لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الإثارة المستخدمة في المؤسسات الصحفية تركز على ضرورة انتقاء مجموعة من الدوافع أو المرتكزات التي تكون إما عامة أو متخصصة، بحيث يتم بواسطتها اختيار البدائل الإعلامية المساعدة على تيسير عملية الإثارة في القضايا الإخبارية.
دوافع الإثارة في الصحف
الدوافع المهنية
حيث يقصد بها الدوافع التي تركز على كيفية زيادة نسبة التوزيع في داخل التيارات المرتبطة بالإثارة الصحفية، وما هي أسس زيادة الرغبة في التوزيع؟، على اعتبارها من الأهداف أو الوظائف الصحفية ذات العلاقة بين الفلسفة العامة أو السياسة التحريرية التي تحكم المؤسسات الصحفية، وهو ما يساعدها على الوصول إلى قاعدة جماهيرية كبيرة يتم بواسطتها تحقيق أكبر قدر ممكن من التجاوب مع الرغبات والاحتياجات الجماهيرية المتنوعة.
بالإضافة إلى إنشاء بيئة تساعد على تحقيق المنافسة ما بين المؤسسات الصحفية التي تعتمد على الإثارة، على أن يكون ذلك من خلال مجموعة من الآليات أو الأدوات التي تكون تجارية وقادرة على تحقيق مساحة كبيرة من التنافس ما بين الصحف، مع أهمية التعرف على الأخطاء المثيرة والتي لا بُدَّ من معالجتها من خلال التطرق للأنماط الصحفية والتعامل معها من كافة الجوانب التحريرية والفنية.
الدوافع السياسية
حيث يقصد بها الدوافع التي تركز على ضرورة قيام المؤسسات الصحفية بتحديد السلطة السياسية التي يتم بواسطتها إنشاء فرص أمام المؤسسات الصحفية؛ من أجل إنشاء مكانة مهمة لكافة القضايا التي تغلب عليها الطابع السياسي والصحفي، مع أهمية أن يكون هنالك علاقة ما بين المساحات التي تكون مرتبطة إما بالتبعية السياسية أو بالاستقلالية الصحفية والعمل على تحقيقها بطريقة كبيرة.
كما تشير الدوافع السياسية إلى كيفية الدفاع عن السلطات السياسية وخاصة عند دعمها لبعض القضايا التي تكون ذات رموز مشوهه بالنسبة للجمهور المستهدف، على أن يتم التطرق للقضية الإخبارية التي ترد الهجوم عن كافة الأحزاب المعارضة أو الفئات أو الجهات المعارضة للسلطة الحاكمة، بالإضافة إلى أنَّ الدوافع السياسية تعتبر من الأنماط التي لا تساهم في توفير الفرص أمام زيادة التوزيع الصحفي، بحيث تكون محدودة وفي نفس الوقت مدفوعة للسلطة الحاكمة.
الدوافع المجتمعية
حيث يقصد بها الدوافع التي تساعد على المزج ما بين الدوافع الثقافية والاجتماعية، على اعتبار أنَّ الصحف المثيرة تسعى إلى إنشاء أوجه اختلاف ومفارقات بين كافة الأفكار الإعلامية أو الصحفية، على أن يتم عرضها للجمهور القارئ بطريقة تساعد على تحطيم كافة الثوابت سواء كانت ثقافية أو دينية أو اجتماعية مثيرة.
مع أهمية التعرف على كيفية انتقاء الثوابت التي تعتبر بمثابة وسيلة تساعد على توفير أكبر قدر ممكن من الحرية والديموقراطية في المجتمعات العالمية المتنوعة وهو ما يساعد على رقيها وتطورها.
مرتكزات الإثارة الصحفية
المرتكز الأول
حيث يقصد به قيام المؤسسات الصحفية في تحديد المعايير المساعدة على توصيف كافة الحالات أو السلوكيات أو الممارسات الصحفية التي تكون منبثقة من المنظمات الأخلاقية أو التشريعات الصحفية أو الأعراف المهنية، على اعتبارها بمثابة أطر إعلامية تساعد على تطوير الممارسات الصحفية؛ من أجل الارتقاء بالمؤسسة الصحفية من كافة النواحي الديمقراطية أو الأخلاقية أو المهنية، كما تعتبر مرتكزات الإثارة الصحفية بمثابة منظومة قيم تساعد على التحكم في الممارسات الإعلامية والصحفية.
المرتكز الثاني
حيث ويقصد به قدرة المؤسسة الصحفية في التأكيد على كافة المجتمعات الإعلامية النوعية أو المتخصصة والتي يتم بواسطتها تحقيق القبول لكافة الأطر الطباعية والتي تكون ذات ممارسات صحفية متنوعة، على اعتبارها بمثابة منظور يوازي المحتويات الثقافية والأخلاقية والدينية المتنوعة، كما يتم في هذا المرتكز تعريف المجتمعات الإعلامية بالثوابت المجتمعية وكيفية الاستجابة لها أو تجاهلها أو التغاضي عنها.
المرتكز الثالث
حيث يقصد به المرتكز الذي يساعد على تحقيق حرية كبيرة في التعبير عن الآراء تجاه بعض القضايا المطروحة في الميادين الإعلامية المختلفة، بحيث تعتبر بمثابة أداة يتم بواسطتها النهوض والتطور بالمجتمعات الإعلامية، على اعتبارها ذات مجتمعات حرة أو موضوعية أو تستند على المصداقية في مشاركة الجمهور الإعلامي في صناعة القرارات الإعلامية، وكيفية مراقبته لكافة الحقوق المتعلقة بالمواطن وكيفية غرز الإثارة في العديد من القيم الأخلاقية والتصدي لعدم انتهاكها.
كما يركز أيضاً على كيفية تقديم المواثيق الصحفية ذات المعايير المختلفة؛ وذلك من أجل الوصول إلى كافة العمليات أو الأنشطة الصفية ذات النمو والتطور الإيجابي والتعامل معها بحذر ودقة.