ثقافة السلامة والرعاية الصحية

اقرأ في هذا المقال


نبذة مختصرة:

تحتاج مرافق الرعاية الصحية إلى تعزيز ثقافة قوية للسلامة، تشمل الالتزام بسلامة العمال، وتوفير الوصول الكافي إلى معدات السلامة والوقاية الشخصية، بما في ذلك جهود التدريب المكثفة التي تستخدم البروتوكولات والتي تتطلب إجراءات سلامة محددة.

تنص جمعية الممرضات الأمريكية (2016) على أن “ثقافة السلامة تصف القيم والسلوكيات الأساسية التي تنشأ عندما يكون هناك التزام جماعي ومستمر من قبل القيادة التنظيمية والمديرين والعاملين في مجال الرعاية الصحية؛ للتأكيد على السلامة على الأهداف المتنافسة”.

وبالمثل، يصف معهد إدارة السلامة والصحة ثقافة السلامة على أنها “المواقف والمعتقدات والمفاهيم والقيم التي يشاركها الموظفون فيما يتعلق بالسلامة في مكان العمل”.

لثقافة السلامة عدة خصائص مهمة وهي:

  • يجب أن تلتزم المنظمات بتوفير الموارد لمعالجة مخاوف السلامة وتنفيذ الرعاية الآمنة في جميع الأوقات مما يدل على أن السلامة هي أولوية عالية.
  • يجب أن يكون كل فرد مسؤولاً عن معرفة السلامة والتنفيذ والإبلاغ عن الظروف غير الآمنة مع المساءلة على جميع المستويات التنظيمية.
  • يجب على المنظمات التعرف على الأنشطة عالية الخطورة مثل: التعرض لمسببات الأمراض المنقولة بالدم والهباء الجوي، أو العوامل الكيميائية في مكان العمل.
  • يجب وضع معايير للوقاية من إصابات مكان العمل وبيئات العمل الجيدة ومراقبتها.
  • يجب البحث عن المدخلات عبر التخصصات؛ من أجل توفير حلول فعالة ومستدامة لرعاية المرضى الآمنة مع توفير سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية.
  • يجب أن يعتقد العاملون في مجال الرعاية الصحية أنهم يستطيعون الإبلاغ عن الأخطاء أو الحوادث الوشيكة دون خوف من الانتقام، حتى يمكن تحسين السلامة من خلال الدعم المستمر والتغذية الراجعة، وذلك بدلاً من العقوبات المفروضة، كما أن هناك خمس فئات من المخاطر المتعلقة بالعمل التي يجب مراقبتها ومنعها والسيطرة عليها في ثقافة عمل آمنة وصحية وهي كالتالي:

1. المخاطر الكيميائية: تشير هذه المخاطر إلى أي شكل من أشكال المواد الكيميائية، بما في ذلك الأدوية والمحاليل والغازات والأبخرة والهباء الجوي والجسيمات، والتي يحتمل أن تكون سامة أو مزعجة لنظام الجسم.

2. المخاطر البيولوجية: هي العوامل المسببة للأمراض (مسببات الأمراض) والتي يمكن أن تنتقل من شخص لآخر من خلال طرق التعرض المختلفة (طرق الانتقال)، ويمكن أن تؤدي إلى حالات حادة أو مزمنة.

3. المخاطر الميكانيكية البيئية: هي جوانب من مكان العمل يمكن أن تسبب أو تزيد من وقوع حوادث أو إصابات أو إجهاد أو حتى إزعاج، (على سبيل المثال، معدات غير كافية أو غير كافية أرضية خطرة، أو بسبب التصميم الضعيف لمحطة العمل).

4. المخاطر الجسدية: هي عوامل في مكان العمل يمكن أن تسبب تلف الأنسجة عن طريق نقل الطاقة من الأداة أو الآلة إلى الشخص.

5. المخاطر النفسية والاجتماعية: هي عوامل في بيئة العمل، حيث يمكن أن تسبب الإجهاد أو التوتر أو مشاكل شخصية للعامل في استمرار جهود السلامة والوقاية من العدوى في مرافق الرعاية الصحية، كما يجب على الإدارة والعاملين أن يكونوا على دراية مستمرة بهذه المخاطر المتعلقة بالعمل واتباع التسلسل الهرمي للضوابط، كما في الشكل التالي (NIOSH 2015)، والذي يتضمن التخلص من المخاطر والضوابط الهندسية والإدارة وضوابط ممارسة العمل، واستخدام معدات الحماية الشخصية (PPE) لدعم ثقافة السلامة من خلال تنفيذ استراتيجيات الحماية المهنية والسلامة على مستوى النظام العام.

HierarchyOfControls_3_Noise-768x513-1-300x200

يعتبر التخلص من المواد والعمليات الأقل خطورة واستبدالها، واستخدام الضوابط الهندسية والبيئية مثل التهوية وغرف الضغط السلبي وحماية الحاجز وغرف العزل هي خط الدفاع الأول، ولا تعتمد على الامتثال الفردي.

تشمل الضوابط والممارسات الإدارية والعمل على السياسات والمعايير والإجراءات والممارسات الموضوعة داخل المنظمة، للحد من التعرضات الخطرة وتحسين سلامة العمال، ومن الأمثلة على ذلك نظافة اليدين وآداب التعامل مع السعال، سياسات تحصين العمال، التدريب والتعليم، في حين أن الاستراتيجيات الهندسية والإدارية هي أساليب الوقاية والمكافحة المفضلة؛ لتقليل مخاطر إصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية، إلا أن هذه الأساليب ليست ممكنة دائماً، وبالتالي يجب استخدام معدات الوقاية الشخصية، وهي خط الدفاع الأخير لتوفير الحماية، كذلك يجب توفير معدات الوقاية الشخصية مثل: القفازات والعباءات والنظارات الواقية وأجهزة التنفس عند الحاجة من قبل المنظمة، ويجب أيضاً بذل كل جهد لضمان ارتداء العاملين في مجال الرعاية الصحية ومعدات الوقاية الشخصية المناسبة، وأن هؤلاء “يجب أن يشعروا بعدم الارتياح عند عدم ارتداء معدات الوقاية الشخصية أثناء المواقف المناسبة”.

لا يمكن المبالغة في أهمية ثقافة السلامة المعترف بها في مكان العمل؛ وذلك بهدف تقديم الدعم الكامل والمراقبة والاستدامة لممارسات العمل الآمنة وظروف العمل، وهذا يعني تطوير سياسات وإجراءات تحدد بشكل فعال واستباقي، من أجل التخفيف والقضاء على المخاطر المتعلقة بالعمل، حيث تقع المسؤوليات على عاتق الإدارة والعاملين في مجال الرعاية الصحية للعمل معاً، لتحقيق هذا الجهد المستمر.


شارك المقالة: