ما هي الحوسبة المعرفية Cognitive Computing؟
قد نتعرف على مفاهيم جديدة في التقنيات يومًا بعد يوم بإنجازات وإبداعاتٍ لم نكن نعرفها مسابقًا، وقد يكون آخرها ما كان من القفزة النوعية في علم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence AI) وتعلم الآلة (Machine Learning ML)، ومؤخرًا الحوسبة الإدراكية (Cognitive Computing)، وتعتبر الحوسبة الإدراكية مزيجًا من العلوم التكنولوجية بل وغير التكنولوجية، فهي تمزج بين علوم الحاسب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من جهة وبين علم الأحياء فيما يتعلق بكيفية عمل العقل البشري بل تضيف إلى المزيج أصنافًا أخرى من العلوم كالعلوم الإدارية والتجارية وغيرها.
ماذا يعني “المعرفي” في سياق الحوسبة؟
من خلال الحوسبة المعرفية يتم استخدام التقنيات والخوارزميات لاستنباط المفاهيم والعلاقات تلقائيًا من البيانات، وإدراك معانيها والتعلم بشكل مستقل من أنماط البيانات والخبرات السابقة، وذلك لتوسيع نطاق ما يمكن أن تفعله الروبوتات أو الآلات بمفردها.
طرق لتطبيق الحوسبة الإدراكية:
هناك ثلاث طرق أساسية لتطبيق الحوسبة الإدراكية، وهي كما يلي:
- الأتمتة الآلية والروبوتية لأتمتة المهام المتكررة لتحسين الكفاءة والجودة والدقة.
- رؤى معرفية للكشف عن الأنماط والعلاقات المخفية لتحديد فرص جديدة للابتكار.
- المشاركة المعرفية لدفع إجراءات العملاء من خلال تقديم فرط التعامل الشخصي على نطاق واسع.
تعريف الحوسبة المعرفية Cognitive Computing:
يعبر مصطلح الحوسبة المعرفية (Cognitive Computing) عن نماذج حاسوبية مبرمجة لمحاكاة عملية الإدراك البشري، فهي الفرع الحسي من الذكاء الآلي، الذي يجلب القدرات البشرية إلى الأجهزة التقنية، فهي بذلك يمكنها أن تفكر وتتصرف وتتفاعل مثل البشر، كي “ترى” و”تسمع” و”تشعر” مثل الإنسان، باستخدام مستشعرات وخوارزميات. ممّا يمكن الآلة من من إمكانية إيجاد حلول في مواقف معقدة عندما تكون الحالات المعالجة غامضة وغير مؤكدة.
الحوسبة المعرفية والذكاء الاصطناعي:
في الواقع يحدث تداخل للحوسبة المعرفية بصورة كبيرة مع الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث تلتقي معها في العديد من التقنيات الأساسية مثل النظم الخبيرة (Expert Systems) والشبكات العصبونية (Neural Networks) والروبوتات (Robotics) والواقع الافتراضي (Virtual Reality VR)، مستشعرات الصورة تمنح الكمبيوتر الرؤية والميكروفون يُمكنه من السمع وتكنولوجيا تحويل النص لصوت والعكس كي يتفاعل مع البشر باستخدام لغة البشر، مثل أليكسا وسيري وكورتانا وجوجل آسيستنت.
فإنّ مصطلح الحوسبة المعرفية يستخدم غالبًا بالتبادل مع الذكاء الاصطناعي (AI)، إلا أن الحوسبة المعرفية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بنظام الحاسوب المعرفي الذي أنتجته شركة (IBM) المعروف باسم حاسوب واتسون (Watson)، وكما يقوم المهتمين بعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي بتصنيف الحوسبةَ المعرفية على أنها العصر الثالث للحوسبة؛ حيث يعتبرون أن العصر الأول للحوسبة كان مع ظهور أولى الآلات الحاسبة في بدايات القرن العشرين، ثم تطورت تلك الأجهزة البسيطة إلى أنظمة قابلة للبرمجة لتشكل العصر الثاني للحوسبة حسب آرائهم، وأخيرًا أتت الحوسبة المعرفية تتويجًا للعصرين الأول والثاني وإعلانًا لبداية عصر ثالث في تاريخ الحوسبة.