مصادر الألوان على الأقمشة

اقرأ في هذا المقال


مما لا شك فيه أنّ الطبيعة بالمعنى الشامل للكلمة هي أول ما لفت انتباه الإنسان إلى أهمية اللون؛ وذلك لأنّ طبيعة الألوان التي لا حصر لها والتي قدمتها للعين البشرية، دفعت الإنسان إلى البحث عن مصادر تمكنه من الحصول على ألوان تصارع ما تقدمه الطبيعة.

وهكذا فقد توجه الإنسان منذ القديم نحو النباتات كالثمار والأزهار وأوراق الشجر والجذور والسيقان، ويستفيد منها ويستخرج الصبغات التقليدية، كما استخرج العديد من الأصباغ من الحيوانات والحشرات وغيرها.

وفي زمن مبكر جداً أضاف الإنسان القديم إلى الألوان التي استخرجها من النباتات والحشرات ومركبات معدنية، مثل: الأصفر والملاكيت والازوريت وغيرها، وواقع الحال أنّ الألوان تطورت باستمرار عبر تطور العصور، كما أنها كانت على نوعين من الصبغات والأحبار، والمواد الملونة غير العضوية.

الصبغات والأحبار:

تعتبر الصبغات والأحبار مواد لم تستخدم في الرسومات والنقوش الجدارية؛ وذلك لأنها قابلة للذوبان في الماء وبعض المذيبات الأخرى، وكانت تستخرج من نباتات طبيعية من ثمار الأشجار ومن الزهور البرية وجذوع النبات، ومن الحشرات والديدان التي تعيش على الأشجار والنباتات، وأنّ المصدر النباتي للألوان الزرقاء هو نبات الينلج أو النيلة، وهي تعتبر صبغة قديمة وجيدة عند استخدامها على الأقمشة، وكانت تستعمل على الملابس الزرقاء، كما كانت تستعمل في مصر والهند في الألف الثالث قبل الميلاد بطريقة مميزة على الملابس.
أما سكان بلاد الرافدين، فقد عرفوا درجات مختلفة من اللون الأصفر ذات مصدر نباتي أولها نبتة الزعفران، وكانت حبات الزانين إضافة إلى مواد أخرى مصدراً للون الأسود، أما مصدر اللون الأحمر النباتي فقد كان لحاء أشجار البلوط، كما تذكر أنّ عدد أشجار البلوط التي كانت تنمو عليها دودة القز المسماة بالقرمز التي كان يستخرج منها اللون الأحمر المسمى قرمزي في حدائق معبد الآلهة عشتار يزيد على الآلف شجرة.

كما يعرف أنّ الفينيقيين استخرجوا الأرجوان من أصداف الموركس، وهو المعروف بأرجوان صور المدينة اللبنانية المشهورة أو الأرجوان الملكي، ويعتقد أنّ المصريين القدماء هم من عرف الأحبار وصبغوها، فقد صنعوا الحبر من غراء وصمغ الخضروات المخلوط بالماء، واستخدموه في الكتابة على ورق البردي بطريقة مناسبة.



شارك المقالة: