الروبوت في غرفة العمليات:
يساعد الروبوت الطبيب الجراح في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقّدة فهي أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، حيث يقوم الجراح بالتحكم بأذرع الروبوت عن بُعد والتي يمكنها الوصول إلى أماكن دقيقة تعجز يد الإنسان عن الوصول اليها. الكاميرا توفر للجراح رؤية فائقة الدقة للمكان الذي تُجرى فيه العملية الجراحية. من مميزات استخدام الروبوت في العمليات الجراحية الدقة والمرونة وتقليل المضاعفات الناتجة عن العمليات الجراحية مثل الالتهابات والعدوى والنزيف، إضافة إلى أن الندبات ستكون أقل وضوحاً.
فبإمكان الروبوت الجراحي اليوم القيام بتقديم الدعم لأطباء الجراحة في الكثير من تدخّلات الجراحة التنظيرية، وذلك في جراحات إزالة ورم مثلاً قد وجد في أحد أعضاء الجسم، من الصعب جداً أن يقوم الطبيب بتحديد المكان الدقيق بنسبة 100% لوجود هذا الورم، أو من البُعد الحقيقي للشرايين المجاورة للورم، أو من إمكانية إصابة المشرط الجراحي لأحد الأعضاء المجاورة.
حيث باستطاعة هذا الروبوت القيام بالخدمة الكبيرة لأطباء الجراحة، وذلك من خلال التصوير المقطعي التقني الذي يُمكن من خلاله معرفة مكان الورم بكل دقّة، وكذلك تحديد أبعاد وقياسات الأعضاء المجاورة عنه، كما يمكن تشكيل صورة ثلاثية الأبعاد تساعد الطبيب أثناء العمل الجراحي. يعمل الجراح على توجيه الروبوت من خلال وحدة التحكم من أمام شاشة الكمبيوتر في المكان المخصص له ليعمل على تحريك أذرع الروبوت، والأصح القول هنا أن الحركات التي يريد الجراح ان يقوم بها يرجمها الروبوت وينفذها على جسم المريض.
الجراحة بمساعدة الروبوت أسهمت إلى حد كبير في محدودية التدخل الجراحي، وتفوقت بمميزاتها على الجراحة المفتوحة التقليدية، بما في ذلك دقة أكبر وجرح أصغر وألم أقل وانخفاض في فقر الدم. فمن خلال فتحة صغيرة لا تتعدى بضعة سنتيمترات في بطن المريض، يقوم الطبيب بإدخال ذراع الروبوت صغيرة الحجم ومزودة بكاميرا موصولة عبر شاشة كمبيوتر تجوب في أحشاء المريض وفق ما يراه الطبيب مناسباً من خلال مشاهداته من أمام شاشة الكمبيوتر بحجم أكبر عشرات المرات.
ولتحسين وتطوير جراحة المناظير التقليدية، تم تطوير وبناء تقنيات دقيقة لهذا السبب، ومن أهم هذه التقنيات الروبوتات الجراحية التي تعمل على معاونة الأطباء الجراحين، حيث كانوا يعتمدون على استخدامهم لأدوات محمولة اليد طويلة المحور من غير رسغ أو ذراع. في جراحة المنظار، يستخدم الجراح شاشة تعرض فيديو ثلاثي الأبعاد لعرض صورة للعملية الجراحية ويعتمد كذلك على الجانب الخاص للمريض ووضعيته أمام الكاميرا.
حيث يمكّن هذا النظام قيام أطباء الجراحة بإجراء عملياتهم، حيث تكون تركيزهم على لوحة المراقبة وكل من أعينهم، كما يتم استخدام أدوات التحكم في لوحة المراقبة للتحكم في الأدوات والكاميرا لدى جهة المريض. بالاستناد إلى الصور التي يراها الجراح، والمرسلة إلى شاشة خارجية كبيرة، وإثر اكتشاف مكان الورم، ينشط الجراح مجرفة بالغة الصغر، يخرجها من الروبوت ثم يعيد المجرفة إلى مكانها ويخرج الروبوت من جسم المريض.