أجل وضع قائمة محددة تشتمل على الرموز المشتركة المتعلقة بالسمات العامة للوسائل الإعلامية.
وبالتالي فإنَّ الكتابة في المؤسسات الصحفية لها جنس مختلف عن الكتابة للوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة، بحيث تكون الفئة الإعلامية المحددة للوسائل الإعلامية ترتكز على ترجمة النصوص الإعلامية بالمقام الأول، كما تكون مرتبطة بالمهارات والقدرات التي يشتمل عليها المحرر الصحفي، كما تعتمد على جودة التأليف الصحفية، والتي بدورها تساهم في الكشف عن الإمكانيات الصحفية التي تسعى إلى التفريق ما بين المراسلين الصحفيين.