أساليب تشكيل الحلي النوبية

اقرأ في هذا المقال


إنَّ إنتاج الحلي الشعبية النوبية يقوم أساساً على أساليبٍ تقليديةٍ، وهذه الأساليب قد ترجع إلى عصورٍ قديمةٍ فهي تُشابه الطرق والأساليب التي اتبعت في تشكيل وصياغة الحلي المصرية القديمة.

الأساليب المصرية القديمة:

لقد أستطاع الصيّاغ المصريين بما كان متاحاً لهم من أدواتٍ وعددٍ بدائيةٍ أن يستخدموا الأساليب التقنية في أبسط صورها، فكانت المواقد عبارةً عن وعاء من الخزف أو الفخار مرفوع على قاعدةٍ ومملوءٍ بالفحم النباتي المتقد، وكان المنفاخ (البوري) عبارةً عن قصبة تغطى فوهتها بطبقةٍ من الطين الذي يجب أن يتجدد ويتغير كل مدةٍ، فمن المدهش أن يبلغ مثل هذا المستوى التقني بمثل هذه الأدوات البدائية، فلقد اعتمدت المستويات التي وصلوا إليها في إتقان الأساليب المختلفة لصياغة الحلي أساساً على المهارات اليدوية وخصائص الخامات والوقت اللازم لإتمام العمل أكثر من اعتمادها على دقة وكفاءة أدواتهم وعددهم.

اللحام وأصوله التاريخية:

كان يُستخدم اللحام في أساليب صياغة الحلي الذهبية والفضية قديماً وحديثاً وقد كان يُعرف باسم اللحام الناشف أو لحام المونة، واللحام هو تعبير يشمل وصل المعادن بواسطة الحرارة، ويُعتبر لحام المونة من أهم أنواع اللحام في الصناعة وهو عبارة عن جمع قطعتين من المعدن في قطعةٍ واحدةٍ بواسطة صهر المعدن أو سبيكة غير حديدية وجعلها تجري بينهما في مكان الوصلة وتتسابك مع سطحهما.

أهم المعادن المستخدمة للحشو في لحام المونة:

السبائك النحاسية، سبائك الفضة، سبائك الألمنيوم، سبائك المونة الذهبية، والسبائك التي ابتكرت حديثاً مثل: سبيكة النيكل والكروم التي تُستعمل في لحام عدد كبير من السبائك الحديدية واللاحديدية.

لحام الذهب والكادميوم:

لقد كان هذا اللحام متبعاً في لحام الحلي النوبية ومصوغاتها وتتلخص طريقته في استعمال عنصر الكادميوم بإضافته إلى الذهب المراد عمله، فكان يقوم الصائغ النوبي بوضع جزء من معدن الكادميوم داخل لفافةٍ من رقائق الذهب (ويُستحسن أن تكون من عيار أعلى قليلاً بعدة أسهم من عيار ذهب الحلية التي يُراد لحامها)، ومن ثم يصهرهما معاً ويأخذ السبيكة ويُدرفلها أو يطرقها إلى شريحة ذات سمك رقيق، فيأخذ منها ما يحتاج إليه وهكذا يكون قد قام بتحضير معدن الحشو الذهبي.

والكادميوم هو فلز أبيض مائل قليلاً إلى الرمادي، درجة انصهاره = 230° ودرجة غليانه = 785°، وهو فلز سهّل كثيراً عملية لحام المصوغات الذهبية والفضية وغيرها من ميادين لحام المونة المستخدمة في الصناعة.

أسلوبا الدفع من الخلف والسنبكة:

لقد استخدم الصائغ المصري القديم أُسلوبي الدفع من الخلف وكذلك السنبكة أي التشكيل من الأمام بالأقلام والسنابك، وساعد على ذلك أنّ الذهب من العيارات العالية يتميز بلدونة كافية بحيث يمكن تشكيله بعدد وأدوات مصنوعة من العظم أو حتى من الخشب المتين، وهذه الأدوات استخدمت بصلاحية تامة للتشكيل بالدفع من الخلف وكذلك السنبكة، ويمكن أيضاً عمل الخطوط الخارجية وخطوط التفاصيل الداخلية عن طريق ضغطها على سطح المعدن المُثبت على السائد بوساطة أدوات أو عدد وأقلام من البرونز أو العظم بطريقة الدفع من الخلف.

التشكيل بالبازر بوساطة القوالب:

تتم هذه العملية بعد معالجة الحلية حرارياً بالتخمير وتنظيفها بواسطة أقلام وسنابك من الصلب السبائكي مشكلاً أطرافها بشكل الوحدة الزخرفية الغائرة مثل الهلال والنجمة والفلق، التي يطرق بها عمودياً على سطح قطعة القالب فبغور طرف القلم أو السنبك في سطح قطعة القالب مكوناً الشكل المطلوب، أما الخطوط التي تُكّون الإطار فيمكن حفرها بأقلام حفر، وقد أُستخدمت هذه الطريقة في تشكيل وزخرفة أقراط الزمام أو العكش، كما وتُشّكل كلمات (ما شاء الله وفرج الله) المستخدمة في القلائد بهذه الطريقة وهي طريقة ليست حديثة بل مورست منذ آلاف السنين عندما أراد الصائغ المصري القديم إنتاج عدد كبير من الأشكال التقليدية البسيطة كالوريدات أو الوحدات الصغيرة التي تنظم لعمل القلادات والأحزمة.

طريقة صنع السلاسل النوبية:

السلاسل العامود أو ذات الحلقات المثنية هي سلاسل مُستخدمة في كثير من الحلي النوبية وبخاصة الفضية منها، وهذا الطراز كان معروفاً في العصور القديمة في مصر، كما واستخدم هذا الأسلوب أيضاً في صنع سلاسل من العصر الإغريقي وهي من الطراز المفرد.

طريقة صناعة السلسلة:

  • يسحب السلك إلى مقطع مستدير حسب المقاس المطلوب.
  • يُشكل السلك إلى حلقات (زرد) ذات قطر يكفي لثنيها وذلك بلف السلك على سمبك مستدير المقطع بالمقاس المطلوب.
  • تُقص لفات السلك إلى حلقات ثم تُلحم كل حلقة بمفردها حتى تتكون لدينا العديد من الحلقات الملحومة حسب طول السلسلة.
  • يُضغط على جانبي كل حلقة حتى تصبح الحلقة مستطيلة.
  • تُلف الحلقة الأولى التي ضغطت حتى تُصبح مستطيلة.
  • تُدخل حلقة مضغوطة في طرفي الحلقة المثنية وتثنى ثم نستمر في إدخال الحلقات المضغوطة حلقةً وراء الأخرى حتى نصل للطول المطلوب.

المصدر: فن صناعة الحلي والإكسسوارات النسائية. تأليف: ساندي أليسون.فن صياغة الحلي الشعبية النوبية. تأليف: د. علي زين العابدين.علوم الذهب صياغة المجوهرات. تأليف: محمد حسين جودي.صياغة الذهب. تأليف: حسن راضي أبو رقيبة.


شارك المقالة: