تنوعت وتعددت المنسوجات وخامتها في العصر البيزنطي، حيث استخدموا الخامات الثقيلة وغالية الثمن في تفصيل الملابس، كما استخدموا القطن والحرير والكتان كإضافات مميزة للرداء.
أنواع المنسوجات المستخدمة في العصر البيزنطي:
استخدم البيزنطينيين الحرير والكتان والصوف والقطن في خياطتهم، إلا أن ما يميزهم هو التقدم الواضح فى صناعة الحرير بداءًا من تربية دودة القز حتى إنتاج الأقمشة المختلفة الحريرية، حيث كان الصوف أكثر استعمالاً في الأيام الاولى للإمبراطورية.
كما استعمل القطن والكتان بكثرة، حيث كان يتم الحصول عليه من مصر، وقد اعتمد البيزنطينيون في بداية نشأة إمبراطوريتهم على استيراد الحرير من الشرق الأقصى وايران، حيث يعاد صناعته مرةً أخرى، وذلك بفك هذه الحرائر الثقيلة المستوردة ثم إعادة نسج خيوطها إلى منسوجات أخرى رقيقة.
كما أدخلت صناعة تريية دودة القز في إمبراطورية ثيودورا واحتكرت الإمبراطورية البيزنطية صناعة المنسوجات الحريريه وصباغة الأرجوان، حيث أن هذه الصبغة تتكون من خلط اللون البنفسجي والقرمزي أو الأحمر، والتي قامت في صناعة المنسوجات الحريرية، وانفردت باستخدام اللون القرمزي للأمبراطورية.
إلا أن هذه الصناعة لم تظهر فى المراكز الأخرى في سوريا ومصر، وبعد ذلك شجعت الإمبراطورية صناعة الأقمشة الحريرية على نطاق واسع في الإمبراطورية البيزنطية، حيث أنها أنتجت الأقمشة الحريرية ذات الرسومات النباتية والحيوانية المستمدة تصميماتها من التصميمات الزخرفية الفارسية.
إلى جانب ذلك فقد كان للصائغين دوراً هاماً فى تزيين الملابس بمشغولاتهم الفنية الثمينة والمجوهرات بدقة فائقة مع التطريزات المختلفة من اللآلىء والأحجار بالخيوط الملونة، وكان الحرير الثقيل جداً يُحلى بالذهب والجواهر، وقد استخدم الذهب المطروق الذي يحول إلى قطع من الشرائح المسطحة ثم إلى خيوط رفيعة، حيث كانت تنسج مع الحرير الرفيع.
كما انتجت المنسوجات الحريرية المطرزة بالألوان الجميلة والتي تحتوي على الخيوط الذهبية أو الأقمشة المصنوعة من الذهب الخالص، حيث كانت تصنع كقطع منفصلة وتضاف إلى الأقمشة المنسوجة، كما أنتج أيضاً النسيج الحريرو بذلك أصبحت صناعة الحرير فى الدولة البيزنطية من الصناعات الهامة والمعقدة فى أسلوب تنفيذها، كما أنها كانت حرفة هامة تدر المال الوفير على صانعها.
ومعظم الزخارف في الأزياء البيزنطية كانت عبارة عن قطع خارجية تضاف إلى الزي مثل الشريط الكنار الذي يوضع عند أطراف كل من الرقبة والاكمام والذيل، وفي الأجزاء الأمامية للتونيك الحاوي على قطع مستديرة مزخرفة توضع على الكم والأشرطة الموضوعة على القميص من الأمام والخلف، حيث أنها كانت غالباً تتكون من أشرطة مطرزة.