أصبحت تقنية إنترنت الأشياء (Internet of Things) أو ما يشار لها اختصارًا بـ(IoT) من التقنيات التي تتردد كثيراً على مسامعنا، وهي من أمور التي أعطتها أشهر الشركات وأكبرها مساحة مهمة؛ وذلك لأهميتها في الوقت الحالي في مختلف القطاعات، ولما لها من مستقبل باهر، ومن الشكل الرئيسي للمُصطلح يمكن استنباط المعنى أو دلالته، فهو يُشير إلى الأجهزة القادرة على الاتصال بالإنترنت، أو بمعنى أدق الأجهزة المُتصلة بشبكة الإنترنت والتي تجمع وتشارك البيانات عبر الشبكة.
لكن ولأن بعض الأشياء لا يمكن تصنيفها على أنها أجهزة، وجد البعض أن استخدام كلمة الأشياء عوضًا عن الأجهزة أفضل بكثير، ومن هنا يمكن استخدام المُصطلح على أي شيء مُتصل بالإنترنت.
كما يُعرف إنترنت الأشياء بأنه (Internet of Everything) فهو مفهوم حاسوبي يُعبّر عن فكرة اتصال مختلف الأجهزة المادية بشبكة الإنترنت وقدرة كل جهاز على التعريف بنفسه لباقي الأجهزة الأخرى، ويشار له باختصار (IoT)، وهي شبكة افتراضية تجمع بين مختلف الأشياء التي تصنف ضمن الإلكترونيات، البرمجيات، أجهزة الاستشعار، المحرّكات بحيث يكون الاتصال بينها عن طريق الإنترنت، وهو الأمر الذي يجعل لهذه الأشياء إمكانية بالارتباط بينها ليتم تبادل البيانات.
المكونات الأساسية لإنترنت الأشياء
- الأشياء: كالمعدات والسيارات والطائرات والغواصات ومختلف الأجهزة والآلات المتصلة أو المربوطة بتلك المستشعرات.
- الشبكة: كالشبكات الخاصة وشبكات الإنترنت والأقمار الصناعية.
- النظام: كأجهزة المستخدمين للمراقبة والمتابعة والتحكم عن بعد.
بفضل التكامل في هذه التقنية مع مصادر الطاقة البديلة وتطور خدمات الاتصال نعيش اليوم في سباق سريع لتكوين المدن الذكية التي تهدف لتحسين جودة حياة السكان في المناطق الحضرية. فمن التحول الرقمي والرعاية الصحية والأمن والتنقل بهذه المدنن نجد أنها تساهم في خفض الاستهلاك في الطاقة والمياه بنسبة 10% والتقليل في معدل ارتكاب الجرائم بنسبة 10% بوجود كاميرات المراقبة الذكية والمستشعرات وأجهزة الإنذار المتقدمة.
لماذا توجد هذه الأشياء بدلاً عن الأجهزة؟ لأنه وبكل بساطة هذه التقنية تشمل كل شيء يمكننا وصلة بشبكة الإنترنت، وهناك أمثلة كثيرة على الأشياء المرتبطة بشبكة الإنترنت، فمثلًا الأجهزة الذكية القابلة للارتداء من أجهزة إنترنت الأشياء، مُحضّرات القهوة أيضًا يمكن اعتبارها من أجهزة إنترنت الأشياء إذا وُصّلت بالإنترنت، وكذلك الأمر بالنسبة لكاميرات المُراقبة أو حتى مُحرّكات الطائرات التي قامت بعض الشركات بربطها بالإنترنت لتحليل جميع البيانات وجمعها بشكل آني.
الأشياء كثيرة في إنترنت الأشياء:
هناك العديد من الأمثلة الكثيرة جداً عن الأجهزة تحت تصنيف إنترنت الأشياء، الكمبيوترات والهواتف الذكية والساعات الذكية والنظارات الذكية وأجهزة التلفاز من الأمثلة العملية على أجهزة إنترنت الأشياء، كذلك الأمر بالنسبة لبعض السيارات مثل سيارات شركة تيسلا المُتصلة بالإنترنت والتي تقوم بالتخاطب فيما بينها لتحسين جودة القيادة الآلية وتبادل البيانات. هُناك أيضًا أجهزة المُراقبة المُثبّتة في المنازل والتي يمكن الدخول إليها ومراقبتها في أي وقت وباستخدام أي جهاز، دون نسيان الأجراس التي عندما تُقرع تُرسل تنبيهاً إلى هاتف المستخدم لمعرفة الشخص الموجود على الباب.
ليس هذا فقط، أجهزة الاستشعار والإنارة ودرجات الحرارة في الغرف والأماكن وأقفال الأبواب كل هذا يمكن التحكّم به من خلال الهواتف الذكية وعن بُعد، فهي إحدى أشكال إنترنت الأشياء، وكذلك هو الحال بالنسبة للثلاجات، والمُساعدات الرقمية المنزلية، إضافة إلى مُكبّرات الصوت المُتصلة بالإنترنت.
اتصال هذه الأجهزة بالإنترنت يمكن أن يتم عبر أي شبكة واي فاي أو حتى شبكات الاتصال الخليوي (3G أو LTE)، بل ظهرت كذلك أجهزة توزيع إشارة (Routers) تُحسّن من اتصال هذه الأجهزة بالإنترنت وتُقدّم الكثير من الأدوات المُفيدة لجعلها أكثر كفاءة كذلك.
من خلال الهواتف الذكية فيمكننا في تقنيات إنترنت الأشياء فعلى سبيل المثال استخدام تطبيق هوم (Home)، وهو أحد التطبيقات التي تعطي للمستخدم ميزة إمكانية وصل وجميع أجهزة إنترنت الأشياء التي يمتلكها والتحكم بها بأبسط الطرق وعن بعد أينما كان، فمثلًا لو كان المستخدم خارج المنزل وقرع جرس منزله، فسيحصل على تنبيه على هاتفه لفتح التطبيق وتشغيل الكاميرا لمعرفة الشخص.
يُمكن أيضًا ومن خلال نفس التطبيق فتح قفل الباب للسماح للشخص بالدخول إلى المنزل أو حتى تشغيل نظام تكبير الصوت المنزلي والحديث مع الشخص بشكل مُباشر. وطبعًا هذه المهام كُلّها يمكن أن تتم عبر تطبيق واحد فقط داخل الجهاز الذكي بعد ربط الأجهزة بشبكة الإنترنت.