العلاقة بين الحديث الصحفي والفنون الصحفية الأخرى:
يعتبر فن الحديث الصحفي من أجل الفنون التحريرية والتي يتم استعمالها في المؤسسات الإعلامية بكافة أشكالها، حيث يختلف بشكل كبير عن باقي الفنون الصحفية الأخرى، كما أشار الدارسين في الإعلام والاتصال على أنَّه توجد علاقة واضحة ما بين فن الحديث الصحفي وما بين الفنون الصحفية الأخرى، حيث يعتبر الحديث الصحفي من أكثر الفنون الداعمة للفنون الأخرى.
وبالتالي فلقد أكد أساتذة الصحافة على أنَّه توجد العديد من الفنون التي تتستر تحت عباءة الحديث الصحفي، وذلك على اعتبار أنَّ الحديث الصحفي يجمع كافة الأقوال التابعة للمصادر المعلوماتية، كما يشتمل الحديث الصحفي على التغطية الإعلامية للأحداث العامة بالإضافة إلى المحاضرات، الاجتماعات، المؤتمرات الصحفية وغيرها.
وعليه فإنَّ الخبر الصحفي يعتمد على الأفكار المنبثقة عن الحديث الصحفي، بحيث لا يمتلك المحرر الحرية في اختيار الموضوعات الإخبارية في الحديث الصحفي، كما يعتمد الحديث الصحفي على الأفكار التي يتم نشرها في الأخبار سواء كان في الإذاعة او الصحف أو في التلفاز، بحيث تصبح هنا العلاقة تكاملية.
يقوم التحقيق الصحفي باستيعاب كافة الموضوعات التي يشتمل عليها الحديث الصحفي، سواء كانت عبارة عن تصريحات أو أقوال أو غيرها، كما يستوعب الحديث الصحفي الموضوعات في داخله، فإنَّ جميع المعلومات الإعلامية التي يحصل عليها يستمدها من التحقيقات الصحفية وذلك على اعتبار أنَّ التحقيق الصحفي بمثابة مصدر مستقل.
كما لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ ظهور الحديث الصحفي كان مرتبط بشكل رئيسي بالخبر الصحفي، حيث جاء من أجل أن يقوم بتكملة التفاصيل والتفسيرات الإخبارية للجمهور الإعلامي، وذلك على اعتبار أنَّ الحديث الصحفي أنطلق من أحضان فن الخبر الصحفي، بحيث يعتمد الحديث الصحفي على الأقوال الصادرة على لسان شخصية مؤثرة أو شخصية خبرية بحد ذاتها، وغيرها.
وعليه فإنَّ الحديث الصحفي يشترك مع باقي الفنون الصحفية في أنَّه لا يعتمد على مصدر معلوماتي واحد، وإنَّما قد يشتمل على العديد من المتحدثين والمصادر التي تؤثر بشكل كبير على سير العملية التحريرية ونشر الأخبار، كما تعتبر العلاقة ما بين الحديث الصحفي والفنون الأخرى علاقة تبادلية بحيث تعتمد على الاستيعاب المتبادل والاستفادة المتبادلة.