تعتبر الإذاعة النوعية من أقسام الإذاعة التي تسعى إلى البث بشكل مستمر ودوري لكافة المعلومات الإعلامية المذاعة، بحيث يتم من خلالها تحقيق مجموعة من الأهداف الفرعية والأساسية النوعية والسليمة تجاه المجتمع.
مفهوم الإذاعة النوعية
تعتبر مفهوم الإذاعة النوعية من المجالات الإذاعية التي ظهرت؛ من أجل تخصيص بعض المعلومات والبيانات والمحتويات الإذاعية النوعية والموجهة لشريحة مجتمعية معينة، فقد تكون إما برامج دينية أو برامج موجهة للأطفال أو برامج صحية، برامج تعليمية وبرامج موجه للمرأة وغيرها.
كما لا تقتصر الإذاعة النوعية فقط على المحتويات بل هنالك بعض المحطات الإذاعية تكون نوعية بحيث تخصص فقط؛ من أجل تناول موضوع واحد على مدار الدورة الإذاعية أو البرمجية فهنالك محطات متخصصة في تقديم القرآن الكريم أو في تقديم الأخبار فقط، تقديم الموضوعات الرياضية، الموضوعات الثقافية، الاقتصادية، الشبابية، بالإضافة محطات نوعية تناقش السيرة النبوية.
وظائف الإذاعة النوعية
تلعب الإذاعة النوعية دور كبير في حياة الجمهور المستمع، بحيث تعتبر من الأهداف الرئيسية للمحطة الإذاعية، والتي يتم عن طريقها تقديم ما يناسب الجمهور المستهدف، وذلك على اعتبار أنها بمثابة وسيلة مريحة وهادئة، ومن أهم الوظائف التي تقدمها الإذاعة النوعية:
- تقوم الإذاعة النوعية بتنظيم يومي يتم خلاله تقديم الإيقاعات الغنائية المرافقة للأنشطة الإذاعية اليومية، وذلك من باستعمال الأساليب التي تساهم في جعل المستهلك يبتعد عن الروتينية في حياته اليومية، كما قد تلعب دور في تشكيل المزاج للجمهور المستهدف، وذلك من خلال التأكيد على السمات والخصائص السيكولوجية الخاصة به.
- تقوم الإذاعة النوعية بوظيفة الصداقة والمرافقة حيث تلعب دور من خلال معداتها وبرامجها وقوالبها الفنية في التقليل من التوتر والذي يحصل؛ بسبب شعور الجمهور المستهدف العزلة أو الانفراد.
- تقوم الإذاعة النوعية بالوظيفة الاجتماعية، وذلك من خلال توفير الفرص أمام الجمهور المستهلك في المشاركة في تشكيل نوعية الموضوعات أو النصوص الإذاعية التي سيتم تقديمها على أن تحتوي على اهتمام كبير من قبل قاعدة من المشتركين أو المساهمين في الاستماع إلى المحطة الإذاعية، بحيث تلعب الوظائف الاجتماعية دور في اشراك الجمهور المستمع في تقديم الأخبار أو الأفكار الإبداعية التي من الممكن تناولها ضمن القوالب الفنية الإذاعية على أن تساعد على دعم التفاعلات الاجتماعية للجمهور.
- تقوم الإذاعة النوعية بوظيفة تدعيم المشاركة السياسية والشعبية حيال بعض المحتويات؛ وذلك من أجل حشد الطاقات التنموية المتواصلة.
- تسعة الإذاعة النوعية إلى دعم البرامج القومية والخطط التي تساهم في متابعة المشروعات القومية عبر المحطات الإذاعية وعلى الأغلب يتم تناولها في البرامج الحوارية الاقتصادية.
- تسعى الإذاعة النوعية إلى التأكيد على بعض الثوابت السياسية والتي بدورها تساهم في الارتقاء في المكانة الحضارية العربية والأجنبية ما بين الدول.
- تركز الإذاعة النوعية إلى مواكبة التكنولوجيا السريعة للوسائل الاتصالية، وذلك من خلال متابعة التطورات الحاصلة في عصر الأقمار الصناعية، على أن يتم من خلال تدعيم الرسائل الإذاعية المؤثرة على البيئة المحيطة بالمؤسسة الإذاعية.
- تسعى الإذاعة إلى الاهتمام بالتغذية الراجعة والتي يمكن الحصول عليها من قبل الوسائل أو الدراسات أو الأبحاث.
وبالتالي لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الإذاعة النوعية ساهمت في تحقيق مجموعة من الخدمات الإعلامية التي تستند إلى فلسفة إدارية تابعة للفلسفة الاستراتيجية الإعلامية التي تعتمدها وزارة الإعلام في كل دولة، بحيث يتم من خلال الإذاعة النوعية توفير الفرص أمام المواطنين أو الأفراد للاستفادة من الوسائل الإعلامية الثقافية والبرامج التي تقدمها المحطة الإذاعية، كما تسعى إلى بناء شخصية الجمهور المستهدف، وذلك من خلال الاهتمام بالعادات والتقاليد وتاريخ الجمهور وموروثاته الثقافية، على أن يتم تقديم المحتويات التي تتناسب معه دون أن يكون هنالك اعتراض تجاه التأثيرات الإعلامية.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الإذاعة النوعية ساهمت في مواكبة كافة الممارسات التعبيرية والديمقراطية التي توفر بيئة اجتماعية وديموقراطية يتم من خلالها احترام الرأي والرأي الآخر، على أن تحقق المصلحة العامة المحددة وليست المصالح الشخصية، كما تهتم الإذاعة النوعية في القطاعات العريضة التي تسعى إلى استقطاب الشرائح المجتمعية المختلفة للطفل، الأسرة، الشباب والمرأة، بحيث تسعى أيضاً الإذاعة النوعية إلى تبني القضايا الوطنية والمشكلات المختلفة التي يتم من خلالها زيادة الإنتاج الإذاعي ومواكبة الإصلاحات الاقتصادية المتعددة، على أن يتم المحافظة على البيئة الاجتماعية وموروثاتها الاجتماعية.