العوامل التي ساهمت في تطوير المقال الصحفي:
- المنافسة الشديدة ما بين الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها، بحيث تعرضت الصحف التقليدية الورقية إلى منافسة قوية أمام الصحف الإلكترونية، حيث أثّر ذلك بشكل سلبي على التغطيات الإخبارية والتي أصبحت غير معتمدة من قبل الجمهور الإعلامي، وذلك على اعتبار أنَّ الجمهور أصبح يركز بشكل كبير على التغطيات الإخبارية الإلكترونية.
وبالتالي فإنَّ الفارق الكبير بين التغطيات الإخبارية يكمن في سرعة الوسائل الإلكترونية في تغطية الأحداث بشكل موضوعي، بحيث يكون ذلك فقط في الوسائل الإعلامية الإلكترونية والتي تخطّت الحدود الزمانية والجغرافية ووصولها إلى كم كبير من الناس.
- ظهور العديد من المؤسسات التي تعتمد بشكل كبير على المعلومات والتي تكون مستحدثة ومتطورة في ذات الوقت، مثل اعتماد البنوك بالإضافة إلى الشركات المتخصصة بشبكات المعلومات، بالإضافة إلى حاجتها لمثل هذه المقالات الصحفية والتي تؤثر بشكل كبير على سير العلميات الربحية فيها.
وعليه فإنَّ شبكات المعلومات تركز على الكم العظيم من المعلومات التي تتسم بالتنظيم والشمولية، بالإضافة إلى الدقة في تفاصيلها، بحيث تكون عبارة عن مؤشر يؤكد على قيام المؤسسات التي تهدف إلى الربح من تطوير نفسها.
كما أصبح بإمكان من مثل هذه المؤسسات بإمداد كافة العاملين في القطاعات الإعلامية وبالأخص المحررين بالمعلومات المتخصصة في أماكن تواجدهم دون أن ينتقلوا من موقع إلى آخر، حيث ساهم ذلك في دمج وسائل الإعلام بالكمبيوتر والإنترنت بالإضافة إلى الهاتف، حيث يعتبر هذا التزاوج من أهم مظاهر تطوير المقالات الصحفية في المؤسسات الإعلامية.
- لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ المقالات الصحفية المطروحة في الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها، تسعى إلى إيجاد مجموعة من الطرق والأساليب التي يتم من خلالها تخطي الحواجز المعلوماتية، كما تسعى إلى توفير الوقت والجهد المبذول في البحث في المصادر المكتبية عن أهم المعلومات التي يحتاجها المقال الصحفي.
حيث ساهم ذلك في رغبة المؤسسات الصحفية في تطوير المقالات الصحفية التي ترغب بنشرها، كما تعتبر المؤسسات الصحفية المحلية أكثر المؤسسات التي استفادت من عوامل ظهور أشكال الملكية الصحفية، بحيث أصبحت تتنافس مع المؤسسات الصحفية العالمية في السوق الصحفي، وذلك من خلال الاعتماد على الوسائل التي تزيد من نسب التوزيع للصحف المحلية.
- أما فيما يتعلق بالصحف الدولية، حيث تعتبر من أهم العوامل التي ساهمت في تطوير المقالات الصحفية في المؤسسات الإعلامية، حيث استغلت كافة الفرص التي يتم من خلالها توسيع مجالات النشر الصحفية، كما سعت إلى توصيل كافة الصحف إلى خارج الحدود الوطنية، وذلك عن طريق التطورات الحاصلة في عالم التكنولوجيا والاتصالات.
وبالتالي فلقد سلكت الصحف الدولية طرق استخدام جهاز الفاكسيميلي بالإضافة إلى الأقمار الصناعية؛ وذلك من أجل إرسال كافة صفحات الصحيفة إلى الجمهور الإعلامي في العديد من الدول، بحيث تكون حصرية أي من موقع الجريدة للجمهور مباشرة، على أن تتم عملية التوزيع فور صدورها في البلد المنشأ، حيث أصبح للصحف الدولية في وقتنا الحاضر أكثر من فرع حول العالم.
- ازدياد الأنشطة التي تتم على ترجمة الأخبار، وهو ما ساهم في تطوير المقالات الصحفية، ومن ثمَّ العمل على ترجمتها من خلال مجموعة من الأخصائيين في مجال ترجمة الأخبار، فليس القصد بها ترجمة الأخبار العربية إلى إنجليزية، بل ترجمتها حسب بلد التوزيع، لذا سعت المؤسسات الإعلامية إلى إنشاء قطاع إعلامي متخصص في ترجمة الأخبار من لغة المنشأ إلى اللغة الأجنبية.
- ظهور التخصصات في الأخبار، وميل القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية بالإضافة إلى المؤسسات الصحفية إلى التخصص في نشرها للموضوعات الإخبارية، كما سعى أيضاً البعض إلى التخصص في الجمهور المحدد، حيث ساهم التخصص في المقالات الصحفية أيضاً إلى زيادة الإنتاج الإعلامي، الإخباري والإنتاج الفكري، حيث ساهم ذلك في تغطية كافة الاحتياجات والاتجاهات الجماهيرية.
- طغيان النزعة العلمية، تعتبر ثاني أهم العوامل التي ساهمت في تطوير المقال الصحفي؛ حيث ظهرت بسبب عدم قدرة المقالات الذاتية على استقطاب الجماهير ولفت انتباههم، وهو ما ساهم في جعل العاملين في القطاع الصحفي يرغبون في تجديد الموضوعات الإخبارية من خلال استخدام القوالب المسلية وبشكل طريف، وذلك من أجل استخدام طابع التمحيص والدرس، وذلك بدل من استخدام طابع الحر الطليق والتعبير الذاتي.
- اتساع المجالات الموضوعية، حيث أصبح ليس بإمكان المقالات الصحفية استيعاب الموضوعات؛ بحيث يرجع السبب وراء ذلك هو تغيير الاحتياجات السلوكية والمعرفية للجمهور القارئ، بالإضافة إلى تباين اهتماماتهم.
