اقرأ في هذا المقال
مقدمة حول متطلبات الإنارة الآمنة في بيئة العمل:
يفضل معظم الناس العمل في ضوء النهار الطبيعي، لذلك من الضروري الاستفادة الكاملة منه، كما أن هناك العديد من الدراسات حول ضوء النهار الطبيعي وآثاره الإيجابية على صحة الإنسان الجسدية والعقلية مثل الإجهاد والمزاج، ومع ذلك؛ فإن الضوء الطبيعي في حد ذاته لا يوفر عادةً إضاءة كافية في جميع أنحاء منطقة العمل بأكملها أو طوال يوم العمل، وفي معظم الظروف يمكن توفير الإضاءة الكافية والمناسبة من خلال مزيج من الإضاءة الطبيعية والاصطناعية (المحلية).
ومع ذلك؛ ونظراً لتصميمها المعماري، فإنها تفتقر بعض أماكن العمل إلى مزايا الضوء الطبيعي المتاح وفي هذه الحالات، يجب إدخال الإضاءة المحلية المناسبة حتى يمكن تنفيذ المهام بأمان وكفاءة.
كما ستعتمد المستويات الدقيقة للإضاءة الطبيعية أو الاصطناعية المطلوبة على الأنشطة التي تجري، بحيث تتطلب المهام المختلفة مستويات مختلفة من الإضاءة، كما تستخدم معايير وقواعد الإضاءة الدولية المختلفة “الإضاءة” كمعيار كمي رئيسي لتوفير الإضاءة في مكان العمل وتحتوي على نطاقات من التوصيات للإضاءة المستمرة في مختلف المناطق الداخلية والخارجية اعتماداً على النشاط وأنواع المنطقة.
أيضاً قد يحتاج العمال الذين يعانون من إعاقة بصرية إلى مزيد من الضوء من أجل أداء مهمة أكثر من زملائهم، علاوة على ذلك؛ قد يحتاج العامل البالغ من العمر 70 عاماً إلى ثلاثة أضعاف مستوى الإنارة المطلوب من قبل شخص يبلغ من العمر 20 عاماً.
الإضاءة الموصى بها:
يعتمد مقدار الضوء المطلوب داخل مكان العمل على المهمة التي يتم الاضطلاع بها، كما يؤثر نسيج وتصميم المبنى أيضاً على مستوى متطلبات الإضاءة المحلية، حيث يتم قياس كمية الضوء الساقط على سطح بوحدات تسمى لوكس؛ وعادةً ما تتراوح مستويات الإضاءة النموذجية في أماكن العمل بين 500 و1000 لوكس عند قياس 76 سم (30 بوصة) فوق الأرض.
اعتماداً على مقدار التفاصيل التي يجب إدراكها؛ توفر معايير الإضاءة ورموزها توصيات إضاءة مفصلة لمجموعة متنوعة من المهام أو الأنشطة، كما دليل السلامة الخاص بالإنارة بعض الإضاءة المتوسطة الموصى بها لإعدادات العمل المختلفة.
كما تعد الإضاءة السيئة خطراً على السلامة، حيث قد يؤدي سوء تقدير موضع الجسم أو شكله أو سرعته إلى وقوع حوادث وإصابة. يعتمد مدى تأثير مستويات الإضاءة المختلفة على أداء العمال على نسبة المكون المرئي ضمن المهمة المرئية. “الإضاءة السيئة تشكل خطراً على السلامة، كما يمكن أن يؤدي سوء تقدير موضع الجسم أو شكله أو سرعته إلى وقوع حوادث وإصابة”.
التصميم الداخلي وتجسيد اللون:
قد تؤدي القيود التي يفرضها تخطيط وتصميم مكان العمل إلى قيام صاحب العمل باختيار مخطط إضاءة معين، على سبيل المثال، سيكون للمستودع الكبير الذي لا يحتوي على نوافذ متطلبات إضاءة مختلفة للمكتب الصغير ذو المخطط المفتوح مع العديد من النوافذ الكبيرة.
كما قد تسبب أرفف وآلات التخزين الكبيرة والضخمة في المستودع اختلافات مفرطة في الإضاءة بين المناطق، بحيث تحتاج مخططات الإضاءة إلى مراعاة مثل هذه العوامل خاصة في المناطق التي قد تكون فيها الإضاءة غير كافية لأداء مهمة بأمان. وعلى الرغم من أن أنماط الضوء والظلال المختلفة تميل إلى جعل أماكن العمل أكثر “تألقاً” وحيوية وديناميكية؛ إلا أن عرض الألوان يلعب أيضاً دوراً أساسياً، وذلك لأنه يحدد قدرة مصدر الضوء على عرض ألوان الكائنات بدقة.
