تحديات السلامة العامة المرتبطة بأبراج الاتصالات

اقرأ في هذا المقال


مقدمة حول المخاطر المرتبطة بأبراج الاتصالات:

تسعى شركات الاتصالات وغيرها إلى مواكبة النمو المتسارع للهواتف الخلوية والأجهزة اللاسلكية الأخرى، كما تُستخدم الأبراج الحالية لخدمة أغراض متعددة، كما ليس من غير المعتاد رؤية هوائيات للعديد من شركات الهواتف المحمولة وأجهزة إرسال (wi-fi) والكاميرات وأطباق الميكروويف على برج واحد.

وهذا يعني أن أطقم العمل التي تمثل مجموعة واسعة من الشركات قد يكون لديها سبب لتسلق الأبراج للتركيب والصيانة. يوجد عدد قليل من الأبراج التي تستخدم معدات رفع ميكانيكية تقليدية، لذلك يتعين على العمال عادةً تسلق درجات سلم سلمية أو هياكل دعم في أي مكان من 100 إلى 1000 قدم أو أكثر، أثناء حمل المعدات والأدوات.

ونظراً للعدد المتزايد من أبراج الاتصالات والمنفعة الأكبر للأبراج القائمة، فلا عجب أن عدد الإصابات والوفيات المرتبطة بها في ارتفاع؛ في الواقع، كان العدد يتزايد بمعدل دفع (OSHA) إلى زيادة التوصيات لممارسات السلامة المناسبة، وفي أحد المؤتمرات الأخيرة، أخبر ديفيد مايكلز، مدير (OSHA)، الحاضرين أن العاملين في أبراج الاتصالات يواجهون معدل وفيات أعلى بكثير في مكان العمل، أي إنه من 25 إلى 30 ضعف المعدل الطبيعي.

حيث يعتبر السقوط هو الخطر الأكبر، لكنه ليس الخطر الوحيد، كما أن التعرض للكهرباء والإشعاع غير المؤين يمثل مخاطر كبيرة ومتعددة، كما هو الحال بالنسبة للمواد الكيميائية المستخدمة في تنظيف الأبراج ومعالجتها. في بعض الحالات، كانت الوفيات والإصابات نتيجة أعطال هيكلية.

أهم التحديات التي تواجه فنيي أبراج الاتصالات:

التعرض للترددات اللاسلكية:

من بين المخاطر، فإن أكثرها سوءاً هو احتمال التعرض لإشعاع التردد اللاسلكي (RF)، وهذه مشكلة خاصة مع الأبراج التي تتضمن أنواعاً متعددة من الهوائيات، كل منها يرسل أو يستقبل إشارات التردد اللاسلكي بترددات وكثافة مختلفة.

حتى إذا كان العمال لا يلمسون تلك الهوائيات، فقد يؤدون المهام على مقربة كافية بحيث يتعرضون لكميات من إشارات التردد اللاسلكي التي تتجاوز المستويات الآمنة لتعرض البشر، وهذا هو السبب في أن معظم الأبراج بها علامات تحذر من مخاطر التعرض للترددات اللاسلكية.

يتمثل الخطر المباشر المتعلق بالتعرض المفرط للترددات الراديوية في قدرتها على تسخين الأنسجة البيولوجية بسرعة كبيرة، حيث تستخدم أفران الميكروويف نفس المبدأ لطهي الطعام في أُطر زمنية قصيرة جداً، وذلك نظراً لأن جلد الإنسان وأعضائه تتكون من أنسجة، فإن المستويات العالية من الترددات الراديوية يمكن أن تسبب ضرراً جسدياً سريعاً.

في حين أن الجسم يمكن أن يحمي نفسه بدرجة ما عن طريق استخدام تدفق الدم لتنظيم درجات الحرارة وتبديد الحرارة الموضعية، فإن العينين تفتقران إلى هذه الآليات، مما يجعلها عرضة للتلف الحراري.

هناك أيضاً بعض التكهنات بأن التعرض طويل المدى حتى لمستويات منخفضة من إشعاع الترددات اللاسلكية يمكن أن يؤدي إلى تطور الأورام وأنواع معينة من السرطان، وعلى الرغم من أن بعض الاختبارات التي تم إجراؤها على الحيوانات تدعم الاتصال، لم يكن هناك أي دليل علمي قاطع على أن أولئك الذين يعملون حول إشعاع الترددات اللاسلكية يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالسرطان أو الأورام.

الحماية من إشعاع الترددات اللاسلكية:

يجب أن تأخذ خطة التسلق في الاعتبار إرسال الترددات اللاسلكية للهوائيات على البرج وكمية التعرض التي قد يتلقاها العمال، كما تضع لوائح لجنة الاتصالات الفيدرالية حدوداً للحد الأقصى للتعرض الشخصي (MPE) لإشعاع التردد اللاسلكي، وتدعو أصحاب العمل لضمان عدم تعرض العمال لأكثر من تلك الحدود.

إذا كان ذلك ممكناً، يجب إخطار شركات النقل بحيث يمكنها إما تقليل انبعاثات التردد اللاسلكي أو القضاء عليها عند وجود العمال، كما يجب على العمال الذين سيتعرضون لإشعاع التردد اللاسلكي ارتداء ملابس واقية خاصة وحمل جهاز مراقبة شخصي للترددات اللاسلكية يتتبع مستويات التعرض.

في حالة ارتداء مثل هذه الشاشة، يجب على العامل وضعها خارج الملابس الواقية وتركها أثناء العمل، وبعد كل شيء، يكون إشعاع الترددات اللاسلكية غير مرئي، لذلك يجب الوضع في الاعتبار أيضاً أن بعض معدات مكان العمل، مثل الحبل السلكي المستخدم على الرافعة، يمكن أن يتردد صداها مع التردد الذي يتم إرساله وتصبح هوائياً، أو قد تتلامس مع المعدات الكهربائية.

إجراءات أداء العمل بأمان:

كما هو الحال مع العديد من جوانب السلامة في مكان العمل، تبدأ الحماية الفعالة للعمال بالتخطيط والتدريب الشاملين، وقد يبدو أن تسلق برج لا يختلف كثيراً عن تسلق السلم، ولكنه في الواقع يتطلب مهارات متخصصة وخفة الحركة البدنية التي قد لا تكون واضحة للعمال حتى يجدون أنفسهم في موقف خطير.

يجب أن يتم اعتماد كل عامل لديه سبب لتسلق برج بناءً على توقعات (OSHA) أو الرابطة الوطنية لنصيب الأبراج (NATE)، مع تحديثات منتظمة لضمان استمرار الكفاءة والإلمام بالمعدات والتقنيات الجديدة.

قبل أن يبدأ أي عمل برج، يجب على الشخص المختص (بناءً على معايير OSHA) وضع خطة تسلق وإجراء فحص ما قبل التسلق، كما يجب أن تتناول خطة التسلق تصاريح العمل وإخطار الناقلين الذين يستخدمون هوائيات البرج وترتيبات تقليل انبعاثات التردد اللاسلكي أثناء العمل وإجراءات التسلق التي سيتم استخدامها وسلامة جميع نقاط التعلق وإجراءات الإغلاق، كذلك وضع العلامات لأي مخاطر خاصة البرج والطقس والظروف الأخرى التي قد تؤثر على العمال.

ومن المهم أن يتم الوضع في الاعتبار أن الظروف الجوية قد تكون مختلفة جداً بالقرب من قمة البرج عنها في مستوى سطح الأرض، حيث تختلف أبراج الاتصالات في الحجم والأسلوب والهيكل، وقد لا يكون بعضها مصممًا لتسهيل التسلق.

على سبيل المثال، قد تفتقر بعض الأبراج القديمة إلى نقاط تثبيت لأجهزة الحماية من السقوط أو خطوط الحياة التي قد يتم إرفاق أدوات التثبيت بها، كما من الممكن أيضاً أن العناصر المختلفة لهيكل البرج قد يكون لها قيود تحميل مختلفة جداً.

معدات الحماية الشخصية:

يجب أن يكون العمال الذين سيصعدون الأبراج مجهزين بمعدات الحماية الشخصية (PPE) التي تناسب مهامهم المحددة، وذلك اعتماداً على طبيعة عملهم، كما قد تشتمل معدات الحماية الشخصية على خوذة وقفازات وأحذية طويلة ونظارات أمان ومعدات مثل أحزمة الأمان والأسهم.

كما يجب فحص جميع معدات الحماية الشخصية قبل بدء العمل، ويجب استبدال أي عناصر بها أي ضرر مرئي أو تجاوزت تواريخ الاستخدام الآمن.

نظراً لأن معظم الوفيات والإصابات المتعلقة بأبراج الاتصالات هي نتيجة السقوط، لذا يجب التركيز بشكل خاص على ضمان حصول العمال على معدات الحماية من السقوط المناسبة وفهم كامل لكيفية استخدامها بشكل صحيح، وفي معظم الحالات، تكون تقنية الحماية من السقوط أقل ملاءمة من معدات منع السقوط مثل حبال امتصاص الصدمات وأنظمة شريان الحياة.

المصدر: Ryan Knutson, Liz Day (2012-05-22). "In Race For Better Cell Service, Men Who Climb Towers Pay With Their Lives". ProPublica. Retrieved 2019-04-02.150 Great Tech Prep Careers. Infobase Publishing. 2009. pp. 542–545. ISBN 9781438116976.Levitt, B. Blake (1995). Electromagnetic Fields : a consumer's guide to the issues and how to protect ourselves. San Diego: Harcourt Brace. pp. 29–38.


شارك المقالة: