المخاطر المهنية المرتبطة بالتغير المناخي

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول المخاطر المهنية المرتبطة بالتغيّر المناخي:

تنشر المنظمات اليوم نتائج تقييم خبرائها حول المخاطر التي يسببها تغير المناخ على صحة العمال، حيث اعتمد تقييم الخبراء نهجاً موجهاً نحو المستقبل الذي يتطلع إلى منتصف القرن الحادي والعشرين، وسعى إلى توصيف التفاعلات بين المناخ والبيئة والصحة المهنية من أجل تحديد المخاطر المهنية التي يحتمل أن يزيدها تغير المناخ.

كما وسلط الضوء على حقيقة أن جميع المخاطر المهنية ستتأثر بالتغيرات التي تطرأ على المناخ والبيئة، وذلك باستثناء تلك المرتبطة بالضوضاء والإشعاع الاصطناعي؛ حيث أن الأسباب الرئيسية هي ارتفاع درجات الحرارة وتغيير البيئة البيولوجية والكيميائية والتغير في تواتر وشدة بعض المخاطر المناخية.

كما توصي هذه المنظمات العالمية بتعزيز العمل في العالم، وذلك لتعزيز الوعي بالآثار الصحية لتغير المناخ، لا سيما من خلال استخدام المعلومات والتدريب؛ كما وتوصي الوكالة بشكل خاص بتشجيع جميع الأطراف المعنية على البدء الفوري في دمج تأثيرات تغير المناخ التي يمكن إدراكها بالفعل أو التي يمكن توقعها، وذلك في نهج تقييم المخاطر المهنية من أجل نشر التدابير الوقائية المناسبة.

لا شك بأن تغير المناخ حقيقة يوجد إجماع واسع عليها في المجتمع العلمي، وذلك بسبب القصور الذاتي للنظام المناخي، حيث ستستمر التغييرات في المناخ المتعلقة بالأنشطة البشرية لسنوات عديدة، وذلك بغض النظر عن أي تدابير يتم اتخاذها اليوم، وبالتالي؛ فإن مكافحة تغير المناخ الذي يعد جزءاً من تغير بيئي عالمي، يعد أمراً ضرورياً للحد من حجمه.

كما تمت دراسة العلاقات بين تغير المناخ والصحة لعدة سنوات حتى الآن؛ وفي تقرير نُشر في عام 2016م  على سبيل المثال، ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الآثار الصحية لتغير المناخ يمكن بالفعل تقديرها من حيث عدد الوفيات وسنوات العمر المفقودة، كما وستؤثر على جميع الفئات السكانية.

وفي عام 2011م، وضعت فرنسا خطة وطنية مشتركة بين القطاعات وبين الوزارات للتكيف مع خطة العمل لتغير المناخ (PNACC) تجمع التوصيات لفترة خمس سنوات؛ وفي هذا الإطار، تلقت (ANSES) طلباً رسمياً من المديرية العامة للصحة والمديرية العامة للعمل.

أسباب زيادة المخاطر المهنية بسبب التغيّر المناخي:

تتيح المعرفة في علم المناخ الآن وضع توقعات دقيقة حول المناخ في المستقبل؛ ومن ناحية أخرى، لا تزال الآليات التي من خلالها ستؤثر على التغيرات في المناخ أو البيئة في الوقت الحالي، ويمكن أن تؤثر في المستقبل على صحة الإنسان، سواء بالنسبة لعامة السكان أو للعمال، بحيث لا تزال ضعيفة التوثيق.

ومع ذلك؛ فإن تقييم الخبراء للوكالة كان قادراً على إظهار أنه باستثناء المخاطر المرتبطة بالضوضاء والإشعاع الاصطناعي؛ فإن جميع المخاطر المهنية ستتأثر بتغير المناخ والتغيرات البيئية، حيث أدى هذا التحليل إلى تصنيف التغيرات المناخية المسؤولة عن زيادة المخاطر المهنية إلى ثلاث مجموعات، وهي:

  • زيادة في درجات الحرارة.
  • تغيير في البيئة البيولوجية والكيميائية.
  • تغير في وتيرة وشدة بعض الأخطار المناخية.

التعرض للحرارة له عواقب على ظروف العمل الشاقة، كذلك المرتبطة بالتأثير المباشر على المخاطر المهنية (عدم الراحة، الجفاف، ضربات الحرارة) وتأثير غير مباشر، خاصة على المخاطر النفسية والاجتماعية بسبب حالات التوتر والمخاطر العرضية المرتبطة بضعف اليقظة والمخاطر الكيميائية المرتبطة باستنشاق المواد المتطايرة وتغير المخاطر المرتبطة بالعوامل البيولوجية (الأمراض المعدية، حبوب اللقاح).

لذلك؛ فإن التغيير العالمي سيغير النطاق المكاني لناقلات الأمراض المعدية (البعوض، القراد) أو يعزز تركيب ناقلات جديدة؛ وبالتالي تعديل المخاطر المرتبطة بالعوامل البيولوجية، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في البيئة الطبيعية أو على اتصال مع الناس والحيوانات الأخرى.

كما يمكن أن تؤدي التغييرات في تواتر وشدة بعض المخاطر المناخية (الفيضانات، الغمر، كذلك زيادة كمية الأمطار، الجفاف الصيفي أو حرائق الغابات)؛ بالإضافة إلى زيادة المخاطر خاصة العرضية والإرهاق البدني والعقلي خاصةً بالنسبة للأشخاص تقديم الاستجابة الطارئة والمساعدات للآخرين.

توصيات المنظمات العالمية فيما يخص تغيرات المناخ:

توصي (ANSES) بتعزيز العمل في عالم العمل دون تأخير من أجل:

  • تعزيز الوعي بالآثار الصحية لتغير المناخ من خلال استخدام المعلومات والتدريب.
  • تشجيع جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالصحة المهنية على البدء الفوري في دمج تأثيرات تغير المناخ التي يمكن إدراكها بالفعل، أو التي يمكن توقعها في نهج تقييم المخاطر المهنية (تحديد الأشخاص المحتمل تأثرهم والتقييم المحدد لمحطات العمل الفردية والتعرض الفعلي اعتماداً على المنطقة الجغرافية المعنية، وما إلى ذلك).
  • مواصلة الجهود التي تبذلها بالفعل بعض المنظمات المهنية لدمج الآثار الصحية لتغير المناخ في مناهج الوقاية من المخاطر (على سبيل المثال عن طريق تكييف بيئات العمل والتنظيم) باستخدام أدوات محددة سوف تحتاج إلى تطوير.

شارك المقالة: