تاريخ الخياطة اليدوية

اقرأ في هذا المقال


منذ بداية خلق الكون ووجود سيدنا آدم عليه السلام واللباس موجود ومع ازدياد البشرية أصبحت الحاجة إلى الملابس تدعو للعمل على توفيرها ولكن كانت مختلفة عما هي عليه الآن وكان اللباس يعد من ضروريات الحياة كالطعام والمسكن، حيث يتطلب الأمر السعي لتأمينها.

ويرجع فن الخياطة اليدوية إلى أكثر من 20000 سنة من الزمن وأول من عمل بها هو النبي الله إدريس عليه السلام، والخياطة هي عبارة عن عملية دمج الملابس أو الجلود أو الفر أو المواد المرنة الأخرى ببعضها البعض؛ وذلك باستخدام إبرة وخيط، حيث صنعت أول إبرة خياطة من العظام أو قرون الحيوانات وأول خيط صُنع من عصب الحيوانات من ثم استخدم شعر الحيوانات ووبرها واستخدمت أوراق الأشجار وجلود الحيوانات أقمشة ساترة.

طريقة اكتشاف إبر الخياطة اليدوية:

تم اكتشاف وظهور الإبر في قبور المصريين والبيوت الحجرية المنحوتة قديماً، كما أنّ بعض الإبر صنعت من عظم السمك والخشب والعاج وكانت سميكة وثقيلة بالمقارنة مع الإبر الموجودة هذه الأيام، وعلى الرغم من أنّ بعضها يحتوي على ثقوب إما في نهايتها أو إما في الوسط فأن العديد منها مزود بخطاف في النهاية.

وفي العصور المتقدمة الحديثة تم اكتشاف الهنود الحمر والقبائل القديمة التي كانت تستخدم العظام الرقيقة الموجودة في أجنحة الطيور كإبر لسحب الأعصاب عبر جلود الحيوانات؛ وذلك لخياطة الملابس في الفصول الباردة.

وخلال العصر البرونزي المتقدم تم العثور فيه بأنه يستعمل مواد جديدة، حيث يمكن أن نحصل على أقوى وأصغر وأدق الإبر ومع ذلك فقد تواجدت إبر كبيرة مصنوعة في اليونان تستعمل لتثبيت الفساتين الفضفاضة للنساء اليونانيات.

أما بالنسبة للرومان فقد استعملوا الإبر المصنوعة من البرونز والعاج في العصر الحديدي وﻓﻲ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ وﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أنّ ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا اﻹﺑﺮ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ وﻗﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ اﻟﺪﺑﺎﺑﯿﺲ اﻟﺼﻐﯿﺮة اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮر ﺳﻜﺎن اﻟﺒﯿﺮو اﻟﺬﯾﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي واﻟﺘﻲ اﻛﺘﺸﻔﻬﺎ الإﺳﺒﺎن.

كما يُعتقد اﻟﺼﯿﻨﯿﯿﻦ ﻫﻢ أول ﻣﻦ عثروا على ﻓﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﺑﺮة النحاسية إﻻّ أنّ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﯾﻌﺰون ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻗﺎم اﻟﺘﺠﺎر اﻟﻌﺮب بعملية تداول اﻟﺘﺠﺎرة ﻣﻊ ﺑﻼد ﺑﻌﯿﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻨﺎدرة، ﺣﯿﺚ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﺳﺘﯿﺮاد اﻟﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﺨﻠﻮط ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻘﻨﻲ ﻣﻄﻮر واﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺸﺒﻪ اﻟﻔﻮﻻذ ﻣﻦ اﻟﻬﻨﺪ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ وﺗﺸﻜﯿﻠﻪ ﻟﯿﺼﻨﻌﻮا أدوات ﻣﻌﺪﻧﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻜﻤﻠﯿﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﺑﺮ ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻨﻊ اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ وﻃﻠﯿﻄﻠﺔ، ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﯾﻨﺘﯿﻦ اﻟﻠﺘﯿﻦ ﺣﻈﯿﺘﺎ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﯿﻮف واﻟﻨﺼﺎل وﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﺑﺮ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺣﻜﺮاً ﻟﻠﻌﺮب اﻟﺬﯾﻦ ﺑﺪؤوا ﺑﺘﺠﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ في أوروﺑﺎ.