كما يساعد تجسيد اللون الجيد والمناسب على تقليل الحوادث؛ لأنه يسمح للعمال برؤية الأشياء الملونة بشكل أكثر وضوحاً، حيث أثبتت الأبحاث أن حوالي (4٪ – 5٪) من السكان العاملين لديهم عيوب في رؤية الألوان، وأن النوع الأكثر شيوعاً هو عمى الألوان الأحمر والأخضر.
أيضاً قد يقول بعض الناس أن مصطلح عمى الألوان مضلل، حيث تختلف أوجه القصور في رؤية الألوان من المستويات الطبيعية عملياً لحساسية الألوان إلى الخسارة الشديدة، كما قد تكون زيادة مستويات الإضاءة هي الحل الأكثر وضوحاً في هذا الأمر، ومع ذلك؛ فإن زيادة التباين بين المهام وخلفياتها وتحسين انعكاس الجدران والأسقف وما إلى ذلك، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة تحسين الرؤية.
يعد الحصول على إضاءة كافية مع عرض ألوان مناسب للغاية أمراً حيوياً للعاملين الذين يعانون من قصور في رؤية الألوان، حيث يمكن أن يساعدهم في التمييز بين الألوان التي لن تكون مرئية عند مستويات الإضاءة الضعيفة أو تحت طيف ضوئي مختلف.
على سبيل المثال، في البيئات المظلمة تضعف القدرة على التمييز بين الألوان المختلفة، خاصةً في مستويات الإضاءة المنخفضة؛ حيث تصبح المستقبلات الموجودة في أعيننا، والتي تسمى القضبان التي توفر الرؤية المحيطية واكتشاف الحركة هي المسيطرة على المخاريط الحساسة للون والتفاصيل والتباين في مجال الرؤية المركزي، كما وتعمل في بيئات مضاءة جيداً، لذلك؛ فإن ضمان الإضاءة الكافية لتحفيز الأقماع مهم للمهام التي تتطلب تمييزاً في اللون.
إضاءة الطوارئ:
تعتبر إضاءة الطوارئ ذات أهمية قصوى في أماكن العمل؛ لأنها تتيح الإخلاء الآمن أو الاستمرار الآمن للعمليات الأساسية، وعند فشل الإضاءة العادية يجب تشغيل إضاءة الطوارئ طالما كانت هناك مخاطر محتملة أو حتى يتم استئناف الإضاءة العادية.
كما يمكن أن تتخذ إضاءة الطوارئ عدة أشكال مختلفة حسب الغرض منها ويجب توفيرها من مصدر مستقل عن ذلك الذي يوفر الإضاءة العادية في مكان العمل، حيث تنطبق عدة متطلبات على إضاءة الطوارئ، وعلى سبيل المثال، توصي (BS EN 1838: 2013) بحد أدنى من الإضاءة الأفقية يبلغ 1 لوكس على مستوى الأرض وعلى طول الخط المركزي لمسار الهروب؛ بينما 0.5 لوكس في الأرضية الفارغة في المساحات المفتوحة مع حد أدنى من (CRI) يبلغ 40 لإتاحة التحديد، وذلك من ألوان الأمان.
وبالنسبة لمناطق العمل عالية الخطورة يجب أن يكون الحد الأدنى من الإضاءة المحفوظة على مستوى العمل هو 10 بالمائة من إضاءة المهمة المطلوبة؛ ولكن على الأقل 15 لوكس.
أنظمة التحكم في الإضاءة:
نظام التحكم في الإضاءة هو آلية للتحكم في الإضاءة تسمح لأصحاب العمل بالتحكم في الأضواء في أماكن عملهم، كما يمكن أن يكون أي شيء من مفتاح ميكانيكي بسيط إلى نظام تحكم أوتوماتيكي معقد قادر على الاستجابة لكمية الضوء الموجودة.
حيث تتمثل فائدة نظام التحكم في الإضاءة على عناصر التحكم في الإضاءة المستقلة في القدرة على التحكم في الأضواء الفردية أو مجموعات الإضاءة من جهاز واجهة مستخدم واحد، كما يحتاج أصحاب العمل إلى التأكد من أنهم لا يضعون المفاتيح التي يتم تشغيلها يدوياً في وضع يتعين على العمال فيه الوصول إلى الآلات السابقة أو عبور منطقة مظلمة لتشغيلها.
أيضاً يجب أن تقوم تركيبات الإضاءة المزودة بأنظمة التحكم في الإضاءة بإعداد ميزة “الأمان من الفشل” بحيث إذا فشل نظام التحكم، فلن تغرق مناطق العمل في الظلام، كما من المستحسن أيضاً أن يكون لديك نظام تجاوز يدوي أعلى أنظمة التحكم الآلي التي يمكن استخدامها في حالة فشل النظام التلقائي.
