يعتبر فن التطريز عبارة عن تطريز يستعمل لتعديل نسيج القماش بالطريقة الصحيحة وكذلك زخرفة القماش بالطريقة المناسبة له مع ضرورة استعمال الإبرة، كما يعتبر التطريز حرفة يدوية معروفة منذ القدم وتداولتها أغلب الحضارات المعروفة في العصر القديم والحديث بالشكل الصحيح.
لمحة تاريخية عن فن التطريز:
كانت فن التطريز أول عمل قبل عملية ظهور الحياكة على الأقمشة منذ زمن طويل جداً ، حيث تداولته معظم الدول القديمة في الصين والرمان وآسيا ومصر والعديد من الدول القديمة، حيث اعتبرته فن جميل جداً وكانت المطرزات القديمة معروفة بشكل كبير جداً في مصر وتعود إلى أقران قديمة جداً، ومنذ ظهور الحضارة الإسلامية أبدع المطرزون في خلق أنواع عديدة ومختلفة من التطريز وكانت تستخدم المطرزات على إضافة جمالية وأناقة على الكثير من الملابس والمفارش والستائر وكذلك مجالس الكبراء كانوا يهتمون بها بشكل خاص عند عملية إضافة التطريز على مجالسهم.
وكانت مهمة التطريز مخصصة في عملية تزيين ملابس الخلفاء والأمراء والملوك وكذلك الذين لهم مكانة مرموقة وفق طرق محددة بشكل مسبق وتتناسب لكافة الفئات بالشكل الصحيح والمناسب لهم، وكانت هذه الملابس تتميز عن غيرها من الملابس العادية ولها جمالها الخاص بها وكذلك جمال الملابس العادية والرسمية لا يمكننا الاستغناء عنهما أبداً.
كما يتدرج فن التطريز من الملابس الداخلية البسيطة إلى الملابس المميزة التي تكون مزينة بالفضة والذهب، وبعد عمل جزء من هذه المطرزات ينتقل منها جزء إلى أوروبا؛ وذلك لعملية بيعها أو أرسالها كهدية، كما ارتداءها هذه المطرزات بعض الملوك ورجال الكنيسة وكذلك المعروفين في قريتهم.
كما ارتدى أحدى رجال الكنيسة المعروفين رداء مطرز بالذهب والفضة وهذا ما جعل أغلب الناس ينظرون إليه لجمال الثوب الذي يرتديه، وكان يحمل صور حيوانات كثيرة وكتابات مميزة تهدف إلى أنه صنع في المدينة الأندلسية، وكذلك ارتداء الكثير من الملوك رداء مطرز أثناء عملية تتوجيهم في دولتهم، حيث أن لكل ملك كان رداء خاص به ومن خلال هذه الثياب اشتهرت المطرزات بشكل كبير وتطورت وأصبحت ثياب مليئة بالزخارف الكثيرة.
وهذا الأمر حفز العديد من الحرفيين في عملية التطريز على أن يتقنوا في عملية تطريزهم وتطوريها بشكل أكبر؛ وذلك لإنتاج موديلات جديدة ومتعددة من فن التطريز وترويجها وبيغها بأسعار متوسطة، وكذلك زيادة الربح بشكل كبير من خلال هذه العملية.
كما تقدم فن التطريز في الحضارات العثمانية والمملوكية وتعددت طرق التطريز في هذه الحضارات بشكل كبير، كما تميزت هذه الدول بالملابس النسائية الرسمية التي تكون مطرزة بالذهب والفضة التي كانت تعد اللبس الأساسي لديهم، حتى تطورت الطريقة العثمانية على كافة المطرزات الأخرى.
كما كانت أشغال الإبرة لها دور كبير في عملية فن التطريز وكذلك تعددت موضة تطريز الثياب بشكل كبير وكذلك انتشرت طريقة تطريز ثياب الكنيسة وكذلك للرجال المعروفين في دولتهم، حيث يوجد متاحف كثيرة تختص بالتطريز ولها مكانها الخاص في الدول الموجودة فيها، كما كانت أعمال الإبرة طول فترة الحضارات تشكل حكراً على الرجال والنساء وكذلك راهباتها ومنازل الطبقة العالية، حيث لها دور كبير في عملية فن التطريز مع ضرورة الإتقان في عملية التطريز المطلوب عرضه بالشكل الصحيح.
وفي عصر النهضة أصبح التطريز يتطور بشكل أكبر وأصبح تطور حديث للتطريز وهو التطزيز الريفي الذي ينافس العديد من أنواع التطريز من، حيث الشكل واللون المخصص له بالطريقة الصحيحة، كما أصبح فن التطريز حرف يتداولها الكثير من المختصين بالتطريز وكذلك ربات البيوت بشكل كبير؛ وذلك لتطريز أعمال متقنة من الأشغال الخاصة بالتطريز ويجب أن يكون التطريز أنيق بدرجة كبيرة.
حيث كانت مهنة التطريز في المستعمرات الأمريكية مهمة جداً لديهم وكان الفتيات والأطفال يعملون هذه المهمة بشكل متقن وكانت لديهم روح حب العمل في تلك المهنة بشكل كبير وكانوا يقومون بعمل أشكال ونماذج متعددة، كما كانوا يعملون التطريز عن طريق الأقوال الشعبية الموجودة لديهم وكذلك يقومون بتطريز اسم كل شخص يريد إظهار اسمه على فن طرق التطريز ويوقع المطرز عليها باسمه.
كما كانوا يقومون الهنود الحمر بعمل تطريز يوحي بالبساطة والأناقة وكذلك التطابق في الأشكال الهندسية بشكل متقن، حيث تعددت طرق فن التطريز لدى كل دولة وكان لكل دولة تطريز خاص بها يتميز عن غيرها بشكل كبير وواضح وأنيق.
