يُعرّف إنترنت الأشياء (Internet of Everything) بأنه مفهوم حاسوبي يُعبّر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة المادية بشبكة الإنترنت وقدرة كل جهاز على التعريف بنفسه لباقي الأجهزة الأخرى، ويشار له باختصار (IoT)، وهي شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء التي تصنف ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحرّكات بحيث يكون الاتصال بينها عن طريق الإنترنت، وهو الأمر الذي يجعل لهذه الأشياء إمكانية بالارتباط بينها ليتم تبادل البيانات.
تطبيقات إنترنت الأشياء
المساعدات الافتراضية:
مع استخدام المزيد من الأشخاص لأجهزة المساعدات الصوتية في طلب مختلف المعلومات وتنفيذ المهام أكثر من أي وقت مضى، أصبحت تتنافس اليوم كبرى الشركات التقنية في هذا المجال، وذلك من خلال دعمها لمساعداتها الصوتية بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتصبح بذلك أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، مثل مساعد جوجل وأمازون أليكسا (Amazon Alexa) وكذلك مساعد آبل سيري (Siri).
أقفال الأبواب الذكية:
يُعد المنزل الذكي التطبيق الأكثر شعبية لإنترنت الأشياء في الوقت الراهن، لأنه الأكثر تسهيل وإتاحة للمستهلكين، بدءً من أمازون إيكو إلى نيست ثرموستات، وهناك المئات من المنتجات في السوق التي يمكن أن يستخدمها الأشخاص للتحكم بمنازلهم بأبسط الطرق بمجرد استخدامهم أصواتهم، كما أن لإنترنت الأشياء القدرة على تحويل مدنٍ بأكملها، وذلك من خلال حل المشاكل الحقيقية التي تواجه المواطنين كل يوم، مع الاتصالات الصحيحة والبيانات، يمكن لإنترنت الأشياء أن يحل أمور كبيرة مثل الحد من الجريمة.
سوف تكون أقفال الأبواب الذكية شائعة لدى مالكي المنازل والشركات التجارية، حيث ستكون القدرة على قفل وفتح الباب عن بعد أمر مهماً للأشخاص الذين كثيراً ما يسيئون استخدام مفاتيحهم. وقد ظهر بالفعل الكثير من هذه الأجهزة في معرض (CES 2019) هذا العام، مثل أقفال (Premis) الذكية التي تعمل باللمس، وقفل (Avia) الذكي.
أجهزة التحكم في جودة الهواء:
إذا كان بإمكان أجهزة التحكم في جودة الهواء بتقديم توصيات وتنبيهات مباشرة على الهواتف الذكية، فهي بذلك تقدم قيمة فريدة ليست متاحة بعد للمستهلكين بطريقة واسعة الانتشار، حيث تساهم هذه الأجهزة في قياس مدى جودة الهواء الداخلي ومراقبته والتحكم به، كما تقيس كذلك درجة الحرارة والرطوبة، وهي من العوامل الهامة التي تؤثر على راحة الأشخاص وإنتاجيتهم.
أجهزة الرعاية الصحية والساعات القابلة للارتداء:
لم تعد الساعات لمجرد إخبارك بالوقت، فقد حولت ساعة أبل وغيرها من الساعات الذكية في السوق معاصمنا إلى حافظات للهاتف الذكي من خلال تمكين الرسائل النصية، المكالمات الهاتفية، وما هو أكثر من ذلك، تتراوح الأجهزة القابلة للارتداء من الملابس الرياضية التي تعلم المستخدمين كيفية ممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح بحيث لا يتعرضون لإصابات، أو الساعات الذكية التي تقيس وظائف الجسم وتعطي تنبيهات عند حدوث أي شيء مفاجئ، كما أن أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء الخاصة بالصحة في انتشار متزايد.
لقد ساعدت الأجهزة مثل فيتبيت (fitbit) في إحداث ثورة في عالم اللياقة البدنية من خلال إعطاء الناس المزيد من البيانات عن تدريبهم. حيث أننا جميعاً نهتم بمعرفة المزيد عن صحتنا وكيف يمكننا تحسينها، وكذلك الأجهزة التي يتم وضعها على الظهر للإشارة إلى وضعية الجلوس السيئة التي تضر بالعمود الفقري، فبذلك سوف تكون أجهزة الرعاية الصحية القابلة للارتداء (Healthcare wearables) وسيلة فعالة للتخلص من العادات السيئة.
السيارات الذكية:
هناك العديد من تقنيات إنترنت الأشياء التي بدأنا نراها بشكل ملحوظ في السيارات وسوف نبدأ في مشاهدة المزيد منها في الأعوام القادمة، مع وجود السيارات الذكية التي سوف تكون في مقدمة تلك القائمة، حيث تم تجهيز هذه السيارات لإمكانية الاتصال بالإنترنت، مع إمكانها أن تشارك هذا الاتصال مع الآخرين ومستخدمي السيارات، تماماً مثل الاتصال بشبكة لاسلكية في المنزل أو المكتب.
وقد أعلنت مؤخراً بعض شركات السيارات وأبرزهم شركة فورد عن دمج تقنية (C-V2X) الخاصة بشركة كوالكوم في سياراتهم بحلول عام 2022، وهناك المزيد من المركبات التي تأتي مجهزة بهذه الوظيفة، لذا كن مستعداً لرؤية المزيد من التطبيقات المدرجة في السيارات في المستقبل، حيث ستسمح تقنية (C-V2X) للسيارات بالتواصل تلقائياً مع السيارات الأخرى، والمباني والطرق وإشارات المرور ورؤية الزوايا، وسيعمل ذلك على تجنب الاصطدام بشكل أكبر بين المركبات وكذلك المشاة وراكبي الدراجات، وتحسين إدارة حركة المرور وكفاءة استهلاك الوقود.
أجراس الأبواب الذكية:
كان استخدام الأجهزة الذكية لمراقبة المنزل عبر الفيديو خارج نطاق أسعار العديد من مالكي المنازل، ولكن مع وجود جرس الباب الذكي، يمكن لأي شخص تعزيز أمنه في منزله بتكاليف أقل، وذلك من خلال استخدام الهواتف الذكية ستقوم أجراس الأبواب الذكية بإعلام المستهلكين وذلك في حالة وجود شخص ما أمام باب منزلك، كما يمكن التحدث إليهم من خلال ميكروفون مدمج وتسجيل مقاطع فيديو، وقد ظهرت هذه الأجهزة كذلك خلال معرض (CES) لهذا العام ومن أبرزهم جرس (Smart Video Doorbell) لشركة (Netatmo) الذي يأتي مع اثنين من كاميرات 1080 بكسل لها القدرة على استشعار الحركة، ويسمح للعملاء برؤية من يرن جرس الباب على هواتفهم، كما يمكن كذلك برمجة الجرس لتشغيل رسالة قابلة للتخصيص أو التحية عندما يرن شخص ما باب المنزل.
الثلاجات الذكية:
استخدام الثلاجات المرتبطة بالإنترنت تجعل من السهل معرفة وقت انخفاض درجة حرارة الأطعمة المحددة وإعادة ترتيب المواد الغذائية لك، حيث بإمكانك أن تكون في الخارج في متجر ما وتستطيع التواصل مع ثلاجتك لمعرفة ما إذا كان لديك شيء ما تحتاج لشرائه بالفعل، أم أن هذا المنتج متوفر في ثلاجتك ولا تحتاج لشراء المزيد منه، ومن أبرز التطورات التي حدثت في التقنيات الحديثة هي هذه الثلاجات الذكية، حيث تم فيها دمج المساعدات الصوتية بحيث تُمكن المستخدمين من التحكم بها بكل سهولة أينما كانوا عن طريق الأوامر الصوتية، حيث أعلنت موخراً شركة جوجل عن دمج مساعدها الذكي مع مجموعة متنوعة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك أواني الطهي الذكية والثلاجات الذكية.
أجهزة تتبع النوم الذكية:
النوم أمر شديد الأهمية للصحة، حيث سوف يكون النوم الكمي (Quantified sleep) هو الطفرة الكبيرة القادمة في التكنولوجيا المتصلة للمستخدمين، حيث أصبحت أجهزة تتبع النوم في الفترة الأخيرة تحظى بشعبية كبيرة، وقد برزت التقنيات التي تساعد على النوم بشكل أفضل ومدى أهمية جودة النوم على صحة الفرد وإنتاجيته في مختلف الجوانب، فهي لذلك واحدة من أهم الفئات الجديدة في معرض (CES) الأخير؛ وذلك بسبب انتشار عادات النوم السيئة التي تكون سبب أساسي في زيادة الأمراض المزمنة.