كان الاعتماد في الأزياء اليونانية كله على الفنون التشكيلية المختلفة والمتعددة، كأعمال النحت على الصخر والعمارات الضخمة والفنون التطبيقية كأعمال الفخار والصلصال وتماثيل التجار، ومن خلال هذه الفنون نستطيع أن نتعرف على الأنواع والأشكال المتعددة للأزياء، وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة متبادلة بين الأسس الفنية لتلك الفنون وفن الأزياء.
إذ خضعت كافة الفنون التشكيلية فى العصر اليوناني لمبادئ وصفات جمالية واحدة، كما كان الفن أكثر عطاءاً من الطبيعة، فيما يقدمه من أعمال فنية، بحيث تظهر بطابع الإحساس بالجمال والاستمتاع، وقد ظهر ذلك أيضاً على الأزياء باعتبارها أحد الفنون التى تتفاعل مع الفنون المختلفه، فظهرت بخطوط فنية رائعة، حيث يتميز تصميمها بالإحساس بالجمال والرزانة، محققة الغرض النفعي جنباً إلى جنب مع الغرض الجمالي.
أهم مميزات الملابس اليونانية:
تميزت الملابس اليونانية بصفة عامة بالشكل الفضفاض ذو الموديل الواسع، والمكون فى الأصل من قطعة واحدة مستطيلة أو قطعتين من القماش التي تكون فضفاضة على الجسد، وهى فى كلتا الحالتين تختلف فى شكلها عن الملابس المفصلة، كما تختلف عن الملابس التي تكون محبوكة وشبه الحبكة التى كانت شائعة فى العصور القديمة لدى الفرس وغيرهم.
ونظراً لان الملابس كلها كانت على شكل مستطيل بسيط حتى وإن تعاكست في مقاساتها، فالخياطة الرئيسية هى دمج الجانبين في بعضها فقط، حيث كانت مهارة اليونانيين تبرز فى طريقة ارتداء هذه الملابس البسيطة بعباءة تترك على الجسم، بحيث تصنع العديد من الكسرات والملابس الواسعة فى النسيج، وبهذا تتغير المقاسات والنسب، كما تعطي مجموعات جمالية ذات ذوق خاص يتميز بالثنايا والكسر وانسدال القماش، وهذه القطعة المستطيلة استخدمها كلا الجنسين في الأزياء.
حيث كان ارتداءها غير مفصل تلتف حول الجسم بدون وضع ثابت لها لتعطي الشكل الإنسيابي الصحيح وحرية للحركة، وعلى الرغم من اعتماد الرجال والنساء على قطعة القماش المستطيلة هذه، بالإضافة لتشابة أسماء الأزياء فيها غير أن أسلوب تشكيل تلك القطعة على الجسم لدى المرأة يختلف كثيراً عن الخاصة للرجال، حيث أن خامات ملابس الرجال فقد كانت تتغير بطبيعة الحال من عصر إلى عصر آخر تبعاً للتطور صناعة النسيج والخامات الموضة والطراز السائد في عصرهم.