كما ثبتت عملية تصنيع اﻹﺑﺮ اﻟﺘﻲ تطورت إﻟﻰ بلاد أوروﺑﺎ وشمال آﺳﯿﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﺮب ﺳﺮاً لا أحد يعلم به ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ إﻧﻜﻠترا ﻋﺎم 1650م، ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ عملت عبى صناعة اﻹﺑﺮ بشكل يدوي وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ متعبة وتحتاج إلى وقت وجهد إلّا أﻧﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮ آﻻت ﻣﺪﻫﺸﺔ؛ وذلك ﻟﺼﻨﻊ ﻣﻼﯾﯿﻦ اﻹﺑﺮ وﺑﺪﻗﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ وﺑﻌﺪ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ أﺻﺒﺢ اﻟﻨﺎس ﯾﺮﯾﺪون ﻣﻼﺑﺲ أﻧﯿﻘﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻵﻻت وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮت ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﯾﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺗﺴﺘﺨﺪم أدق اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻔﻮﻻذ اﻟﻤﻌﺎﻟﺞ ﻛﯿﻤﯿﺎﺋﯿﺎً ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻹﻧﺘﺎج أﻓﻀﻞ اﻹﺑﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﺤﯿﺚ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﺎﻟﺼﻼﺑﺔ واﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻓﻲ آن واﺣﺪ.

تاريخ ماكينة الخياطة اليدوية:

ﻗﺎم المكتشف وتفصيل اﻟﺨﺰاﺋﻦ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰي ﺗﻮﻣﺎس ﺳﯿنت بعمل أول ﻣﺎﻛﯿﻨﺔ ﺧﯿﺎﻃﺔ كاملة بأدواتها جميعها ﻋﺎم 1790م وﻟﯿﺲ ﻣﻦ المتداول عليه إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﯿﻨﺖ ﻫﻮ الأساس ﻣﻦ ﻗﺎم بتجهيز اﻟﻨﻤﻮذج اﻷساسي ﻻﺧﺘﺮاﻋﻪ، كما أنّ اﻟﺨﯿﺎﻃﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء، وﻟﻜﻦ اﻵن ﻧﺮى وﺟﻮد دﻛﺎﻛﯿﻦ ﺧﯿﺎﻃﯿﻦ رﺟﺎل وﯾﺘﻤﺜﻞ اﺧﺘﺮاع ﺳﯿﻨﺖ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﻗﯿﺎم ﻣﺜﻘﺐ ﺑﻌﻤﻞ ﺷﻖ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺪ وإدﺧﺎل اﻹﺑﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺸﻖ إلّا أنّ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﻨﯿﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاع ﺳﯿﻨﺖ وﻧﻔﺬت وﻓﻘﺎً ﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺗﻪ ﻟم ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1804م، حيث ﺗﻢ ﺗﺴﺠﯿﻞ ﺑﺮاءة اﺧﺘﺮاع ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ بأسم ﺗﻮﻣﺎس ﺳﺘﻮن وﺟﯿﻤﺲ ﻫﯿﻨﺪرﺳﻮن ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎﻛﯿﻨﺔ ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﺨﯿﺎﻃﺔ اﻟﯿﺪوﯾﺔ.

وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺎم ﺗﻢ ﺗﺴﺠﯿﻞ ﺑﺮاءة اﺧﺘﺮاع ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻮن دوﻧﻜﺎن ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ آﻟﺔ ﺗﻄﺮﯾﺰ ﻣﺰودة ﺑﻌﺪّة إﺑﺮ إلّا أنّ ﻛﻼ اﻻﺧﺘﺮاعين ثبتا خسارتهما وأﺻﺒﺤﺎ ﻃﻲ اﻟﻨﺴﯿﺎن وﺑﺪأت ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ اﻟﺨﯿﺎﻃﺔ ﺑﺎﻹﺑﺮة ًواﻟﺨﯿﻂ وأﺻﺒﺤﺖ ﺑﺄﺣﺪث اﻟﻤﺎﻛﯿﻨﺎت وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻤﯿﺰاً هي أول ﻣﺎﻛﯿﻨﺔ ﺧﯿﺎﻃﺔ آﻟﯿﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﺧﺘﺮﻋﻬﺎ اﻟﺨﯿﺎط 1830م، اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎرﺛﯿﻠﯿﻤﻲ ﺛﯿﻤﻮﻧﯿﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺎﻛﯿﻨﺔ ﺛﯿﻤﻮﻧﯿﯿﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﯿﻂ واﺣﺪ وإﺑﺮة ﻣﻌﻘﻮﻓﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﺨﯿﻮط اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺮﯾﺰ وﻗﺪ ﻛﺎد ﻫﺬا اﻟﻤﺨﺘﺮع ﯾﻘﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﯿﺎﻃﯿﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ اﻟﺴﺎﺧﻄﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺤﺮق ﻣﺼﻨﻊ اﻷﻟﺒﺴﺔ اﻟﺬي ﯾﻤﻠﻜﻪ اﻋﺘﻘﺎداً ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄن اﺧﺘﺮاﻋﻪ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﺳﯿﻔﻘﺪﻫﻢ ﻋﻤﻠﻬﻢ وﻟﻜﻦ اﻟﺨﯿﺎﻃﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻮﺟﻮدة وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ.

ﺛﻢ بدأ ﺗﺴﺠﯿﻞ أول ماكينة اﺧﺘﺮاع أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻋﺎم 1846م، ﻟﻠﻤﺨﺘﺮع المبدع اﻟﯿﺎس ﻫﺎو اﻟﺬي اخترع اكتشاف ﻟﻠﺨﯿﺎﻃﺔ باستعمال ﺧﯿﻂ ﻣﻦ مكانيين ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﻛﯿﻨﺔ ﻫﺎو مضاف إليها إبرة ﻣﺜﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺎﯾﺔ، وتوضع اﻹﺑﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺎش ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻓﺘﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻟﺘﺤﺪث ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪرزة إلّا أنّ اﻟﯿﺎس ﻫﺎو واﺟﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻤﺎﯾﺔ ﺑﺮاءة اﺧﺘﺮاﻋﻪ وﺗﺴﻮﯾﻖ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺮاع، حيث اﺳﺘﻤﺮ اﻟﯿﺎس ﻫﺎو ﻟﻤﺪة ﺗﺴﻌﺔ أﻋﻮام ﯾﺤﺎول ﺑﺠﻬﺪ إﻇﻬﺎر أﻫﻤﯿﺔ ﻣﺎﻛﯿﻨﺘﻪ وﺣﻤﺎﯾﺔ اﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﻠﺪﯾﻦ إﻟﻰ أن ﺟﺎء آﺧﺮون ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز اﺧﺘﺮاﻋﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻓﺄﺧﺬوا ﻋﻦ ﻫﺎو آﻟﯿﺔ إﻗﻔﺎل اﻟﻌﺮوة اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺮﻋﻬﺎ، ﺣﯿﺚ ﻗﺎم إﺳﺤﺎق ﺳﻨﺠﺮ ﺑﺎﺧﺘﺮاع آﻟﯿﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺻﻌﻮداً وﻧﺰوﻻً وﻗﺎم آﻟﻦ وﯾﻠﺴﻮن ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ ﻣﻜﻮك دوار ﻣﺰود ﺑﺨﻄﺎف وﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻄﻮر ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺎﻛﯿﻨﺎت اﻟﺨﯿﺎﻃﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺮﯾﺰ ﻣﻼﺑﺴﻨﺎ ﻣﺎزال اﺳﺘﺨﺪام اﻹﺑﺮة ﻓﻲ أﺣﺪث اﻟﻌﺼﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮاً ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت وأﻏﺮاض ﺷﺘﻰ متعددة.

استخدامات الإبر في العصور القديمة:

ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﻮر القديمة كانت اﻹﺑر تستعمل لعملية تمكين اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺴﻢ بالطريقة الصحيحة والمتناسقة وﻛﺎن يوجد خلل فيها يحدث ﻓﻲ ﺛﻘﺐ اﻹﺑر، إلّا أنّ اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺤﻞ ﻫﺬا الموضوع، حيث عملوا على ﺼﻨﺎﻋﺔ دﺑﺎﺑﯿﺲ ﺑﻄﻮل ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ إﻧﺸﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ ﺑﺮؤوس ﺟﻤﯿﻠﺔ ﻣﺰﯾﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ لإضافتها على الملابس بالطريقة الصحيحة.

وﻗﺎم اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﻮن واﻟﺮوﻣﺎن بعملية ترتيب رؤوس اﻹﺑر لتشكل هذه الإبر ﺷﻜﻞ الأﻓﺎﻋﻲ وأﺣﺼﻨﺔ أو أي تصميم معروف لديهم، كما استعملوها لعملية ﺘﺜﺒﯿﺖ أﺛﻮاﺑﻬﻢ وﻋﺒﺎءاﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﺟﺴﺎدﻫﻢ؛ وذلك ﻷنّ اﻷزرار اﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ داﺧﻞ اﻟﺸﻘﻮق ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﺧﺘﺮاﻋﻬﺎ ظاهر بعد، أﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﺑﻮس اﻟﺠﺪﯾﺪ واﻵﻣﻦ ﻓﻠﻢ ﯾﺘﻢ اﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1825م، ﺣﯿﺚ ﻛﺎن واﻟﺘﺮ ﻫﻨﺖ وﻫﻮ ﻣﺨﺘﺮع ﻣﻦ ﻧﯿﻮﯾﻮرك ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﺎم ﺑﺎﻗﺘﺮاض ﺧﻤﺴﯿﻦ دوﻻراً ﻣﻦ أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ وﻗﺮر اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ﺑﺎﺧﺘﺮاع ﺷﻲء ﯾﺤﺘﺎﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻗﺮر اﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻫﻮ اﻟﺪﺑﻮس واﻟﺬي ﯾﺮﺑﻂ اﻷﺷﯿﺎء وﯾﺜﺒﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﯾﺴﺒﺐ اﻟﻮﺧﺰ ﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻪ بالطريقة المناسبة.

وﻗﺎم ﻫﻨﺖ بعمل ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺨﻄﯿﻄﯿﺔ ﻟﻪ ﺧﻼل ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت لا أكثر وابتكر ﻓﻜﺮة دﺑﻮس اﻟﻤﺸﺒﻚ واﻟﺬي يتكون ﻣﻦ ﻏﻼف ﯾﻐﻄﻲ اﻟﺮأس اﻟﺤﺎد ﻟﻠﺪﺑﻮس وﻗﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻧﻤﻮذج ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎع ﺣﻘﻮق اﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ دوﻻر ﻓﻘﻂ، حيث كانت ﻗﯿﻤﺔ هذه اﻟﻔﻜﺮة ﺗﻘﺪر ﺑﻤﻠﯿﻮن دوﻻر وﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺪﺑﻮس اﻵﻣﻦ اﺧﺘﺮاع ﯾﺨﺴﺮﻩ ﻫﻨﺖ، ففي اﻟﻌﺎم 1832م أي ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ إﻟﯿﺎس ﻫﺎو ﻗﺎم ﻫﻨﺖ ﺑﺎﺧﺘﺮاع ﻣﺎﻛﯿﻨﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ ﻟﻠﺨﯿﺎﻃﺔ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻪ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺼﻨﺎﻋﺘﻬﺎ إلّا أنّ اﻻﺑﻨﺔ رﻓﻀﺖ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﯿﻞ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺎﻛﯿﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻤﻄﺎف ﺳﻠﺐ آﻻف اﻟﺨﯿﺎﻃﺎت ﻋﻤﻠﻬﻦ ﻓﻮاﻓﻖ ﻫﻨﺖ اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺮأي وﻗﺎم ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻔﻜﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر.


شارك المقالة: